دعوات واسعة في السودان لتظاهرات متجهة إلى “قصر الشعب لإسقاط الإنقلاب”

24 أكتوبر 2022

وسعّت قوى المعارضة السودانية من دعواتها للمشاركة في التظاهرات المعلنة يوم غد الثلاثاء والتي تصادف الذكرى الأولى لإستيلاء العسكريين على السلطة في الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي.

وفيما تشهد العاصمة الخرطوم هدوء مشوب بالحذر ووضع متاريس في عدد من الشوارع، تلاحظ انتشار أمني بعدد من طرقات المدينة، في وقت أعلنت حكومات ولائية عن تعطيل العمل في المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس.

مسارات

ودعت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم جماهير الشعب السوداني للخروج يوم غد الثلاثاء في مليونيات الخامس والعشرين من أكتوبر المتجهة صوب القصر الرئاسي للمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري وتسليم السلطة للمدنيين.

وحددت التنسيقيات مسارات ونقاط تجمع مدن ولاية الخرطوم الثلاثة، التي تضم الخرطوم وبحري وامدرمان، ودعت إلى توحيد الهتاف بـ “يسقط الانقلاب”.

احتجاجات في الخرطوم 25 اغسطس 2022 – محطة شروني

ووضعت التنسيقيات موجهات وإرشادات للموكب من بينها توحيد الهتاف وضبط الموكب والالتزام بمسارات اللجان الميدانية.

كما دعت إلى ضبط التفلتات الأمنية ورصدها وتبليغ لجان الميدان، كما طالبت بضرورة “التتريس” وفقاً لموجهات اللجان الميدانية. ودعت للالتزام بالسلمية.

وعبر تصريح صحفي، دعت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم البدء في حرق الإطارات في الشوارع الرئيسية وفي كل مناطق الولاية. ولفتت التنسيقيات إلى أن مليونيات الخامس والعشرين من أكتوبر تأتي إستمراراً للعمل النضالي الجسور.

ومنذ صبيحة الانقلاب العسكري، نظمت لجان المقاومة نحو 46 موكباً مركزياً بالإضافة لمئات الوقفات الاحتجاجية والإضرابات التي شملت الاجسام المهنية والنقابية.

وعلى نحو صارم، ظل السودانيون ومنذ اليوم الأول للانقلاب يقاومون حكم جنرالات الجيش وينادون بتأسيس الدولة المدنية الكاملة وتحقيق العدالة.

وبانتهاء مواكب الـ 21 من أكتوبر الجاري بدأت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم في الإعداد المبكر لمليونيات الخامس والعشرين أكتوبر والتي ستوافق مرور عام على الانقلاب، عبر تكثيف النشاط الإعلامي والدعائي في وسائط التواصل الإجتماعي وفي الأحياء عبر المواكب اللامركزية في الخرطوم العاصمة والولايات.

إدانة

والأحد، أطلقت قوات أمنية النار على عضو لجان المقاومة، عيسى عمر محمد أحمد الباهي بمدينة الخرطوم والذي قًتل متأثراً بإصابته بمقذوف ناري أدى إلى تهتك القلب والرئتين ما تسبب في نزيف داخلي أدى لوفاته في الحال.

احتجاجات في الخرطوم 25 اغسطس 2022 – محطة شروني

وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية وهي منظمة غير حكومية، فإن الأجهزة الأمنية الانقلابية قتلت الأمس 118 شخصاً، قتل أغلبهم  باستخدام الذخيرة الحية.

من جانبها أعربت الآلية الثلاثية عن أسفها الشديد لمقتل المتظاهر الشاب، عيسى عمر الباهي. وفي تصريح صحفي الأثنين دعت الآلية إلى إنشاء تحقيق ذا مصداقية في مقتل هذا الشاب لضمان محاسبة الجناة.

وقالت الآلية، أن إزهاق الأرواح في الخرطوم وغرب كردفان يشير إلى ضرورة التوصل لحل سياسي يؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية شرعية وإستعادة الأمن والنظام الدستوري ويضمن حماية المدنيين ويحقق العدالة للضحايا وأسرهم وينهي الأزمة الراهنة في البلاد.

وحثت الآلية الثلاثية قوات الأمن على ممارسة أقصى درجات الانضباط وحماية حقوق المتظاهرين في حرية التعبير والتنظيم والتجمع السلمي.

نهاية عهد

من جانبه دعا تحالف قوى التغيير الجذري للمشاركة الواسعة في مواكب يوم غد الثلاثاء. وقال في بيان عقب عقب مواكب 21 أكتوبر الماضية، أن مواكب الخامس والعشرين من أكتوبر ستكون إعلاناً لنهاية عهد الانقلابات العسكرية في السودان بلا رجعة.

وتحاول السلطات الانقلابية في السودان استباق المليونيات التي دعت لها تنسيقيات لجان المقاومة في الخرطوم العاصمة والولايات للحد من فاعليتها، عن طريق التواجد لأمني الكثيف ونشر عربات الدفع الرباعي المحملة بأفراد مدججين بالأسلحة النارية في وسط مدينة الخرطوم وامدرمان وبحري.

كما أعلنت عدد من الولايات عبر السلطات الانقلابية إغلاق المدارس في محاولة للحد من فاعلية حراك يوم غد الثلاثاء.

ففي ولاية جنوب دارفور، أعلنت وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة لجميع المراحل الدراسية إعتباراً من اليوم على أن تستأنف الدراسة الأحد المقبل. كما تم تعليق الدراسة في ولاية الجزيرة ليوم غد الثلاثاء.

وفي ولاية البحر الأحمر، أعلنت وزارة التربية والتوجيه أن يوم غد سيكون عطلة رسمية لجميع المدارس الحكومية بمختلف المراحل الدراسية، وشمل القرار المدارس الحكومية وغير الحكومية.

تظاهرات 6 أبريل 2022 مدينة بورتسودان

ونشر ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي اليوم الاثنين صور سيارات على متنها افراد يرتدون ازياء مدنية وملثمون، يُعتقد أنهم يتبعون لأجهزة الانقلاب الأمنية.

وتأتي مواكب الغد في ظل تردد أنباء حول اتفاق سياسي مرتقب بين قادة الانقلاب وبعض القوى السياسية المناهضة له والداعية لإنهائه عبر تسوية سياسية.

من جهته جدد المجتمع الدولي التزامه بالوقوف مع الشعب السوداني في تحقيق أهداف ثورته ومن أجل بلد “مستقر ومزدهر”.

وبمناسبة مرور عام على استيلاء الجيش على السلطة، أكد كل من الاتحاد الأوروبي وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا والنرويج وكوريا الجنوبية وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أكدوا على دعمهم “المستمر والموحد لاتفاق “شامل لتكوين حكومة انتقالية بقيادة مدنية تعيد الانتقال الديمقراطي في البلاد.

 وأكد البيان، على الحاجة الماسة إلى مثل هذا الاتفاق لمنع المزيد من التدهور في الوضعين الاقتصادي والإنساني في السودان.

وأكدت الدول الموقعة على البيان التزامها بمساعدة الشعب السوداني على تحقيق أهداف ثورته وبناء بلد مستقر ومزدهر يعيش في سلام مع نفسه ومع جيرانه.