سودانيون يواصلون التظاهر في العاصمة وتحشيد لـ(مليونية 30 أكتوبر)
27 أكتوبر 2022
تواصلت في العاصمة الخرطوم الاحتجاجات الشعبية المناوئة للانقلاب العسكري، وخرج المئات في مدينتي بحري والخرطوم بإتجاه القصر الرئاسي إلا أن القوات الأمنية منعت تقدمهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وتأتي هذه الاحتجاجات ضمن أسبوع حافل بالتظاهرات ضد العسكريين لإجبارهم على التنحي عن السلطة بعد يومين من خروج الآلاف في العاصمة ومدن الولايات في الذكرى الاولى للانقلاب العسكري، بجانب تكثيف المحتجين للهتافات الدعائية لمليونية (30) أكتوبر التي تصادف يوم الأحد المقبل.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، وضعت السلطات حاويات على جسر المك نمر الرابط بين الخرطوم والخرطوم بحري شمال العاصمة لمنع عبور المتظاهرين كما نشرت القوات الأمنية أسفل هذا الجسر الحيوي.
ودرجت السلطات العسكرية على إغلاق الجسور الرابطة بين مدن العاصمة السودانية بـ”حاويات الشحن” منذ يناير الماضي وسط تحذيرات من مختصين من تأثيرها على حمولة الجسور.
ورغم ذلك تجمع الآلاف في تقاطع المؤسسة بالخرطوم بحري وتوجهوا إلى كبري المك النمر بينما استخدمت القوات الأمنية القمع المفرط لمنع المتظاهرين الاقتراب من حافة الجسر بإطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
كما طاردت القوات الأمنية المتظاهرين في الشوارع القريبة من هذا الجسر لكن عمليات الكر والفر كانت تعيد مئات المحتجين قريبا من الكبري الذي انتشرت قربه المركبات العسكرية وشاحنات عليها أفراد يرتدون الزي المدني.
وانضمت المواكب من مدينة أم درمان إلى تقاطع المؤسسة بالخرطوم بحري استجابة لدعوات لجان مقاومة بحري التي حددت مليونية 27 أكتوبر اليوم منذ الأربعاء لمواصلة الحراك السلمي ضد العسكريين.
وقالت هبة التي شاركت في التظاهرات لـ(عاين)، إن الموكب المركزي تحرك من تقاطع المؤسسة صوب جسر المك نمر وردد المتظاهرون هتافات مناوئة للحكم العسكري مع المطالبة بالقصاص والعدالة.
وأشارت إلى أن القوات الأمنية بدأت اطلاق قنابل الغاز من أعلى الجسر الذي يؤدي إلى القصر الرئاسي وزادت من إجراءات القمع لأن الأعداد كانت كبيرة. مشيرة إلى أن المحتجين واجهوا صعوبة في عبور الجسر نتيجة الترسانة الأمنية ووضع قوات عسكرية من الجانب الآخر للجسر.
تقدم وقمع
أما في الخرطوم تجمع المئات في تقاطع باشدار جنوب العاصمة السودانية وتحرك الموكب المركزي إلى شوارع قريبة من القصر الجمهوري لكن القوات الأمنية منعت تقدم المتظاهرين في شارع “كترينا” بضاحية الخرطوم 2.
ردا على بيان الشرطة حول وجود تشكيلات عسكرية وأعلام ملونة في صفوف المحتجين، لوح المتظاهرون بالأعلام وصور الشهداء كما رددوا النشيد الوطني أثناء العودة إلى نقاط التجمع جنوب العاصمة.
وقال وائل المشارك في التظاهرات بالخرطوم، لـ(عاين)، إن القوات الأمنية تقدمت إلى شارع كترينا وهي تطلق الغاز بكثافة عالية وقرر المحتجون عدم الاشتباك وتراجعوا إلى الخلف لكن قوى الأمن واصلت تقدمها بإطلاق الغاز من المركبات.
وأشار إلى أن “مليونية 27 أكتوبر” بمثابة استعداد لـ”مليونية 30 أكتوبر” التي اكتسبت زخما كبيرا اليومين الماضيين لأنها تأتي في الذكرى الأولى للانقلاب وذكرى المليونية الأولى بعد الانقلاب العام الماضي.
وأشار وائل إلى أن المتظاهرين يودون “تضييق الخناق” على العسكريين للتخلي عن السلطة لأن البلاد مهددة بالتفكك بعد صعودهم إلى السلطة. ولفت إلى استحالة إبرام صفقة سياسية مع الجنرالات دون معالجة قضايا العدالة والانتهاكات التي أودت بحياة 119 من المحتجين خلال عام واحد.
وأكد أن القوات الأمنية أطلقت عشرات العبوات من الغاز المسيل للدموع و”المقذوفات النارية” لمنع المتظاهرين وكانت تتعمد إطلاقها على أجساد المحتجين لإلحاق الأذى.
وقبيل مغيب الشمس قرر المحتجون في شارع كترينا بالخرطوم 2 العودة بذات المسارات إلى تقاطع باشدار وهم يرددون “مليونية 30 أكتوبر كل الناس القصر جوة” في إشارة إلى الاعتصام قرب القصر الرئاسي.
وقالت شيماء المشاركة في التظاهرات لـ(عاين)، عدنا بذات الطرق التي ذهبنا بها إلى شارع كترينا بالخرطوم 2 لحماية المتظاهرين من الاعتقال كما أن المتظاهرين فضلوا عدم الاشتباك مع قوات الأمنية للاستعداد لمليونية 30 أكتوبر الأحد القادم.