4 مايو 2023
تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الخميس حول عدد من المنشآت العسكرية في العاصمة الخرطوم بجانب مناطق تمركز القوات في الاحياء، فيما درات مواجهات بين القوتين بمدينة الأبيض شمال كردفان. ونقل شهود لـ(عاين)، ان ارتال من قوات الدعم السريع تتمركز اليوم في ثلاثة اتجاهات حول مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، في حين تم اغلاق الأسواق والتزم المواطنين منازلهم.
ودارت معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع اليوم الخميس، بمحيط المنطقة العسكرية بحري (سلاح الاشارة) وفي مناطق كوبر ومحطة 7 بالعمارات جنوبي العاصمة وضاحيتي بري وامتداد ناصر، بجانب مواجهات مماثلة في وسط الخرطوم، كما حلق الطيران الحربي في سماء العاصمة المثلثة وسماع دوي القصف واصوات المضادات الأرضية تتصدى لها، وذلك وفق ما نقله شهود من مناطق عديدة لـ(عاين).
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن خرق الهدنة الإنسانية التي التزما بها لثلاثة أيام استجابة لنداء أطراف إقليمية ودولية.
نهب وسلب
تصاعدت أعمال السلب والنهب في الخرطوم ومدن سودانية أخرى بشكل لافت، ووجد المواطنين أنفسهم أمام مهددات كبيرة تضاف الى مآسي الصراع المسلح المحتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي ما يزال مستمراً بشكل عنيف في يومه التاسع عشر على التوالي في قلب العاصمة.
وبات السودانيون في مختلف المناطق في حالة خوف مستمر ليس من نيران الحرب فحسب، ولكن من انتشار عصابات مسلحة تمارس عمليات النهب داخل العاصمة وبعض الطرق المؤدية الى الولايات السودانية تحت تهديد السلاح في ظل الغياب التام للأجهزة النظامية الرسمية، ووثق شهود للعديد من حالات التعدي على ممتلكات المواطنين.
ويقول “محمد” وهو أحد سكان خي الملازمين بام درمان لـ(عاين)، إنه شاهد محال تجارية على امتداد شارع الدكاترة أمدرمان وحتى سوق البوستة وهي مفتوحة الأبواب وجرى نهب، الى جانب انتشار مجموعة من الشباب يحملون أسلحة بيضاء.
ويقول شاهد آخر إن المتاجر على امداد شارع الجامعة الاهلية بما في ذلك مصرفين تجاريين والجامعة نفسها تعرضت لأعمال نهب واسعة من مجموعات مسلحة مجهولة حيث تركوها مفتوحة الأبواب بعد أن استولوا على المقتنيات التي بداخلها، ويشير أيضا الى استيلاء قوات ترتدي زي عسكري وسيارات مدججة بالسلاح على محال تجارية كاملة في منطقة السبيل وشارع المحافظ بعد أن طردوا منها أصحابها بالقوة الجبرية.
واليوم الخميس، قالت إدارة مستشفى الولادة في أمدرمان خلال بيان صحفي، إن قوات الدعم السريع اقتحمت المستشفى ونهبت مبالغ مالية ودخلت سياراتها العسكرية بداخله مما أدى الى خروجها عن الخدمة، فيما لم تعلق قوات الدعم السريع على الواقعة التي اكدها أيضا شهود يسكنون في الاحياء المجاورة.
ولم تتوقف أعمال النهب عند العاصمة لكنها امتدت للطرق المؤدية الى الولايات ما يشكل تهديد كبير للفارين من الحرب الدائرة في الخرطوم.
وقال محمود احمد – شاب سوداني لـ(عاين) إن حافلة النقل العام التي كانت تقلهم من مدينة الأبيض الى ابوزبد الخميس، تعرضت الى إطلاق نار وتهديد من مجموعات مسلحة، لكن السائق لم يمتثل لأوامر المسلحين وواصل مسرعا في طريقه ونجاهم من النهب بأعجوبة، وأضاف “تعرضت أربع سيارات خرجت قبلنا الى نهب تحت تهديد السلاح”.
وشكا مواطنون خلال منشورات بوسائل التواصل الاجتماعي من تعرض سياراتهم ودراجاتهم النارية للنهب تحت تهديد السلاح، في تمدد مخيف لأنشطة النهب. وخلف الصراع المسلح الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الدائر منذ منتصف ابريل الجاري، 512 قتيلاً من المدنيين بينهم 169 من العاصمة الخرطوم، وجرح 4193 آخرين في الخرطوم والولايات، حسب وزارة الصحة السودانية.
كما تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل مريع إذ خرجت 72% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، كما اشتعلت أسعار مجمل السلع الاستهلاكية والذي فاقم الازمة المعيشية للمواطنين في ظل توقف الأعمال في كافة القطاع، وتوقف صرف الرواتب للعاملين في الدولة بسبب المواجهات العسكرية.