الجيش السوداني الموحد أبرز اجندة مباحثات “الحلو- البرهان”  

27 مارس 2021

انخرط رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، في محادثات مغلقة اليوم السبت مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودن- شمال، عبد العزيز الحلو في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا.

وقال  مسؤول حكومي أن الطرفان سيعقدان في وقت لاحق اليوم السبت جلسة مباحثات ثانية. ويعد اللقاء هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهر حيث عقد الطرفان مباحثات في جوبا في فبراير الماضي واتفقا على الانخراط في محادثات ثنائية لكسر جمود التفاوض بين الجانبين.

وأكد مصدر مسؤول في مجلس السيادة الانتقالي تواصلت معه (عاين) أن لقاء البرهان والحلو محاولة لكسر جمود التفاوض بين الحركة الشعبية شمال والحكومة الانتقالية خاصة وأنها اصطدمت بعقبة فصل الدين عن الدولة.

ويرى المحلل العسكري أمين إسماعيل مجذوب في مقابلة مع (عاين) أن يوغندا وجنوب السودان قادتا وساطة كبيرة مع عبد العزيز الحلو لإقناعه بالجلوس مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.

وأضاف : “رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان -يونيتاميس-  التقى عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور ويبدو أنه لعب دورًا في محاولة إلحاقهم بمحادثات السلام”.

  • جيش موحد

وأوضح المصدر أن المكون العسكري لا يمانع في قبول فصل الدين عن الدولة لكنه ايضًا في نفس الوقت لديه دوافع قوية لمعرفة رأي الحلو حول تكوين جيش موحد.

وأشار المصدر، إلى ان اللقاء الذي انعقد بين البرهان والحلو ناقش الترتيبات الأمنية وفصل الدين عن الدولة واستئناف المحادثات بين الطرفين في اقرب وقت ممكن.

وقال المصدر، إن اللقاء اتسم بالشفافية والصراحة وناقش العقبات التي تواجه المحادثات بين الحكومة الانتقالية وحركة الحلو سيما وان وفد الحركة متواجد في حوبا منذ نوفمبر 2019 ينتظر تحرك المحادثات التي انعقدت وانفضت بسبب خلافات فصل الدين عن الدولة.

وتابع المصدر : “الحلو نفسه يريد معرفة اتجاهات المكون العسكري حول عملية السلام لأن الملف المتعلق بالترتيبات الأمنية يتحكم فيه العسكريون وهذا الملف لا يقل عن ملف فصل الدين عن الدولة”.

من جهته توقع المستشار السابق لشئون السلام في مكتب رئيس الوزراء جمعة كندة، في مقابلة مع (عاين) أن المكون العسكري برئاسة عبد الفتاح البرهان يحاول معرفة رأي عبد العزيز الحلو في مبدأ الجيش الواحد.

وأوضح كندة، أن العسكريين لديهم دوافع قوية لمعرفة عما إذا كان الحلو لديه قناعات للانخراط في الدخول في الترتيبات الأمنية وصولا إلى جيش واحد حتى لو استغرقت العملية عدة سنوات.

وأضاف : “مقابل قبول الحلو مبدأ الجيش الواحد سيوافق العسكريون على فصل الدين عن الدولة لأن العلمانية لم تعد مصدرًا للخلافات داخل مجلس السيادة او مجلس الوزراء”.

ويرى جمعة كندة، أن الحكومة الانتقالية كانت تبرر تعطل المفاوضات مع الحلو بتشكيل الحكومة الجديدة وعقب إنهاء هذه الإجراءات لا تملك مبررات أخرى والمجتمع الدولي ينتظر ويراقب سيما وأن وفد الحركة الشعبية شمال متواجد في جوبا منذ عام ونصف في انتظار المحادثات.

وينوه كندة، إلى أن الحلو قد يطلب تفسيرات من المكون العسكري عندما يتعلق بالأمر بمقترح الجيش الواحد حول مصير قوات الدعم السريع لكن عموما الترتيبات الامنية تستغرق وقت أطول وتشمل جميع التشكيلات العسكرية ووصولًا الى جيش موحد.

واضاف المستشار السابق لرئيس الوزراء،  “إذا اطمئن الى رغبة الحلو حول تكوين جيش موحد يمكن لرئيس الوزراء أن يقود المفاوضات مع الحلو لأن المكون العسكري مهتم بالترتيبات الأمنية بشكل كبير”.

  • رفع حرج

وتابع : “في الاتفاق الموقع بين حمدوك والحلو في سبتمبر 2020 بأديس أبابا نص أحد البنود على الحماية الذاتية للمناطق الخاضعة تحت سيطرة الحركة الشعبية شمال ما يعني رغبة عبد العزيز الحلو الاحتفاظ بقواته وهو بند جعل المكون العسكري يتحرك لمعرفة نوايا الحلو حول الترتيبات الأمنية”.

ويضيف كندة قائلًا : “اتفاق جوبا نفسه في بعض البنود تطرقت الى الحماية الذاتية حتى طريقة تشكيل القوات المشتركة لحفظ السلام في دارفور تشبه الحماية الذاتية”.

ويرى كندة أن قيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي للقاء الحلو محاولة ايضا في نفس الوقت لرفع الحرج عن رئيس الوفد الحكومي في ورشة جوبا شمس الدين كباشي والذي رفض بند فصل الدين عن الدولة في الورشة غير الرسمية التي انتهت في أكتوبر 2020.

ويلفت كندة إلى أن لقاء البرهان والحلو للمرة الثانية خلال شهر واحد يعد أمرًا ايجابيا في تسريع عملية المحادثات وتوقيع الاتفاق الإطاري التي تسبق العملية.

وغابت الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد نور عن اتفاق السلام الذي وقع اغسطس الماضي بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثوريةوما عرف لاحقا باتفاق سلام جوبا.

وخلال الفترة الماضية وقعت الحركة الشعبية اكثر من 7 وثائق سياسية مع القوى السياسية والاجتماعية والمدنية في السودان ضمت، مؤتمر الوطن السوداني المتحد (كوش) بقيادة د. محمد جلال هاشم، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى،و مؤتمر البجا التصحيحي بقيادة د. زينب عيسى كباشي، و الحزب القومى السوانى بقيادة بروفيسور الأمين حمودة، والتحالف الوطنى السودانى بقيادة العميد معاش كمال إسماعيل، و تجمع المهنيين السودانيين ممثلاً فى سكرتارية التجمع ذات الشرعية الإنتخابية ، وتجمع الاجسام المطلبية.