ذوو الإعاقات الحركية يعانون بمراكز إيواء نازحي حرب السودان
عاين- 8 أكتوبر 2024
معاناة مضاعفة يواجهها أصحاب الإعاقة لاسيما الحركية من النازحين في مراكز الإيواء بالولايات السودانية الآمنة لجهة الانعدام الكامل لما يعينهم على عيش الحياة في هذه المراكز.
يقول الأمين العام لاتحاد المعاقين حركيا بمحلية كرري في أم درمان، يونس عبدالله يونس، الذي نزح من كرري إلى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، لـ(عاين): “بعد اندلاع المعارك في الخرطوم كُوِّنَت لجنة خاصة لإخلاء ذوي الحالات الخاصة في ولاية الخرطوم إلى الولايات الآمنة”.
ويضيف يونس:” كنا نعلم أن أصحاب الإعاقة يجب أن تتوفر لهم مراكز إيواء تتناسب مع حركتهم، واُتُّفِق على مدينة عطبرة لسهولة الحركة فيها بعد التنسيق مع لجنة الخروج من ولاية الخرطوم”. وأشار يونس، إلى أن عدد أصحاب الحالات الخاصة الذين خرجوا من منطقة كرري إلى مدينة عطبرة يقدر بحوالي 31 فردا، لكن في الطريق إلى المدينة تخلف بعض الأفراد، ووصلنا إلى عطبرة حوالي 17 فردا وهناك أقمنا بمركز إيواء السرور السافلاوي بحي الداخلة، والذي شكل متطوعيه لجنة لخدمتنا”.
“هناك في مركز إيواء السرور السافلاوي كان الوضع جيداً مع الحالات الخاصة، هي منطقة في وسط عطبرة.. قضينا فيها أكثر من عام، وكانت الفرص مواتية للقيام بالأعمال التجارية، والأطفال يذهبون إلى المدارس، لكن فجأة جاء قرار إخلاء مراكز الإيواء، ونقلها إلى أماكن أخرى‘‘. يقول يونس. ويشير إلى أن هذا القرار أثر في استقرار النازحين الذين تعودوا المنطقة، وبدأوا في وضع ترتيبات جديدة لحياتهم.
استعانة بحمامات السوق
بعد مناشدة للسلطات من قبل النازحين بالذهاب إلى مركز إيواء مدرسة نهر عطبرة الأساسية وعدتهم السلطات في الولاية بتوفير الخدمات في المدرسة، لكنهم تفاجأوا بعدم وجود أي خدمات فيها، وما زال عدم توفر الخدمات سيد الموقف، وأن المدرسة قريبة من السوق، فقط تنقصها الخدمات، على سبيل المثال، دورات المياه لا تتناسب مع الحالات الخاصة. وفقا ليونس. الذي يقول: ’’ نستعين بحمام السوق الكبير في عطبرة، لأنه يتناسب مع الحالات الخاصة”.
أما صاحب الإعاقة، عبدالرحيم الطيب، يقول إنه خرج منطقة قري التي تقع شمال العاصمة السودانية الخرطوم، في شهر يونيو 2023، بعد اشتداد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، للبحث عن منطقة آمنة له ولأسرته. ويضيف محمد في مقابلة مع (عاين) بعد قدومهم إلى مدرسة نهر عطبرة، تفاجأوا بخطاب من المحلية يطالبهم بالإخلاء، لأسباب عديدة من بينها أن المدرسة آيلة للسقوط.
وقال محمد ’’ نحن حالات خاصة، ما عندنا مشكلة في وجود البديل، لإخلاء المدرسة، باعتبارها ممتلكات دولة، ونتساءل، هل توجد مساعدات لأصحاب الحالات الخاصة‘؟ ‘‘. بينما يقول صديق علي الطيب، من منطقة الصحافة شرق بالخرطوم إنه ومنذ اندلاع الحرب، قرر كثيرون الذهاب إلى منطقة الكلاكلة، ومنها إلى مدينة ود مدني، بعد الاستقرار جزئيا، انتقلت الحرب لود مدني التي غادرناها إلى بورتسودان في ظروف صعبة‘‘.
المعاقة حركيا، عروق الحاج بولاية البحر الأحمر تقول ل(عاين): أن أوضاع المعاقين في مركز الإيواء الذي تقيم به في مدينة بورتسودان صعبة للغاية، لا أستطيع الحركة، والناس تعاني حرارة الجو وضيق المكان، والله ده ألم مبالغ فيهو، كونك تطلع تخلي بيتك، وتقعد في سكن غير شرعي‘‘.
تضيف عروق: “المعاق له متطلباته الخاصة، وكيفية الدخول والخروج في مركز الإيواء، عندما يكون المعاق مصاباً بمرض السكري، إضافة لذلك أوضاع الحمامات سيئة”. في السياق تؤكد مسؤولة في مجلس الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية البحر الأحمر لـ (عاين) أن لديهم ملفاً خاصاً بالأشخاص ذوي الإعاقة، وتقدر الإحصائية 300 معاق بمختلف الفئات الأربعة. وتضيف: “لقد تم تقديم مساعدات إنسانية لهم، ومعينات، تتمثل في العصي والعجلات للموجودين في دور الإيواء، وأيام علاجية”.