مفقودو (زمزم): “ما زلت أبحث عن أطفالي الأربعة”.. ناجية لـ(عاين)

عاين-20 أبريل 2025

مرت أيام، وما زالت الناجية من أحداث مخيم زمزم قرب مدينة الفاشر، “فاطمة خاطر” تبحث عن أطفالها الذين كانوا ضمن آلاف المدنيين داخل مخيم النازحين أثناء اقتحامه من قبل قوات الدعم السريع الأحد الماضي بعد مواجهات دامية مع قوات الحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش في ولاية شمال دارفور غربي السودان.

لا تدري “فاطمة خاطر” 45 عاماً التي تحدثت إليها (عاين) إن كان أطفالها الأربعة ما زالوا أحياء أم ضمن القتلى الذين تغطي جثثهم طرقات المخيم الذي كان مأوى آلاف النازحين.

ووفقًا للمتحدث باسم النازحين في مخيم زمزم محمد خميس دودة، لا يزال مئات الأطفال وعشرات النساء في عداد المفقودين، ويشير خاطر في البيان الذي اطلعت عليه (عاين)، أن التقديرات الأولية تشير إلى سقوط أكثر من 500 قتيل وجريح، بجانب مئات المختطفين والأسرى.

البيان أشار إلى أن عدد المفقودين لا يزال غير محدد بدقة، خصوصاً مع هروب الآلاف إلى مناطق بعيدة مثل الفاشر ومخيم أبوشوك، بالإضافة إلى انقطاع شبكات الاتصال، مما يجعل مهمة التوثيق والتحقق أكثر صعوبة.”

بحث مستمر 

رغم خطورة التنقل بين تجمعات الفارين من زمزم إلى المناطق المجاورة، ما زلت أتجول وابحث عن أطفالي، بحثت عنهم في عدد من الأماكن بمناطق جنوب وجنوب غرب المخيم حول محلية طويلة ومناطق شقرة، لكنني لم أجدهم ولم حتى من خبرني عنهم شيئا”. تروي فاطمة خاطر لـ(عاين) رحلة بحثها المستمرة عن أطفالها المفقودين.

وأضافت خاطر: “لقد حاولت عدة مرات العودة إلى منزلنا بمخيم زمزم؛ لأنهم كانوا داخل المنزل لحظة الهجوم على المخيم، لكن عناصر قوات الدعم السريع منعتني من دخول المخيم بجانب عشرات النساء اللاتي يبحث عن مفقودين”.

في اليوم الثالث على سيطرة قوات الدعم السريع على المخيم حذر أحد قائد قوات الدعم السريع المعروف ب “شوربة” خلال مخاطبته تجمعاً للنازحين في بلدة “سلومة” جنوب مخيم زمزم من العودة إلى المخيم قائلاً: “ممنوع عودة أي شخص إلى المخيم في الوقت الحالي قبل السيطرة على مدينة الفاشر”.

في حادثة فقدان مماثلة، أبلغت أحد الناجيات من مخيم زمزم تدعى سلوى جار النبي، عن انقطاع التواصل مع أحد أبنائها الذين فروا باتجاه مدينة الفاشر ، بينما نزحت هي مع بقية الأسرة إلى بلدة شنقل طوباي جنوب غرب الفاشر.

وتقول سلوى في مقابلة مع (عاين): إن “آخر معلومة تحصلت عليها أن ابنها “أحمد” هرب مع أحد أبناء الجيران من المخيم إلى مدينة الفاشر، إلا أنها لا تدري أين هو بالضبط داخل المدينة أم تحرك إلى جهة أخرى”.

وأعربت سلوى عن تخوفها من إجبار ابنها الذي يبلغ من العمر 15 عاماً على حمل السلاح للدفاع عن مدينة الفاشر، خاصة في ظل حالة الاستنفار التي تقودها القوة المشتركة التي تحشد مستنفرين للدفاع عن المدينة.

عدد أكبر 

لم تكن فاطمة خاطر وسلوى، وحدهن من يبحثن عن مفقودين، ولكن هناك المئات من مخيم زمزم للنازحين يبحثون عن ذويهم لا يدرون إن كانوا أحياء أم قتلى جراء الهجوم الدامي الذي شنته قوات الدعم السريع على المخيم الذي يعتبر أكبر تجمع للنازحين في دارفور.

 المتطوع في المخيم قبل نزوحه، محمد صالح عبدالله، كشف عن رصدهم 123 بلاغا عن أطفال مفقودين من مخيم زمزم، قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى 16 طفلاً منهم داخل مدينة الفاشر.

وأشار محمد صالح، الذي كان يعمل في أحد المنظمات الطوعية في حديثه لـ(عاين)، إلى أنه عدد المفقودين لا يزال أكبر بكثير من البلاغات المرصودة لديهم لجهة أن عملية الهروب كانت إلى عدة اتجاهات خاصة في إلى المناطق الغربية والشمالية الغربية في وقت توجد مخاطر عالية أثناء البحث عن المفقودين.

عمليات نزوح إلى منطقة طويلة- الصورة شبكة عاين 

كشفت بيانات المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عن نزوح ما يتراوح بين 60 ألفا و80 ألف أسرة من مخيم زمزم. وقدرت المنظمة عدد النازحين بأكثر من 400 ألف، غادروا المخيم الأكبر في الإقليم بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليه الأحد، عقب هجوم استمر أربعة أيام.

وتشكل النساء والأطفال حوالي 88 في المئة من هؤلاء الذين فروا وفق المسؤول الإقليمي في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، عبد الرؤوف غنون كوندي.

ويشهد إقليم دارفور الذي يشكل نحو خمس مساحة السودان، أكثر المعارك حدة في الأشهر الماضية. وتحاول قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر مدينة رئيسية لا تزال خارجة عن سيطرتها في الإقليم.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *