السودان: متظاهرون بينهم انصار النظام البائد يحتشدون قرب القصر الرئاسي

16 أكتوبر 2021

نفذت مجموعة منشقة عن قوى الحرية والتغيير، الائتلاف الحاكم في البلاد،  والموالية للعسكريين بمشاركة انصار النظام البائد مسيرات بالعاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت، للمطالبة بحل الحكومة الانتقالية وتفويض الجيش لإستلام السلطة وتكوين حكومة كفاءات وحل لجنة إزالة التمكين.

وتجمع المتظاهرون، في الساعة الواحدة ظهر بمحيط القصر الرئاسي بالخرطوم، بعد ان وجدوا الطريق على غير المعتاد سالكا نحو القصر الجمهوري دون اي مقاومة من قوات الشرطة القوات الأمنية الاخرى التي اكتفت بتامين مجلس الوزراء.

شعارات اسلامية 

وردد المحتجون شعارت إسلامية وأخرى مسيئة لقوى الحرية والتغيير الحاكمة، بالإضافة لشعارات تنادي بتفويض العسكر وتقويض النظام الدستوري، وسط هتافات موالية لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي ونائبه.

وشمل تجمع الفلول أعداداً كبيرة من طلاب الخلاوي- مدارس تحفيظ القرآن، تم حشدهم بالمال وأقلتهم سيارات نقل تجاري، من مناطق مختلفة بالخرطوم. وقال سائق حافلة نقل لـ(عاين) قبالة شارع القصر، انه أتي بمجموعة من المواطنين من حي دار السلام بام درمان بمقابل 50 الف جنيه.

مفوضية حقوق الإنسان بالسودان، ادانت إستغلال الأطفال في التظاهرات. وشددت المفوضية في بيان لها ــــ تحصلت (عاين) على نسخة منه ـــ على أن هذا السلوك يُعد إنتهاكاً لإتفاقية حقوق الأطفال وميثاق الطفل الأفريقي.

وعُرف النظام البائد بقدرته على تنظيم الحشود بواسطة إستغلال طلاب المدارس والخلاوى والاتيان بهم من أطراف العاصمة الخرطوم للمشاركة في مسيراته السياسية.

وتشهد البلاد منذ الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي، أزمة سياسية بين شركاء الحكم، في أعقاب محاولة إنقلابية أعقبتها ملاسنات اعلامية بين رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، من جهة، والمكون المدني بالحكومة الإنتقالية من جهة أخرى.

والاثنين الماضي، طالبت مجموعة منشقة عن قوى الحرية والتغيير مدعومة من المكون العسكري بحل الحكومة الانتقالية، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، وحل لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو 1989.

وتتألف هذه المجموعة الموالية للعسكريين، من حركة تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم درافور، مني أركو مناوي ، وحركة العدل والمساواة بقيادة وزير المالية جبريل إبراهيم جبريل وحزب البعث السوداني، والحزب الإتحادي بقيادة التوم هجو، بالإضافة لقوى سياسية أخرى.

ويوم الاثنين أفصح البرهان، عن المزيد من المطالب بعدما شدد على ضرورة حل الحكومة الحالية وتوسيع المشاركة، بالتزامن مع دعوات يتزعمها ناظر الهدندوة في شرق السودان الذي يطالب كذلك بحل الحكومة وتفويض العسكريين.

إطلاق نار

من جهتها، قالت لجان مقاومة الجريف شرق، في بيان اليوم السبت، أن منسوبين يتبعون (للجبهة الثالثة ـ تمازج) “وهي حركة مسلحة يُعتقد أن استخبارات الجيش تُديرها”، أطلقوا رصاصاً حياً في الهواء وإعتدوا على المواطنين والثوار في جسر الجريف شرق، بعد أن منعت لجان المقاومة موكب يتبع لفلول النظام البائد.

عضو لجان مقاومة الجريف شرق، محمد عبد الرحيم لـ(عاين) إصابة واحدة لأحد الثوار بواسطة رصاصة مطاطية.

فيما قالت لجنة الأمن في ولاية الخرطوم التي يرأسها الوالي أيمن نمر في بيان فجر اليوم السبت: “أن مجموعة ادعت الانتماء للحركات المسلحة ازالت حواجز ومتاريس تم وضعها حول مواقع سيادية ليل الجمعة”.

وأوضحت أنه في إطار عملها لتأمين الولاية والمواقع الدستورية والسيادية، بإغلاق بعض الطرق المؤدية الى تلك المواقع في وسط الخرطوم، من اجل الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وكذلك الارواح تفاجأ أفراد التأمين من قوات الشرطة والاستخبارات واثناء قيامهم بواجبهم بمجموعة تدعي الانتماء للحركات المسلحة وبمجموعة من السيارات قامت بإعاقتهم ومنعهم من مواصلة عملهم وازالت الحواجز التأمينية”، وأشار الوالي الى أنه دعا لاجتماع عاجل للجنة امن الولاية لمناقشة هذه التطورات.

التظاهرات، إشتباكات واعتداءات من قبل مناصري قوى الحرية والتغيير المنشقة، ضد محتجين آخرين، في محيط شارع القصر وتقاطع شارع القصر مع الجمهورية.

وفي خضم هذه التظاهرات المدعومة والمحمية من العسكريين، وقعت المجموعة المنشقة عن الحرية والتغيير على ميثاق ” التوافق الوطني في قاعة الصداقة بالعاصمة الخرطوم، بمشاركة قادتها.

ولا يبدو واضحاً ما إذا كانت ستلجأ المجموعة المحتشدة إلى اعتصام أم لا، لكن أحد قادتها، التوم هجو، دعا إلى تفويض رئيس مجلس السيادة الانتقالي، لتسلم مقاليد الحكم.