تبادل الإتهامات بين الجيش السوداني و”الشعبية” حول هجوم عسكري بجنوب كردفان

  عاين-8 أغسطس 2020م 

تبادل الجيش السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، الاتهامات بشأن هجوم جديد بولاية جنوب كردفان التي تسيطر الحركة الشعبية على أجزاء واسعة منها.  

وفيما يجدد طرفا القتال بالولاية التزامهما بوقف اطلاق النار ، تتعثر مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة بقيادة الحلو لجهة اصرار الأخيرة على علمانية الدولة السودانية وحق تقرير المصير لشعب جبال النوبة والنيل الأزرق ، وفي الثامن من يونيو الماضي، أعلنت الحركة الشعبية العودة الى طاولة مفاوضات السلام بجوبا بعد غياب امتد منذ فبراير الماضي.

واتهمت الحركة الحكومة الانتقالية بارتكاب خروقات أمنية جديدة في جنوب كردفان بواسطة مليشيات قبلية، ما تسبب في نزوح مواطني عدد من المناطق، في وقت قال الجيش السوداني أن قوات تتبع للحركة هاجمت مرحال الرعاة العائدين من الجنوب إلى الشمال والقوة التي تعمل في تأمينه والتابعة للقوات المسلحة.  

وقال بيان للأمين العام للحركة عمار امون،  إن “ما حدث هو تكرار لما وقع بتاريخ 14 أكتوبر 2019 وأدَّى إلى انسحاب وفد الشعبية من التفاوض آنذاك، حيث اتهمت الحركة القوات المُسلَّحة السودانية بمُساعدة أفراد قبيلة الحوازمة (دار نعيلة) بتخطِّي مناطق (أونشو) بالمسار الشرقي المُختلف حوله، وبعدها قامت بنصب كمين في الطريق الذي يسلكه المواطنون بالمناطق المُحرَّرة في منطقة (خور ورل) وقاموا بإلقاء القبض على المواطنين”.

وأضاف البيان “تجدَّدت هذه الخروقات بالأمس حيث قامت مليشيات الحكومة تحت قيادة المدعو شيريا وآخر ملقب بابي ربط، قامت بتكرار نفس السيناريو باستخدام القوة العسكرية لعبور (مُرحال) نفس المجموعة بنفس (المسار) متَّجهاً إلى مناطق القوز وتسبَّب ذلك في نزوح العديد من المواطنين من مناطق (رجول المرافعين – الظلطايا) ومناطق أخرى”.

وأشار البيان، إلى أن الحركة ظلت تحذر حكومة الفترة الانتقالية من مغبَّة سياساتها المُتحيِّزة ضد المُكوِّنات غير العربية في السُّودان خلال الأحداث المُتكرِّرة في الفترة الماضية في مناطق مختلفة في دارفور وشرق السودان، كما حذَّرت من تداعيات تعيين الدكتور حامد البشير والياً على جنوب كردفان لمواقفه العدائية التي تُفرِّق بين المُكوِّنات الاجتماعية في الإقليم، حسب البيان.

وأضاف “نؤكد أن ما ذهبنا إليه بخصوص تعيين الوالي تأكَّد فعلياً بمُجرَّد تولِّيه الحُكم عبر هذه الأحداث المؤسِفة، وهذا يؤكِّد إن الوالي جاء ليُنفِّذ سياسات حزب الأمة ومُخطَّطه المعروف تجاه شعب الإقليم”.

وجدد البيان رفض الحركة بأن يدار السودان بهذه العقلية، وقالت إنها “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه المُمارسات التي تستهدف المواطنين بمناطق سيطرتها ولن تتردَّد في الدفاع عنهم و حمايتهم”.

من جهته، قال الجيش السوداني، في بيان صادر عن “المركز الإعلامي العسكري”،  ان “قوات الحركة نصبت  الكمائن وزرعت  الألغام في طريق المرحال بمنطقة خور الورل بجنوب كردفان، الأمر الذي أدى إلى إزهاق العديد من الأرواح من المواطنين والقوات النظامية وتدمير معدات عسكرية ومدنية”.

وأضاف البيان “في الوقت الذي تستمر فيه إجراءات بناء الثقة بين كافة الأطراف وفي ظل وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام الجارية في جوبا قامت قوات تتبع للحركة الشعبية جناح الحلو  بالهجوم والإعتداء على مرحال الرعاة العائدين من الجنوب إلى الشمال”.