السودان يبدأ مشاورات مصر وإثيوبيا لعودة التفاوض حول سد النهضة

السودان يبدأ مشاورات مصر وإثيوبيا لعودة التفاوض حول سد النهضة 

عاين – 19 مايو 2020م

بدأت الحكومة الانتقالية في السودان اليوم الثلاثاء، مشاورات في اطار المبادرة التي تتبناها لعودة دول مصر، وإثيوبيا، والسودان، لمواصلة التفاوض حول القضايا العالقة بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي. ورفضت إثيوبيا في نهاية فبرايراتفاقاً بالأحرف الأولى على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة رعته واشنطن بمشاركة البنك الدولي، واعتبرته مصر اتفاق عادلا، وسط تحفظ سوداني، قبل ان تعلن القاهرة في منتصف مارس الماضي عن توقف المباحثات مع إثيوبيا.

وتتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا، غير أن إثيوبيا تقول إنها لا تستهدف الأضرار بالأمن المائي لمصر، وإن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس، وإنه مشروع حيوي للاقتصاد الإثيوبي. واجرى عقد رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، اليوم اجتماعاً اسفيرياً مع رئيس الوزراء المصري  مصطفى مدبولى، بمشاركة وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات من البلدين.

واتفق الجانبان خلال اللقاء على ضرورة التوصل إلى إتفاق ثلاثي يراعي مصالح الدول الثلاث، وعلى مواصلة التفاوض بناءً على ما تم التوافق عليه في مسار واشنطن. ومن المتوقع اجراء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، اتصالاً مع رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد، للتشاور حول استئناف التفاوض الثلاثى في أقرب فرصة ممكنة. وكان رئيس الوزراء السوداني ابلغ الجانب الاثيوبي في الاسبوع الاول من مايو الجاري بموقفه الرافض، لبدء ملء بحيرة سد النهضة قبل التوقيع على إتفاق  نهائي.

وقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في رده على رسالة من رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد، متعلقة بمقترح إثيوبي بتوقيع اتفاق جزئي للملء الأول لبحيرة الخزان، قال أن “توقيع إتفاق جزئي للمرحلة الأولى لا يمكن الموافقة عليه نظرا لوجود  جوانب فنية و قانونية يجب تضمينها في أي اتفاقية تتعلق بالملء و التشغيل ومن ضمنها آلية التنسيق وتبادل المعلومات و مقاييس سلامة السد والآثار البيئية و الإجتماعية و يعتقد السودان ان الوصول الى اتفاقية في الموجهات و القواعد الإرشادية قبل بدء التشغيل مهم لكل الأطراف”.

وتشير (عاين) إلى ان آبي أحمد بعث برسالة في العاشر من ابريل الماضي لرئيس الوزراء السوداني، يقترح فيها توقيع اتفاق جزئي يمكن اثيوبيا من  بدء الملء الأول للخزان الرئيسي للسد المتوقع في يوليو المقبل. فيما رد حمدوك برسالة رافضة في منتصف ابريل المنصرم أكد فيها موقف بلاده الثابت بشأن أهمية التوصل لاتفاق ثلاثي بين الخرطوم واديس أبابا والقاهرة، قبل بدء الملء الاول للسد.