أبو عاقلة كيكل.. من هو ومن أين أتى؟

عاين- 21 أكتوبر 2024

شكل انضمام الجنرال أبوعاقلة كيكل إلى معسكر الجنرال عبد الفتاح البرهان في حرب السودان صفعة لقوات الدعم السريع وقائدها “حميدتي”. وفي إجراءات لم يعتاد عليها الجيش أصدر بيانا أعلن فيه عن انحياز كيكل إلى القوات المسلحة.

أبو عاقلة كيكل 52 عاما الجنرال الذي لم يلتحق بالكلية العسكرية وعمل مع نظام البشير لسنوات في بعض الملفات الغامضة مثل تجارة الأسلحة التي اشتهر بها وينحدر الجنرال المنشق من قوات حميدتي من مجتمعات ذات ثقل سكاني في مناطق البطانة شرق البلاد، وصعد نجمه إلى السطح بشكل أكبر حينما أسس قوات درع السودان في العام 2022.

من أين جاء كيكل؟

تلقى كيكل تعليما متواضعا وينحدر من مجتمعات تفضل العمل في التجارة وتربية الماشية والزراعة وسط البلاد لكن النفوذ الاجتماعي حمله إلى التقرب من قيادات نظام الإسلاميين خلال سنوات حكم البشير.

حينما صعد كيكل إلى السطح في العام 2022 قيل أنه كان يقود 35 ألف مقاتل ورغم أن العدد كبير مقارنة مع القوات التي لجأت إلى العرض العسكري في بعض مناطق شرق النيل بالعاصمة السودانية إلا أن ارتباط اسمه بقوات الدعم السريع منحه وضعا جديدا منذ العام 2023.

أيد كيكل الاتفاق الإطاري الذي وقعه المدنيون مع المكون العسكري منتصف أبريل 2023 وكان التأييد مقدمة لإعلان التحالف مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في أغسطس من نفس العام ومن ثم العمل رسميا في الهجوم على ولاية الجزيرة نهاية ديسمبر الماضي.

ويوضح الباحث في الشأن الاستراتيجي محمد عباس أن انشقاق كيكل سيؤدي إلى تعقيد وضع قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة في ذات الوقت يؤثر سياسيا في الخرطوم وكردفان ودارفور وسط القوات ويشعر الجنود بأنهم على مقربة من تفكك هذه القوات التي أظهرت تماسكا عاليا لعام ونصف.

وأردفت: “في ذات الوقت لا يمنح انحياز كيكل للجيش ميزة ميدانية للقوات المسلحة لأن العملية تتمحور حول شخصيته ونفوذه الاجتماعي لا عدد قواته التي لا تتجاوز المئات في الجزيرة ولا يمكن للجيش أن يحرز تقدما ميدانيا في الجزيرة مستغلا انشقاق كيكل لأن قوات الدعم السريع نفذت إجراءات سريعة على الأرض والدليل على ذلك أبطلت في الساعات الأولى سيطرة الجيش على مدينة تمبول مناطق نفوذ قوات موالية للجنرال المنشق”.

اشتباكات في ولاية الجزيرة- شرق ود مدني

“الحصة وطن الحصة وطن” ردد كيكل هذه العبارات في مقطع فيديو منشور على الشبكات الاجتماعية من داخل منزل في إحدى قرى البطانة بولاية القضارف  وفيما نفذ الجيش أحد شروطه بإصدار بيان رسمي معلنا نجاح العملية فإنه ينتظر الشروط التي دفع بها في خضم مفاوضات استمرت لخمسة أشهر وفق مصادر تحدثت لـ(عاين).

إعلان القوات المسلحة عن انحياز كيكل دفع المواطنين في مدينة تمبول الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع للخروج إلى الشوارع والاحتفال وتضامن معهم الجنود الذين يسيطرون على المدينة وينتمون إلى  قوات الجنرال المنشق.

لم يتمكن الجيش من الحفاظ على مدينة تمبول مركز نفوذ كيكل وخسرها لصالح قوات حميدتي

يقول المدافع الحقوقي أحمد عثمان أن قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل مسؤول من انتهاكات وقعت على المدنيين أبرزها مجزرة ود النورة  باعتبارها وقعت في سلطة الأمر الواقع التي كانت تحت سيطرته في الولاية كما ارتكب الجنود موجات الاغتصاب الجماعي والعنف الجنسي بحق النساء في الولاية أثناء قيادته للفرقة العسكرية المسؤولة عن العمليات القتالية لقوات الدعم السريع في الجزيرة بالتالي يجب على الجيش أن ينقل كيكل إلى المحكمة ليحاكم بهذه التهم حتى لا يفقد المصداقية.

احتفالات تمبول لم تكتمل

وصلت قافلة تتبع إلى الجيش إلى مدينة تمبول الأحد 20 أكتوبر 2024 لإعلان السيطرة رسميا والمشاركة في التأمين والاحتفال مع المواطنين ما أدى إلى ترك المواطنين أمام هجمات انتقامية لقوات الدعم السريع على البلدة وسرعان ما انسحبت أعداد الجيش تفاديا لهجوم قوات حميدتي المباغت وأُغتيل عدد من المدنيين بتهمة التخابر مع الجيش حسب ما قال مصعب الهادئ وهو ناشط في رصد الانتهاكات من ولاية الجزيرة.

صورة متداولة لجثامين ضحايا هجوم الدعم السريع على قرية ود النورة- ولاية الجزيرة 6يونيو 2024

يقول الهادئ لـ(عاين) إن انشقاق كيكل من الدعم السريع يؤثر سياسيا على هذه القوات ويؤثر من الناحية الاجتماعية بسحب تأييد المجتمعات الموالية لقوات حميدتي في المنطقة بالتالي تسحب أبنائها من القتال ضمن جبهة حميدتي.

هجمات انتقامية لقوات الدعم السريع على قرى الجزيرة بعد انضمام كيكل للجيش

ناشط حقوقي

وتابع الهادي: “كيكل لا يقود قوات كبيرة فهو صنيعة مخابراتية في العام 2023 لنسف الاتفاق ضد المدنيين في ذات الوقت فإن الدعم السريع تلقى ضربة موجعة من الناحية السياسية بانشقاقه لأنه سيقدم معلومات هائلة للجيش عن الأوضاع في الجزيرة”.

ويقول إن قوات الدعم السريع شرعت في ترتيبات واسعة عقب إعلان كيكل الانحياز إلى الجيش ونشرت قوات اضافية في كبري حنتوب ودمدني ونقلت مخازن الاسلحة والمكاتب العسكرية للقادة الميدانية إلى مناطق سرية.

كما شنت قوات الدعم السريع في شرق الجزيرة اليوم مداهمات عسكرية للقبض على أنصار كيكل وقتل شخص في القرية 44 التابعة إلى محلية أم القرى الحدودية مع منطقة الفاو بولاية القضارف.

مع استمرار نشوة أنصار الجيش بانشقاق كيكل من قوات الدعم السريع عين قائدها الجنرال محمد حمدان دقلو اللواء عبد الله يحي قائدا للفرقة الخامسة مشاة بمدينة ودمدني والأخير جاء من دولة ليبيا قبل الحرب استجابة لاستدعاء صدر من حميدتي في إطار “التحشيد العسكري” لقتال الجيش وهو يقود مجموعة قتالية لديها تحالفات سابقة مع مجلس الصحوة بزعامة موسى هلال.