تضامن واسع مع ضحايا العنف بالنيل الأزرق يتصدر احتجاجات الخرطوم

17 يوليو 2022

عاد مئات المحتجين إلى شوارع العاصمة السودانية اليوم الأحد للتظاهر ضد الحكم العسكري في ظل أوضاع أمنية بالغة التعقيد بولاية النيل الأزرق التي تشهد عنفا أهليا واسع النطاق منذ خمسة أيام.

وبعد نحو ثمانية اشهر من استيلاء الجيش على السلطة في السودان لا زال المتظاهرين يطالبون قادة السلطة العسكرية بالتنحي وتسليم السلطة إلى المدنين لكن قائد الجيش يرهن هذا الأمر بتوافق المدنيين في خطاب قدمه للسودانيين في الثاني من يوليو الماضي.

وبشكل حذر رحبت مجموعة الترويكا بخطاب قائد الجيش ودعته إلى تنفيذ التعهدات التي بذلها بخروج الجيش من العملية السياسية.

موكب الخرطوم

وتجمع المتظاهرون بـتقاطع باشدار جنوب الخرطوم وتحرك موكبهم إلى شارع القصر قبالة محطة شروني لكن القوات الأمنية وضعت إجراءات أمنية مشددة لمنع انتقال الموكب إلى محيط القصر الجمهوري.

وتحركت مدرعات “الدفع المائي” تجاه المتظاهرين في محطة شروني لمنع الوصول إلى محيط القصر في محطة شروني مع إطلاق مكثف لعبوات الغاز المسيل للدموع.

وطاردت شاحنة المياه المتظاهرين الذين حاولوا مقاومة الإجراءات الأمنية للوصول إلى محيط القصر الرئاسي الذي شهد انتشارا واسعا للقوات العسكرية في الشوارع التي تحيط به ضمن إجراءات ظلت تتبع منذ شهور لمنع المحتجين من الوصول إلى القصر.

تضامن مع النيل الأزرق

وتتزامن التظاهرات مع موجة عنف قبلي بولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد حيث فقد العشرات حياتهم وأصيب المئات في نزاع عرقي على خلفية منع مجموعة سكانية من تنصيب “نظارة جديدة”.

وحمل العديد من المتظاهرين قصاصات كتبوا عليها “ندعم التعايش السلمي في النيل الأزرق” في مسعى من المحتجين لوقف القتال الأهلي.

متظاهر: نشعر بأن مسؤوليتنا تتطلب إنهاء الانقلاب العسكري لأن النظام القائم يتعامل بعدم مسؤولية مع حياة المدنيين في البلاد

وقال كمال وهو متظاهر في محطة شروني لـ(عاين)، “الاحتجاجات تتزامن مع وضع إنساني وأمني بالغ السوء بولاية النيل الأزرق.. نحن نشعر أن مسؤوليتنا تتطلب إنهاء الانقلاب العسكري لأن النظام القائم يتعامل بعدم مسؤولية مع حياة المدنيين في البلاد”.

ويرى كمال، أن إشعال العنف القبلي المقصود منه “إخماد الثورة” وعرقلة الحكم المدني و”فرض هيمنة القبائل على البلاد” وهذا مرفوض، قبل ان يُحمل العسكريين مسؤولية اراقة الدماء في النيل الأزرق وغرب دارفور بسبب التقاعس وعدم تقديم الحماية الكافية.

وبينما استمرت عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن في محطة شروني كان المحتجون يرددون هتافات تطالب بوضع حد للقتال الأهلي بولاية النيل الأزرق.

وقالت عبير 28 عاما والتي شاركت في تظاهرات الخرطوم لـ(عاين)، إن “دعم التعايش السلمي في النيل الأزرق سيطر على موكب الخرطوم اليوم الأحد لأن الجميع هنا يشعرون بالقلق من تصاعد العنف بولاية النيل الأزرق”.

متظاهرون يرفعون لافتات ترفض خطاب الكراهية ووقف العنف بولاية النيل الازرق في تظاهرات بالخرطوم 17 يوليو 2022- الصورة من صفحة تلفزيون سودان بكرة على فيس بوك

وترى عبير، أن السلطة الحاكمة وهي تتألف من مجموعة عسكريين وحركات مسلحة فشلت في الاستقرار الأمني لأنها تريد اللجوء إلى القبائل حتى تخمد الثورة خاصة وأنها تحاول تنظيم انتخابات صورية بتدخل من المجتمع الدولي.

ومع تصاعد القمع الأمني عاد المتظاهرين  إلى محيط حي الخرطوم 3 وهم يرددون هتافات “العسكر للثكنات والجنجويد للحل” وهي هتافات رائجة في الاحتجاجات التي تدخل شهرها الثامن ضد استيلاء الجيش على السلطة.

موكب أمدرمان

أما في مدينة أم درمان وصل الموكب الرئيسي إلى “اعتصام الشهيد الروسي في تقاطع محطة سراج” بدعوة من تنسيقات لجان مقاومة أم درمان والتي أعلنت دعمها للاعتصام المستمر منذ أسبوعين.

وتحرك المتظاهرين من أحياء أم درمان استجابة لـ”التظاهرات المعلنة” اليوم الأحد بواسطة قادة الحراك السلمي وتأتي الاحتجاجات في ظل وضع سياسي وأمني يخشى المراقبون أن يتحول إلى حرب أهلية.

ورفع المتظاهرون في موكب ام درمان الذي وصل “اعتصام الروسي” لافتات تدعو إلى التعايش السلمي بولاية النيل الأزرق مع التنديد بـ”التقاعس الحكومي” في وضع حد للاقتتال هناك.

وقال الأمير 33 عاما والذي شارك في موكب أم درمان في ساحة اعتصام الروسي، لـ(عاين)، إن “الوضع الأمني معقد في الولايات ويجب ان يكون هناك تحرك سريع لاسقاط الانقلاب”. واضاف “قادة الانقلاب العسكري هم الذين لجأوا إلى القبلية منذ اعتصام القصر..”. وتابع: “لقد علمنا أن الوضع الأمني والانساني سيء في النيل الأزرق قلوبنا معهم وندعوهم إلى التعايش السلمي هناك”.