السودان: تظاهرات تتحدى العنف وتصل شارع القصر.. والآلية تتحرك لإنقاذ مبادرتها
26 مايو 2022
تمكن متظاهرون سودانيون من الوصول إلى القصر الجمهوري لأول مرة في شهر مايو الحالي عقب كسر الطوق الأمني، ولم يمنع الانتشار الواسع للقوات الأمنية في الشوارع الرئيسية التي يسلكها المحتجون في أحياء جنوب العاصمة من تجمع المتظاهرين وترديد هتافات مناوئة للعسكريين.
في وقت أجرت الآلية الثلاثية التي تقودها بعثة الأمم المتحدة في السودان ومبعوث الاتحاد الأفريقي ومبعوث منظمة الايقاد تحركات مكثفة لإنقاذ مبادرتها بالاجتماع اليوم مع العسكريين للحصول على نقاط قد تسهل الحوار بين الأطراف السودانية.ومنذ ثمانية أشهر على الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لا يزال عشرات الآلاف من السودانيين يناهضون الحكم العسكري وسط مخاوف من انهيار هذا البلد بفعل تعدد الجيوش والجماعات المسلحة.
الانتشار الأمني
الانتشار الأمني بدأ بشكل واسع النطاق اليوم بالتزامن مع الاحتجاجات التي دعت لها تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم ووصلت تعزيزات أمنية إلى جنوب العاصمة كما انتشرت قوات الاحتياطي المركزي في شوارع السوق العربي منذ وقت مبكر لمنع اقتراب المتظاهرين إلى محيط القصر الجمهوري مقر “مجلس السيادة”.
وتمركزت نحو ستة مدرعات للشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع في تقاطع رئيسي قبالة “تقاطع باشدار” بغرض تفريق الموكب الرئيسي لمنع التجمعات السلمية. وبفعل “مقاومة الخطوط الأمامية للمتظاهرين” انسحبت المدرعات الزرقاء إلى حديقة القرشي وفضلت الانسحاب مرة أخرى عقب تقدم الآلاف الى شارع كترينا وسوق رئيسي في حي الخرطوم 3.
محاولة دهس
وضع المحتجون اليوم في تكتيكاتهم التحرك عبر أكثر من مسار وأدى هذا الأمر إلى انتشار القوات الأمنية في شارع رئيسي محاذ للسكك الحديدية جنوب السوق العربي وظلت تطلق الغاز ونتيجة القمع الأمني المفرط أصبحت مسارات رئيسية خارج نطاق حركة السيارات . وحاولت مدرعة زرقاء تتبع للشرطة دهس المتظاهرين وتحركت بسرعة جنونية وسط المتظاهرين في “محطة الغالي” أثناء توجه الموكب إلى “تقاطع شروني” ونجا العشرات من حادث دهس بالركض سريعا عن الشاحنة.
وتعد عملية دهس المتظاهرين من الأساليب الشائعة لدى قوات مكافحة الشغب وقوى الأمن مؤخرا وفي مطلع مايو الجاري تعرض أحد المتظاهرين للدهس وتوفي متأثرا بالإصابة فيما أكدت وزارة الداخلية السودانية أنها ألقت القبض على السائق وتحقق معه. وقال شهود عيان إن قوات الاحتياطي المركزي أجبرت بعض المارة في محطة جاكسون للحافلات غربي السوق العربي على الجلوس أرضا وحلاقة الشعر بالقوة وتحت تهديد السلاح بالتزامن مع الاحتجاجات التي وصلت محيط هذا الموقع.
وانتشر العشرات من عناصر الاحتياطي المركزي وهي قوات وضعت الولايات المتحدة الأميركية في مارس الماضي عقوبات عليها انتشرت في شوارع قريبة من محطة جاكسون واضطر المواطنون والتجار إلى إنهاء أنشطتهم تجنبا لهذه القوات المتهمة بسرقة الهواتف النقالة وضرب المدنيين. وكانت لجنة أطباء السودان اتهمت القوات الأمنية باطلاق الغاز المسيل للدموع اليوم قرب مستشفى الجودة ما أدى حالات اختناق وسط المرضى والمرافقين ونددت اللجنة في بيانها بالإجراءات الأمنية التي تستهدف المتظاهرين.
تحركات الآلية
وبينما تستمر الاحتجاجات المناهضة للعسكريين وتطالب بتنحي قادة الجيش من السلطة تجري الآلية الثلاثية تحركات مكثفة لانقاذ مبادرتها الخاصة بتسهيل الحوار بين السودانيين. و انخرطت الآلية الثلاثية في اجتماع مع العسكريين اليوم في مسعى لفك الاختناق عن عملية الحوار التي تواجه تعثرا لعدم التزام العسكريين بتهيئة البيئة السياسية وتأخير إلغاء حالة الطوارئ واستمرار العنف ضد المتظاهرين طبقا لمصادر أكدت لـ(عاين).
ويسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية إلى دعم “حوار بناء” بين الأطراف المدنية والعسكرية لتجنب انزلاق هذا البلد إلى عنف شديد قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها.