(8 مارس).. مطالب نساء السودان تتصدر احتجاجات حاشدة ضد الانقلاب 

 8 مارس 2023

تمكن المئات من المتظاهرين السودانيين المناوئين للانقلاب العسكري من التقدم إلى محيط البرلمان في مدينة أم درمان الذي كان وجهة مواكب اليوم الأربعاء المتزامنة مع اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس.   

وأصدرت أحزاب سياسية ومنظمات نسوية ولجان مقاومة عديدة بيانات صحفية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. ودعت لجنة مقاومة بيت المال بأم درمان خلال بيان لها بإلغاء كافة قوانين التمييز النوعي، وتبني القوانين والمعاهدات العالمية التي تضمن العدالة النوعية. ودعا البيان إلى سن القوانين اللازمة لضمان سلامة المرأة في الأماكن العامة والخاصة، بجانب إصلاح الشرطة والمؤسسة القضائية لضمان حقوق المرأة، وضرورة توفير الدعم النفسي لضحايا وناجيات العنف.

 وجاء الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في العاصمة الخرطوم لبعض المدافعات عن حقوق الإنسان مختلفا بالذهاب إلى سجن النساء في مدينة أمدرمان غربي العاصمة السودانية ومن هناك إلى “موكب 8 مارس” قرب مقر البرلمان ليواصلن للعام الثاني على التوالي مقاومة الانقلاب العسكري.

سجن النساء أم درمان الذي شهد احتفال المدافعات عن حقوق النساء يقع وسط المدينة التاريخية، ويأوي حالياً أكثر من 500 سيدة محكومات في قضايا مختلفة.

الموكب النسوي 8 مارس 2022

ونفذت المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي يوما مفتوحا في بالسجن، وشمل الاحتفال تعهدات من مسؤولي السجن بالإصلاح وتهيئة البيئة.

وتقول عضو المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي نون كشكوش، لـ(عاين)، إن السجن بحاجة إلى صيانة في البيئة والمرافق. وترى كشكوش، أن لوائح السجون في السودان لا بأس بها “لكن لا زال القلق يساورني بشأن بيئة السجون كما إن السجينات يواجهن صعوبة في الإندماج الاجتماعي عقب الإفراج عنهن”.

تقدم اجتماعي للنساء

رغم هذه الظروف السيئة التي تواجه السجينات، إلا أن التقدم المحرز في نظر وزيرة الشباب والرياضة السابقة، ولاء البوشي، تعد انتصارات لا يمكن الاستهانة بها- على حد قولها.

تقول ولاء البوشي لـ(عاين): “كسرت النساء حاجز الخوف بعد ثورة ديسمبر لأن المرأة في السودان متقدمة على قريناتها في الإقليم المحيط والنساء قاتلن بضراوة في الاحتجاجات الشعبية”.

تضيف البوشي: “رغم جرائم الاغتصاب والعنف المبني على النوع تقدمت النساء والفتيات المواكب التي أسقطت المخلوع ولا زالن يتقدمن المواكب لاسقاط الانقلاب العسكري”.

وتسلط ولاء البوشي، الضوء على السيدات اللائي تمكن من تحقيق أعمالهن التجارية الخاصة وكسر القيود الاجتماعية وترى إن التقدم المحرز للنساء في السودان يجب أن لا يستهان به.

بالمقابل تشير ولاء البوشي، إلى أن القوانين لا تزال بعيدة عن مناصرة النساء في السودان إلى جانب حاجتهن للتقدم في المواقع القيادية وصناعة القرار في الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني”.

تقول ولاء البوشي: “هذه المطلوبات لا تنفصل أيضا عن حاجة آلاف النساء في الأرياف ومناطق النزاعات من إيجاد موطئ قدم في إدارة شئونهن والجلوس في موضع اتخاذ القرار وتحسين الأوضاع الاجتماعية.

لمى محمد 25 عاما والتي تدرس بالجامعة وتعمل على تنسيق التظاهرات مع صديقاتها في اليوم المحدد للاحتجاجات ضد العسكريين، تقول: نجد أنفسنا أمام تحديات كبيرة”. وتضيف “نحبط كثيرا لكننا لا نود إظهار ذلك بالنسبة لنا العمل هو الأهم.. أن نعمل على المقاومة وإذا استسلمنا للإحباط لا يمكننا القصاص للشهداء”.

تظاهرات في شارع المطار بالخرطوم 11 أغسطس 2022

لم تتغيب لمى محمد عن موكب 8 مارس قرب البرلمان في مدينة أم درمان اليوم الأربعاء استقلت عربة “توك توك” صغيرة تعمل بين الأحياء وذهبت إلى السوق الرئيسي ومن هناك برفقة صديقاتها توجهن إلى نقاط حددتها لجان المقاومة لتجمع المتظاهرين.

يخيم الإحباط أحيانا على لمى محمد وصديقاتها، إذا ما شعرن بصعوبة تحقيق أهداف الثورة الشعبية التي تركز على إبعاد الجيش من السياسة ومحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين خلال أربعة سنوات وقعت خلالها العديد من الانتهاكات أبرزها مجزرة القيادة العامة التي شهدت انتهاكات جنسية طالت عشرات النساء وسط أنباء عن شروع بعضهن في الانتحار كما إن هؤلاء الفتيات يحملن بدولة تحقق طموحاتهن الاقتصادية في العمل والاستقرار.

عنف قوات الأمن 

ركز المتحدثون في الاحتجاجات  التي بدأت من سوق أم درمان بمحطة الشهداء على تردي الأوضاع الاقتصادية. وانتقد المتحدثون الرئيسي سياسات وزارة المالية والضرائب والرسوم التي تفرضها على المواطنين.

ويعيش السودانيون أوضاعا اقتصادية بالغة السوء كما تقول تقارير الأمم المتحدة التي أكدت تأثر أربعة ملايين سيدة وطفل في السودان بسوء التغذية الحاد بسبب نقص الغذاء وارتفاع الأسعار والنزوح والصراعات المسلحة في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وغرب كردفان وشرق البلاد والعاصمة السودانية.

واتهم متحدث في تجمع احتجاجي بأم درمان، العسكريين برفع وتيرة الحرب الكلامية بين الجيش والدعم السريع لإطفاء التظاهرات السلمية وتخويف السودانيين بالحرب الأهلية في العاصمة السودانية. وقال إن “مصالح الجنرالات مشتركة ولا تنفصل عن بعضها”.

الأمن السوداني يقمع تظاهرات حاشدة واعتقالات وسط المحتجين
احتجاجات بالخرطوم 13 سبتمبر 2022

وعلى وقع قرع الطبول وهي العادات الرائجة في الاحتجاجات ضد العسكريين في العاصمة السودانية وصل المحتجين إلى الشوارع المحيطة بالبرلمان.

لكن تشكيلات أمنية كانت في انتظار المتظاهرين الذين وصلوا إلى جسر رئيسي يربط بين الخرطوم وأم درمان قرب مقر البرلمان وسرعان ما بدأت هذه القوات إطلاق الغاز المسيل للدموع.

تحولت المنطقة إلى سحابة سوداء بفعل الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الأمنية بكثافة عالية لتفريق مئات المتظاهرين الذين تفرقوا تحت القمع وهم يلوحون بعلم السودان وأعلام لجان المقاومة وأخرى تحتفل باليوم العالمي للمرأة حيث شاركت كتلة نسائية في هذا الموكب.