اسواق مشتركة بين مناطق سيطرة (الشعبية) والحكومة لتعزيز السلام  

 

عاين 7 ديسمبر 2019م

لأول مرة وبعد سنوات من الاقتتال بجنوب كردفان، فعّل مبادرون ونشطاء في الاقليم مبادرة للتعايش السلمي بالمنطقة وأنشأوا في سبتمبر الماضي اسواقاً مشتركة بين المواطنين في الاراضي الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان، والحكومة هدفها إلى جانب تبادل السلع الغذائية تعزيز قيم السلام وفتح قنوات للتواصل بين المواطنين.ويقول المبادر والقيادي الاهلي في ولاية جنوب كردفان، الدليل نور الدين، “بعد تفكير مستمر، وجدنا أن السوق” هو الشيء الوحيد الذي بإمكانه جمعنا سوياً وهو النواة لأي تواصل مجتمعي، هذا ما حدث، والتواصل المجتمعي هو الذي يقودنا للسلام”.

ويضيف نورالدين لـ(عاين)، ” نقوم نحن باستجلاب السلع الصناعية للأسواق مثل الشاي، السكر…إلخ ما عدا المحروقات، ويقوم المواطنون من أراضي الحركة بجلب المحاصيل الزراعية والفاكهة المختلفة”.ويلتقي السكان المحليين للتسوق في مناطق مختلفة يجري تحديدها بالتنسيق بين كل من الأهالي في مبادرة السلام الاجتماعي، الحركة الشعبية شمال، والجهات الحكومية. وبالإضافة لعمليات التبادل التجاري يكون مسموح للأفراد من الجانبين تبادل الزيارات ما بين الأراضي التي تسيطر عليها الحركة وفي الأسواق المشتركة التي تقام اسبوعياً في عدة مناطق من بينها سوق الإثنين بمنطقة السلامات، وسوق فرندله بمحلية البرام، وسوق التمداي بمحلية تلودي، وسوق السبت بمنطقة حرنقلة.

ويشير الدليل نورالدين بعد حضوره سوق الخميس الفائت، إلى أن المواطنين اختاروا السلام ووقعوا عليه من خلال العمل  على تعزيز قيمته، وهو الأمر الذي يظهر جلياً في هذه الأسواق المشتركة من تداخل وتعارف ومحبة الأمر الذي يؤكد عليه عضو المبادرة علي ابكر ويقول لـ(عاين)، ” الهدف الأساسي لهذه المبادرة هو العمل على رتق الآثار التي خلفتها الحرب”.ويشير لـ(عاين) إلى أن هذه الأسواق المشتركة يعود تاريخها إلى شهر سبتمبر الماضي من هذا العام ضمن مبادرة عدد من سكان المنطقة ضمن إطار عمل  مبادرة السلام الاجتماعي، حين ألتقى عدد من أعضاء المبادرة بقادة من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال في منطقة القطاع الشرقي

وكانت الرسالة التي تحملها المبادرة هي ضرورة  التواصل المجتمعي والتعايش الاجتماعي ، وبعدها وفي خلال واحد وعشرون يوماً من تاريخ عملها تمكنت المبادرة من اقامة ثلاثة أسواق مشتركة في الأراضي التي تقع تحت سيطرة الحركة وهي مناطق تندارتي، التمداي، والسلماي جمعت هذه الأسواق عدد من الأهالي في لقاء أول يوم السبت الموافق 22 سبتمبر في منطقة تندارتي.وتقاتل الحركة الشعبية منذ العام 2011 الحكومة السودانية في ولاية جنوب كردفان بعد توترات بين حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير حول انتخابات حاكم ولاية جنوب كردفان والترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق السلام الشامل لعام 2005. وفشلت جولات مفاوضات عديدة رعتها وساطة أفريقية للتوصل لاتفاق سلام في المنطقة.

وفي اغسطس الماضي، وبعد تشكيل حكومة انتقالية بالسودان في اعقاب الثورة الشعبية التي اطاحت بحكم البشير جرت في اكتوبر الماضي مباحثات سلام بين الفرقاء السودانيين برعاية دولة جنوب السودان طرحت فيها الحركة الشعبية رؤيتها للسلام في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان والتي تضمنت الدعوة إلى دولة علمانية ومراعاة التنوع الذي يعيشه السودان في بند تقاسم السلطة. وأوضحت الحركة في حال تعذر التجاوب مع مطالبها، فإن ذلك يستدعي منح منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حق تقرير المصير.