السودان: قتيلان واصابات بالرصاص الحي في تظاهرات “السلطة للشعب”
14 فبراير 2022
تمكن آلاف المحتجين من الوصول إلى مبنى البرلمان في أم درمان غربي العاصمة السودانية اليوم الاثنين في “مليونية 14 فبراير” التي دعت إليها تنسيقيات لجان المقاومة في ولاية الخرطوم لإسقاط حكم العسكريين.
وكان قادة الاحتجاجات حددوا مبنى البرلمان مركزًا رئيسيًا للتجمع السلمي في العاصمة السودانية لمناهضة الانقلاب العسكري لكن الآلاف من الخرطوم لم يتمكنوا من العبور إلى هذه المدينة الواقعة غربي العاصمة تجنبًا للإجراءات الأمنية وفضلوا التظاهر في شارع القصر بالتزامن مع تظاهرات ام درمان.
وشهدت ساحة محطة حافلات شروني في الطريق للقصر الرئاسي مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي أطلقت عبوات الغاز المسيل للدموع بغزارة بجانب فتح خراطيم المياه على المحتجين ما أسفر عن مقتل متظاهر تقول لجنة اطباء السودان المركزية أنه قتل نتيجة إصابته بطلق ناري، فيما اكدت مصادر متطابقة بمدينة ام درمان مقتل متظاهر آخر اصيب بالرصاص وتوفى في مستشفى الاربعين.
فيما أحصت رابطة الاطباء الاشتراكيين 137 إصابة في تظاهرات اليوم تتفاوت ما بين الرصاص الحي والمطاطي والرايش والغاز المسيل للدموع، وتوجد من ضمنها حالات غير مستقرة.
وقالت ان قوات الأمن في موكب شرق النيل دهست 3 من الثوار بالتاتشر مما أدى إلي إصابات متفاوتة من ضمنها إصابة في الرأس مما تسبب في نزيف.
تظاهرات البرلمان
وصل المحتجون من مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة إلى أم درمان وتظاهروا قرب مبنى البرلمان بعد أن تمكنوا من عبور جسر يربط بين المدينتين على ضفاف نهر النيل.
ورغم التحصينات الأمنية بنشر المدرعات العسكرية قرب مقر البرلمان إلا أن المحتجين تمكنوا من الاقتراب من المبنى من الناحية الشرقية والغربية وأطلقت قوى الأمن الغاز المسيل للدموع لإجبار المتظاهرين على إخلاء محيط البرلمان.
وقال شهود عيان لـ(عاين)، إن المواكب تجمعت من أحياء أم درمان والخرطوم بحري في شارع الأربعين وشوارع رئيسية وسارت إلى البرلمان ونجحت في التظاهر في محيط المبنى.
وقال حيدر وهو متظاهر من أم درمان:”تظاهرنا قرب البرلمان في تعبير رمزي أن السلطة للشعب وليس للعسكريين الذين زعموا أنهم أوصياء علينا”.
وذكر حيدر لـ(عاين)، أن “القوات الأمنية قابلت الإحتجاجات بعنف مفرط على بإطلاق عبوات الغاز على مستوى الجسد لإحداث الإصابات المميتة أو الجسيمة”.
وردد المتظاهرون قرب ساحة البرلمان هتافات تدعو إلى تخلي الجيش عن السياسة والعودة إلى مهامه الدفاعية عن البلاد في الشهر الرابع لهذه الإحتجاجات التي أوقعت ما يقارب الـ(77) شهيدا ثمنا لمناهضة الانقلاب العسكري.
عودة الملاحقات الأمنية
وترى لمى 26 عاما والتي تظاهرت أمام البرلمان في أم درمان في حديث لـ(عاين) أن لجان المقاومة التي تقود حركة الإحتجاجات لن تتراجع عن المطالبة بالحكم المدني لأن بلادنا “مختطفة بواسطة دول اقليمية ومخابرات دول الجوار والعسكريون لا مانع لديهم في ذلك ربما”.
وتقول لمى إن الوصول إلى برلمان رسالة واضحة للعسكريين بأن عودوا إلى مهاكم الأساسية واتركوا السياسة والسلطة للمدنيين، وفي ذات الوقت يجب محاسبة مرتكبي الانتهاكات والشخصيات العسكرية التي أشرفت عليهم.
وقالت إن الاحتجاجات التي انتظمت اليوم اثبتت لمن زعموا أنها انحسرت أن الشارع لا يزال مصممًا على مطالبه.
عادت قوات الأمن إلى الإجراءات التي كانت تتخذها الشهور الماضية بإطلاق الغاز داخل المنازل والشوارع الفرعية وملاحقة المحتجين وضربهم بالهراوات وحصارهم حتى حلول الظلام
وذكرت لمى ان مصابين نقلوا من ساحة البرلمان إلى المستشفى وهي إصابات بعبوات الغاز والقنابل الصوتية وحالة واحدة إصابة بالرصاص الحي في الكتف.
وتابعت: “تم قطع التيار الكهربائي في أحياء الموردة والمنازل القريبة من البرلمان لأن الشرطة كانت تحاصرها بالكامل وتعتقل الأشخاص الذين يغادرونها”.
وأردفت لمى : “حاليا الأحياء المجاورة للبرلمان محاصرة بالقوات الأمنية التي تطلق الغاز داخل المنازل”.
الخرطوم تفاجئ القصر
أما في مدينة الخرطوم تحرك المتظاهرون من محطة باشدار جنوبي العاصمة إلى محطة شروني وفور وصولهم أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع مصحوبة بالقنابل الصوتية وشهدت الإحتجاجات في منطقة شروني مقتل احد المتظاهرين طبقا لأطباء برصاصة في العنق وتم نقله مصابا إلى المستشفى على متن دراجة نارية يقودها متطوعون.
حاول المحتجون عبور الشارع الرئيسي في “منطقة شروني” لكن إطلاق مكثف للغاز وقنابل الصوت والرصاص حال دون ذلك واستمر عمليات الكر والفر حتى حلول المساء.
ويرى علاء وهو من متظاهري الخرطوم أن القوات الأمنية أطلقت عبوات الغاز على أجساد المحتجين في الخطوط الأمامية لغرض الاعاقة الجسدية مشيرا إلى أن شرطة الاحتياطي والتي يطلق عليها شعبيا “أبوطيرة” تستخدم درجة عالية من العنف.
وتابع: “هناك تشكيلات امنية متعددة تكافح الإحتجاجات في منطقة شروني بعضهم بالملابس المدنية ودائما ما يتم حشد القوات في هذا الموقع لمنع تقدم المتظاهرين إلى القصر منذ شهرين”.
في وقت استمرت فيه التظاهرات في منطقة شروني كانت الدراجات النارية تنقل عشرات المصابين إلى المستشفى أغلبهم أصيبوا بعبوات الغاز التي سقطت على أجسادهم.
وفي محيط شروني عندما حل المساء غادر المتظاهرون المنطقة فيما واصلت قوات الامن تقدمها وهي تطلق الغاز، مع انتشار كثيف لسيارات مدنية عليها رجال مسلحون ويرتدون أزياء مدنية انتشرت داخل الأحياء القريبة من مكان التظاهرات.