البرهان في (طرابلس).. ودبلوماسي يرفض تبني ليبيا أي مبادرة جديدة
عاين- 26 فبراير 2024
أجرى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الاثنين مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، بالعاصمة الليبية طرابلس، بعد يومين من إعلان ليبيا مبادرة لتقريب وجهات النظر بين طرفي الحرب في السودان.
وتأتي زيارة البرهان إلى طرابلس عاصمة البلد المجاور للسودان بعد أيام من إعلان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، تلقيه اتصالاً هاتفياً السبت الفائت من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة دعاه فيها إلى زيارة ليبيا ومعلنا عن مبادرة لإحلال السلام ووقف إطلاق النار بين الجيش والدعم السريع.
وقال حميدتي، أنه سيلبي دعوة الدبيبة في القريب العاجل. وكتب على حسابه في منصة إكس إنه ناقش مع رئيس الحكومة الليبية تطورات الأوضاع في السودان، وأنه طرح رؤيته لحل الأزمة من جذورها.
تدفق الأسلحة
وفيما لم تتطرق مباحثات الجانبين الليبي والسوداني في مباحثات طرابلس بشكل مباشرة للمبادرة المعلنة من قبل الحكومة الليبية لتقريب وجهات النظر بين طرفي الحرب، يرفض مصدر دبلوماسي مُقرب من الجيش، تحدث لـ(عاين)، تبني الحكومة الليبية أي مبادرة لجهة علمها بتدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر حدود ليبيا وعدم قدرتها على إيقاف ذلك- وفقا لقوله.
ولا تملك ليبيا الرسمية أي نفوذ يمكنها من إيقاف الدعم العسكري الذي يصل إلى قوات الدعم السريع، وفق للمحلل السياسي والكاتب الصحفي المعتم بالشأن يوسف النعمة الذي أكد في مقابلة مع (عاين) أن ما تسعى إليه طرابلس هو محاولة الضغط على قائد قوات الدعم السريع للتوقف عن التعامل مع الجماعات الخارجة على السلطة الليبية.
وليبيا هي المنفذ الأهم لتوريد السلاح والدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع عبر حدودها الجنوبية- وفق تقرير الخبراء التابع للأمم المتحدة. والذي أكد أن المسؤول المباشر عن نقل الأسلحة والذخائر هو القوات المسلحة العربية الليبية التي يتحكم فيها القائد العسكري خليفة حفتر.
واعترض الدبلوماسي السوداني، على تصريحات الدبيبة بتقريب وجهات النظر بين الطرفين، قاطعًا بعدم تحول طرابلس لمنبر حوار مع الدعم السريع، وإن منبر جدة لن يتغير ولن يكون هناك أي منبر مواز. مؤكدا على أن زيارة البرهان إلى ليبيا تأتي في إطار استكمال الزيارات الإقليمية التي قام بها قائد الجيش.
لكن الصحافي والمحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي، يوسف النعمة، يرى أن ليبيا مؤهلة أكثر لقيادة مبادرة ناجحة خاصة وأن طرابلس لا تملك آليات ضغط على الطرفين. فيما يرى الخبير الاستراتيجي محمد كباشي، أن طرابلس التي تعاني انقسامات داخلية كبيرة لا يمكن أن تؤدي دور الوسيط في الحرب السودانية.
ولفت كباشي في حديثه مع (عاين) إلى توقيت المبادرة التي أتت بعد زيارة أردوغان إلى القاهرة وإعلان الاستثمارات الإماراتية المصرية الأمر الذي يشير إلى تغيير كبير في الرؤى الإقليمية تجاه وقف الحرب السودانية.
وأضاف: “من المؤكد أنه تم استخدام طرابلس لإرسال رسائل إقليمية لطرفي الحرب تمهيدا للعودة إلى منبر جدة”.
وعلى الرغم من قبول الدعم السريع للمبادرة الليبية؛ إلا أن مصدراً مسؤولاً في هذه القوات، قطع بأنهم لن يقبلوا التنازل عما تم الاتفاق حوله من مبادئ في المنامة كأساس لأي مفاوضات مقبلة.