(عاين) ترصد الجلسة الإفتتاحية لمفاوضات “الشعبية والحكومة”

26 مايو 2021

بدأت في عاصمة جنوب السودان جوبا اليوم الاربعاء محادثات السلام بين بين الحكومة الانتقالية في السودان والحركة الشعبية- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.

ووصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة جوبا اليوم الأربعاء فيما سبقه إلى هناك رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وعقد لقاء مع رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز أمس في مقر إقامة حمدوك.

  • افتتاح المحادثات رسميا

وأوضح رئيس مجلس السيادة الانتقالي في حفل افتتاح محادثات السلام في جوبا اليوم الأربعاء وسط حضور دبلوماسي وحكومي كبير أن التغيير الذي حدث في السودان ليس مزيفا ويعد حقيقيا وهناك ارادة لتحقيق السلام.

ويترأس عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق شمس الدين الكباشي فريق التفاوض الحكومي مع الحركة الشعبية شمال برئاسة عمار اموم والتي توقفت منذ عام بعد رفض الكباشي تضمين عبارة “فصل الدين عن الدولة” في البيان الختامي عقب الورشة غير الرسمية عن علاقة الدين بالدولة في أكتوبر العام الماضي.

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح عقد مباحثات مع رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو في مارس الماضي لكسر جمود التفاوض حول الملفات سيما الترتيبات الأمنية وعلاقة الدين بالدولة.

ودعا البرهان رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد بالانضمام الى محادثات السلام مشيرا إلى أن السلطة الانتقالية على قلب رجل واحد وقال إن السلام قد يقوده عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق شمس الدين أو وزير مجلس الوزراء خالد عمر أو رئيس الوزراء عبد الله حمدوك هذا لايشكل فرقا لأن الجميع يعملون في تجانس من أجل مسيرة السلام.

وشدد البرهان على ان التغيير في السودان لن يعترضه أحد في البلاد.

  • الحلو: عازمون على التسوية السلمية

وقال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبدالعزيز الحلو، ان العودة لطاولة المفاوضات مع الحكومة الانتقالية تعد إشارة لرغبتهم  في التوصل للسلام.

واضاف الحلو خلال مخاطبته الجلسة الإفتتاحية التفاوضية، ان إستئناف جولة المفاوضات تتوافق مع الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي حاربت من أجل السودان الجديد.

وأبان أن الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عملت مع حلفائها بعد ثورة ديسمبر المجيدة للوصول إلى إجماع لبناء السودان الجديد رغم التحديات التي واجهتها من أجل سودان يحترم التنوع  ويقوم على الحرية والعدالة والمساواة.

وقال إن الحركة الشعبية تراقب بقلق شديد تدهور وضع حقوق الانسان دون تقديم الجناة للعدالة، وهذه من أهم تحديات السلام والإستقرار.

وأضاف “نؤكد عزمنا على التسوية السلمية من خلال المفاوضات لمخاطبة جذور الازمة في السودان”.

حمدوك: السودانيون قادرون على حل قضاياهم

من جهته، قال رئيس الوزراء إن لقاء اليوم يمثل حوارا بين أبناء الوطن الواحد وهي رسالة للعالم بأن السودانيين قادرون على حل قضاياهم بعد إنجاز ثورة عظيمة.

وأضاف حمدوك ” نقف اليوم أمام محطة مهمة لمسار السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال”  واوضح بان الهدف الاساسي للحوار هو استقرار ورفاه الشعب السوداني خصوصا في المناطق المتأثرة بالحرب.

وقال حمدوك ” البحث عن السلام ظل اولوية لنا والوصول إليه واجب” و ان هذا احد مطالب الثورة، “نحن نتحدث من موقع جاء بالدماء والبذل والعطاء اللامحدود ولا بد من جعل تطلعات اصحاب الحق واقعاً معاشا وهم أصحاب الحق في جيوب المقاومة، في معسكرات النزوح واللجوء، وطرقات المدن، والبادية والريف، شهداء المجازر الجماعية والمفقودين، ومن قتلوا داخل القطاطي المحروقة والمتفجرة على الرؤوس ضحايا الاستبداد ودعاة الفتنة وتجار الحروب، ضحايا النزاعات والعنف في دارفور، كردفان، النيل الازرق، الشرق والوسط والشمال”.

وجدد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الدعوة لرئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد أحمد النور للانضمام للسلام وأكد على الاستعداد لوضع كل القضايا على طاولة الحوار ليكون حوارا سودانيا سودانيا من أجل مصلحة الشعب السوداني.

  • اتهامات للبرهان

من جهته ذكر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت مخاطبا القادة السودانيين : “أن سلام جوبا سيكون غير شاملا إذا لم ينضم إليه عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو ونأمل أن يأتي عبد الواحد يوما ما إلى هنا لينضم الى المفاوضات ويوقع السلام مع أبناء بلاده”.

سلفاكير والبرهان في جوبا اليوم

وذكر ميارديت أن الحرب لا تقدم شيئا ورغم أن جنوب السودان كان يقاتل من اجل سودان جديد الا انه انتهى إلى دولة مستقلة.

وأضاف: “أنا أعرف عبد العزيز الحلو واعتبره جزء مننا ولديه قدرة على قيادة الناس أريد من فريقه التفاوضي أن يركز على السلام وعندما تفاوض لا تفكر في نفسك ” وقال كير : “فكروا في شعبكم انهم ظلوا يعانون لفترة طويلة ويفترقون الى الملابس اذا فكرتم في ذلك ستتخذون قرارات صائبة او تضع شروط ولا تفكر في معاناة الناس”.

ورأى سلفاكير ان السودان لو لجأ الى تحقيق التنمية في جنوب السودان لما وقعت الحرب والانفصال موضحا أنه كان دائما يحث الرئيس المعزول عمر البشير عندما يزور جوبا على تنمية المناطق في جنوب السودان بدلا من السير في شوارع ترابية والتوقف عن ارتكاب المذابح.

وانتقد سلفاكير بعض وسائل الإعلام نشرت “كاريكاتيرا” وهو يقف على منصة المشنقة على الهاوية لافتا إلى أن هذا التعبير يتناقض مع السلام.

وأضاف سلفاكير : “اذا ذهبت الى منزل شقيقك ولم يمنع كلبه من مهاجمتك لن تتمكن من الدخول إلى منزله وعبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني تحدث عن اهمية السلام لكن اقول له انت تفعل ذلك من تنقلهم من الجنوب إلى الشمال وتضعهم في الحدود يهاجموننا ليلا “.

وأردف: “اقول للبرهان انت تفعل هكذا ومن تنقلهم من هنا في الجنوب إلى حدود السودان هم من يهاجمون بلادنا ليلا لكن طالما تحدثت السلام يجب أن نعمل سويا لقد تعب السودان وجنوب السودان من الحرب ويجب ان يطويا هذه الصفحة”.