“تروس” الشمال.. لجان المقاومة تعد بعودة قريبة
22 فبراير 2022
قاومت لجان المقاومة في الولاية الشمالية عنف الاجهزة الأمنية بحماية المتاريس التي اغلقت عبرها طريق شريان الشمال الرابط بين السودان ومصر لأسابيع قبل أن يتسرب خلاف بين ما هو مطلبي وسياسي بين مزارعين ابتدروا حملة اغلاق الطريق احتجاجا على زيادة الكهرباء ولجان المقاومة التي صعدت من مطالبها السياسية ومددت المتاريس لتشمل العديد من النقاط.
الخلاف الذي تسرب بين المجموعتين ادى إلى ازالة المتاريس، وأعلن تجمع مزارعي الولاية الشمالية المحسوب على حكومة الانقلاب فتح الطريق عند نقطة اغلاق رئيسية “كبري الحماداب” احتجاجاً على ما سمته “محاولات جهات وأحزاب لتسيس مطالب المزارعين لخدمة أجندات خاصة”. لكن لجان مقاومة في الولاية الشمالية تقول إن رفع المتاريس بطول الطريق الرابط مع مصر في الوقت الحالي جاء لمزيد من الترتيب وان المتاريس ستعود في القريب للطريق.
وكان المحتجون بالولاية الشمالية أغلقوا الطريق في مناطق “حفير مشو غربي نهر النيل ومحلية “دلقو” ومحلية “البرقيق”، وامتد الإغلاق إلى شرق وغرب النيل وهي إغلاقات جزئية منعت مئات الشاحنات المصرية المحملة بالصادرات السودانية من العبور.
وبدأت الاحتجاجات بالولاية الشمالية عندما طبقت الشركة السودانية للكهرباء زيادة غير معلنة على تعرفة الكهرباء بنسبة 600%، في الأول من يناير الماضي.
وعلى الرغم من أن المعابر الرئيسية فُتحت في الأيام القليلة الماضية، وتم إزالة “التروس”، إلا أن أعضاء منسوبين لتنسيقيات لجان مقاومة الولاية الشمالية أكدوا في حديث لـ(عاين) أن “التروس” ستعود من جديد بعد تقييم التجربة السابقة للحد من السلبيات.
وأُغلق المحتجون عدة مناطق في طريق شريان الشمال في الثامن عشر من يناير الماضي، بواسطة عدد من المزارعين، كرد فعل لزيادة “تعرفة الكهرباء”.
وتطورت مطالب المحتجين في أعقاب ذلك عندما تم التنسيق مع المزارعين وتنسيقيات لجان المقاومة بالولاية الشمالية، لتشمل بالإضافة لإلغاء الزيادة في “تعرفة الكهرباء” عدة مطالب أخرى على رأسها المطالبة بإسقاط إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر وإلغاء مسار الشمال في اتفاقية سلام السودان الموقعة في جوبا بالإضافة إلى عدد من المطالب.
إستعادة المسار الديمقراطي
وقال عضو سكرتارية تجمع المهنيين السودانيين بالولاية الشمالية، الخطيب محمد سالم، في حديث لـ(عاين): “إن التروس التي أُقيمت في في عدة مناطق بالولاية الشمالية لم تكن من أجل مطالب محلية، بل انحصرت في جملة مطالب أولها إسقاط الإنقلاب والمطالبة بإستعادة المسار الديمقراطي الذي يفضى إلى دولة مدنية كاملة، مع المطالبة بإلغاء مسار الشمال. لافتاً إلى أن التجربة أثبتت أن “التروس” تُعد أدوات فعالة من أجل مقاومة الانقلاب.
ولفت سالم، إلى أن كل التروس التي أقيمت الفترة الماضية بالولاية الشمالية رُفعت مؤقتاً إلى حين ترتيب الصفوف من جديد.
“ففي منطقة الحفير تم فض “الترس” بإستخدام القوة المفرطة، من قبل قوة عسكرية” يقول سالم، ويشير إلى أن القوات الأمنية قامت بإعتقال 13 شخصا وفُتحت ضدهم بلاغات وتم إجبارهم على التوقيع على تعهدات بعدم إقامة التروس مرة أخرى.
وأشار إلى أن فض التروس بالقوة تكرر أيضاً في منطقة “عبري” عندما قامت قوة أمنية بالفض عن طريق إستخدام الآلة العسكرية.
وأضح سالم، أن لجان المقاومة بالولاية الشمالية لم تقم بإلغاء التروس، لافتاً إلى أنهم يعملون على إعادة الترتيب والتنسيق بهدف “التتريس” مرة أخرى، مؤكداً على أنهم حريصون على تفادي السلبيات السابقة.
وأكد عضو سكرتارية تجمع المهنيين السودانيين، على أن “تروس” مناطق الحفير والبرقيق وعبري، تُعتبر جزءاً من الثورة السودانية التي تطالب بالحرية والسلام والعدالة.
وتقول خديجة وهي أحد أعضاء لجان المقاومة بمدينة دنقلا شمالي السودان، في حديث لـ(عاين): إن “أول ترس تم إنشاؤه كان بمنطقة (الحامداب) نظمه المزارعين كفعل احتجاجي ضد زيادة تعرفة الكهرباء.
وتقع منطقة الحامداب الجديدة في الولاية الشمالية بمحلية الدبة بالقرب من الملتقى الذي يربط عدة مناطق مثل الدبة ودنقلا من جهة و مروي وكريمة من جهة والخرطوم العاصمة من جهة أخرى.
احتجاج سياسي
ولفتت عضوة لجان المقاومة إلى أن الإغلاق تطور من إحتجاج على زيادة تعرفة الكهرباء إلى احتجاج سياسي ضد ممارسات الدولة الاقتصادية، ليشمل منع صادرات المواد الخام بما في ذلك المواشي وغيرها، إلى جمهورية مصر العربية.
ولفتت إلى أن التروس ستعود مرة أخرى بعد إكتمال التنسيق بين أعضاء لجان المقاومة في المناطق المختلفة بالولاية الشمالية.
مطالب اللجان
وقالت تنسيقية لجان مقاومة وحدة الحفير أنها تطالب بإعادة تأهيل طريق شريان الشمال بما يطابق المواصفات الهندسية، وإيقاف استخدام مادة السيانيد المحرمة في عمليات التنقيب عن الذهب مع الدعوة إلى أيلولة أموال شركات التعدين بالولاية إلى خزينة الولاية مع أخذ نسب المناطق في الإعتبار.
كما يُطالب المحتجون بتخفيض أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي مثل الكهرباء والسماد والمحروقات بالاضافة إلى الآليات الزراعية.
كما طالبوا بمنع وتجريم تصدير اي خام سوداني إلا بعد إدخاله في صناعات تحويلية، للاستفادة من القيمة المضافة، كما دعوا إلى إنشاء مستشفى مؤهل واحد على الأقل بالولاية، بالإضافة إلى عدة مطالب أخرى.
من جانبه يؤكد مازن وقيع الله، وهو عضو للجان المقاومة بالولاية الشمالية، في حديث لـ(عاين) أن ترس كبري “الحامداب” تم فضه بقوة والسلاح من قبل مسلحين يرتدون الزي المدني. وأكد وقيع الله أن بقية تروس الولاية الشمالية ظلت تتعرض للفض المستمر بعد كل محاولة للتريس بعد هذه الحادثة.
ولفت إلى أنه يتم الآن التنسيق والترتيب بين كل المكونات المشاركة في عملية “التتريس” مؤكداً على أن “التروس” ستعود مقبل الأيام القادمة، لافتاً إلى أنها لن تُرفع ما لم يتم تحقيق تحقق كل المطالب.