أنتفاضة ديسمبر.. توحد مطالب السودانيين

أنتفاضة ديسمبر.. توحد مطالب السودانيين

تقرير عاين :22يناير 2019

شكلت الاحتجاجات السودانية التي انطلقت شرارتها من حاضرة ولاية النيل الأزرق  الدمازين منذ الثالث عشر من شهر ديسمبر الماضي لحمة قوية بين مكونات الشعب السوداني. ولأول مرة منذ العام 1989  تختفي كافة أشكال التمييز ويلتف عموم السودانيين حول مطلب واحد وهو إسقاط نظام الحكم القائم في السودان. ففي الوقت الذي  خرج فيه سكان كافوري والعباسية وبري وشمبات خرج مواطني مناطق النزاع والواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية في كل من جنوب النيل الازرق، وجنوب كردفان يطالبون بذات المطالب التي طالب بها سكان بقية أصقاع السودان.

ومن العلامات الفارقة ايضا في هذه الانتفاضة خروج تظاهرات قوية حققت قدرا كبيرا من الانتصار في مدن ولاية نهر النيل مثل عطبرة وبربر والعبيدية التي قدمت عدد ثلاثة شهداء اضافة للولاية الشمالية التي قدمت فيها مدينة مروي عددا آخر من الشهداء إضافة إلى تظاهرات في مدن دنقلا وكريمة وغيرها. ومن الخرطوم خرج شعار “يا عنصري ومغرور كل البلد دافور تضامنا مع القمع النصري لطلاب دارفور من قبل السلطات، فجاء الرد من جماهير الفاشر  التي هتفت “يا عنصري وغدار عطبرة الحديد والنار” في لوحة مقاومة أثبتت أن هزيمة مشروع المقاومة والوحدة الوطنية لا يمكن من خلال الاستهداف العنصري الذي تبناه النظام .

ولعل من المستجدات خلال هذه الانتفاضة أيضا هي خروج مناطق النزاع بشكل منظم وحماية من قوات الجيش الشعبي بينما فتحت القوات النظامية  وكتائب ظل الحكومة السودانية الرصاص الحي على المواطنين التي راح على إثرها ما يفوق الـ27  شخصا وفقا للاحصاءات الرسمية للحكومة السودانية.

 

بداية الحرب

أنتفاضة ديسمبر.. توحد مطالب السودانيين

بدأت الثورة المسلحة ضد الحكومة السودانية في العام 2011  قبل إعلان دولة جنوب السودان بأيام قلائل استمرت الحرب على مواطني جنوب كردفان بعد الاعتراض على نتائج الانتخابات وتبعتها بعد ثلاثة أشهر ولاية النيل الأزرق  بسبب محاولة الحكومة السودانية تجريد الجيش الشعبي الفصيل المسلح للحركة الشعبية شمال. في حرب راح ضحيتها أكثر من مليوني مواطن وشردت أكثر من 440.000 شخص  الى دول الجوار. وكان طرفي الحرب قد جلسو مع الحكومة السودانية   فيما  يزيد عن 15  جولات تفاوض دون أن يصلا إلى اتفاق بشأن القضايا الانسانية  مما ادى الى استمرار الحرب إلى يومنا هذا.

ثورة مدن السودان

في الثالث عشر من ديسمبر المنصرم انطلقت تظاهرات سلمية للمطالبة بإسقاط النظام في  عدد من مدن السودان انضمت إليها على الفور الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار ودعى عقار  جماهير الحركة الشعبية في كل مناطق السودان بالانضمام الى التظاهرات الى حين اسقاط النظام  وقال في فيديو منشور” أن إسقاط النظام هي خطوة كبيرة صوب إقامة دولة المواطنة بلا تمييز، وأن الوصول إلى سلام دون ديمقراطية  سوف ينتهي إلى حرب جديدة والديمقراطية دون سلام سوف تنتهي إلى شمولية أخرى، مشيرا الي ان الثورة الحالية يجب أن تفتح الطريق إلى دولة المواطنة المتساوية وأن تقودنا الى حرية – سلام وعدالة، ونحن قد ساهمنا عبر طلابنا في الجامعات منذ زمن في صياغة هذه الشعارات التي سوف تفتح لنا جميعا أبواب المستقبل”.

أنتفاضة ديسمبر.. توحد مطالب السودانيين

 

 

توجيه بالمشاركة

من جهته وجه القائد عبد العزيز الحلو الذي ظهر في مناسبتين منذ انطلاق التظاهرات السلمية  وجه جماهير الحركة الشعبية في السودان عامة وفي مناطق النزاع خاصة بالانضمام الى الشارع السوداني   وقال الحلو “المعركة واحدة بين السودان القديم القائم على الأحادية والإقصاء والدكتاتورية. والسودان الجديد الذي يقوم على الديمقراطية والعلمانية وبما يضمن التداول السلمي للسلطة والشفافية والمحاسبة”. وطالب الحلو بضرورة تصعيد الانتفاضة الشعبية لتحقيق التكامل بينهما وبين وسائل النضال الاخرى التي انطلقت منذ العام 1989، مديناً العنف المفرط من جهاز الأمن الشعبي والجناح المسلح لطلاب الحركة الاسلامية.وقال ” ادعوكم جميعاً كسودانين نساء ورجال لتحطيم الحواجز التي صنعها المركز والتوحيد في هذا المنعطف التاريخي وتكريس قوتنا وطاقتنا لازالة هذا النظام الفاشي من أجل تمهيد الطريق  للتغيير الجذري والحقيقي الذي يتيح الفرصة لوحدة عادلة تقوم على العدل والمساواة والحرية”.

مظاهرات سلمية بمناطق الحرب

وفور الخطابين نظمت جماهير الحركة الشعبية في كل من جنوب كردفان ” جبال النوبة” وجنوب النيل الازرق  نفسها في مظاهرات طالبت فيها بتغيير النظام ورفع سكان منطقتي النزاع شعارات تنادي باولوية ايقاف الحرب رابطين ذلك بنجاح الثورة التي تغنوا بنفس شعاراتها مطالبين بالحرية والسلام والعدالة.

وقال حاكم إقليم النيل الأزرق ادريس عبد الله الجاك نحن في النيل الازرق نقف لاسقاط النظام الذي قتل الابرياء وشرد الناس بالملايين” موضحاً ان أولويات بناء السودان تتمثل في ايقاف الحرب التي شنتها الحكومة السودانية على مواطنين عزل حسب قوله.

https://www.facebook.com/3ayin/videos/561782280953015/