تواصل إنتفاضة السودان والحكومة تكشف كتائبها الخفيه
تقرير عاين :17يناير 2019
شهدت العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية أكثر أيام التظاهرات عنف ودموية اذ راح ضحيتها ما لا يقل عن شهيدين وجرح حوالي ثمانية اخرين، اضافة للعنف الشديد وضرب المتظاهرين والمتظاهرات واقتحام منازل المواطنين، فهنالك حملة اعتقالات واسعة ضد الصحفيين، والاعتداء على المستشفيات إلى جانب منع سيارات الاسعاف من انقاذ الجرحى في منطقة بري حتى فاضت روح اثنين منهما.
وخرجت جولة جديدة من التظاهرات المناهضة لحكم الرئيس البشير اليوم تعد الاكبر منذ انطلاق التظاهرات في 13 ديسمبر، وقد شهدت العاصمة الخرطوم في كل من السوق العربي، بري، الحلة الجديدة، بحري, وعدد من مدن السودان كـ الضعين، الأبيض الجنينة القضارف عطبرة وبورتسودان ومدن اخرى، حشود بشرية ضخمة طالبت بإسقاط الحكومة السودانية.
حماسة مواطن
ويرى المواطن “عبد المنعم الرشيد” من حي جبرة جنوب العاصمي، والذي بدأ اكثر حماسا و استعدادا وهو يتأهب للصعود الى حافلة المواصلات التي ستقله إلى قلب الخرطوم ومنها الى مكان الموكب المعلن. يقول لـ(عاين)، “ان مستقبل البلاد في خطرحال استمرار الرئيس عمر البشير ونظامه في الحكم، فالدمار الذي ضرب السودان في فترة حكمة والحروب التي شهدتها وغيرها من الانتهاكات المرتكبة في حق أبناء الشعب كافية لأن يقرر السودانيون مصيرهم لوحدهم بعيدا عن البشير”.
وحول وجهته إلى أي مكان في قلب الخرطوم ينوى التظاهر فيه، يقول عبد المنعم، “انا خرجت اليوم من منزلى للانضمام إلى السودانيين والتعبير عن رأيهم سلميا وايصال صوتنا للعالم و مطالبتنا بتنحى الرئيس البشير”. ويضيف “لا أعلم بالضبط من أين تنطلق المواكب لكن أي موكب ساجده امامي سانخرط فيه مشاركا”.
وعبد المنعم صاحب الـ24 عاما يقول انه، نشط في عدة مظاهرات في حي جنوب الخرطوم، وينوي مواصلة التظاهر حتى اسقاط النظام ودخول البلاد في عهد جديد تنعم فيه بالحرية وبسطة العيش على حد قوله.
وفي محطة جاكسون الرئيسية وهي منتهى خط سير عبد المنعم وعشرات المتظاهرين الى قلب الخرطوم، ارتكزت بكثافة سيارات الشرطة وتشكيلات اخرى من القوات النظامية وتدرجت هذه القوات بأنواع مختلفة من الأسلحة والهراوات وقاذفات البمبان.
ملثمين في زي رسمي
في الطريق الى قلب الخرطوم ومكان التجمع المحدد وبحسب مراسل (عاين)، شوهدت الحركة المكثفة لقوات الامن على ظهور البكاسي وهم ملثمون تماما وبعضهم مسلحون باسلحة الكلاشنكوف ويحملون العصي، فيما بدت حركة الشارع غير عادية و متحفزة بينما أغلقت محلات تجارية على طول شارع الحرية أبوابها تماما.
شلل كامل :
أجبرت السلطات الأمنية اصحاب المحلات بالسوق العربي على إغلاقها وعدم التواجد بالمنطقة ولكن عدد كبير منهم آثر البقاء وظلوا يراقبون ما يدور من عمليات كر وفر بين المتظاهرين وسلطات الأمن ، بينما انخرط آخرون فى الحراك بحماس ، فيما لاحظنا وجود حماية مشددة بأسلحة ثقيلة على برج الذهب وهو مكان مخصص لتجارة الذهب ، ما أدى الى توقف حركة البيع نهار اليوم بالسوق ، ولم يسلم الباعة المتجولين من الملاحقة وكان من الواضح انهم يريدون البقاء وممارسة عملهم حتى فى تلك الاجواء المتوترة ، وظل أفراد بزي رسمي يرغمونهم على مغادرة السوق بالقوة وحينما أصر أحد الباعة على البقاء في المكان اعتدوا عليه بالضرب وعنفوه لفظياً
و بالتقدم الى وسط المدينة وشارع القصر المحدد لانطلاق الموكب الرئيسي هناك قوة امنية حَولت ساحة ابوجنزير الشهيرة إلى منطقة عسكرية وأغلقت من حولها الطرقات الرئيسية. ورصدت (عاين) مع الموعد المحدد لانطلاق الموكب إحضار جموع من المعتقلين الى المكان على ظهور السيارات الشرطية المكشوفة بجانب عمليات ضرب وحشية على ظهور المتظاهرين المعتقلين ويظهر أن غالبيتهم من الشابات والسيدات.
اعتقالات بوحشية
على بعد شارعين بالقرب من الثكنة العسكرية التي أنشأتها القوات الامنية في ساحة ابوجنزير، دوت هتافات عالية بعد أن تجمع المئات من المتظاهرين خلف مبنى كمبوني وسط المدينة، لكن قوات الشرطة المتمركزة على نوافذ أسطح بنايات وسط السوق العربي أطلقت عليهم بكثافة الغاز المسيل للدموع لينتشر المتظاهرين في برندات وشوارع السوق العربي قرب برج الذهب وهناك نشطت قوات الأمن بوحشية في عمليات اعتقال وضرب بالهراوات الخراطيش للمعتقلين على جميع أجزاء الجسد.
كما نفذت السلطات الأمنية بوسط الخرطوم حملة إعتقالات واسعة وسط المتظاهرين و اتخذت السلطات الأمنية من وسط الخرطوم معتقلاً وكانت تقوم بإنزال المتظاهرين فى الميدان المكشوف للعامة ، ورصدت (عاين) إستهداف واضح للفتيات وتعنيفهم جسدياً ولفظياً ومن بين المعتقلين كبار سن من الجنسين وشباب ، وظلت مئات المركبات فى حالة تمشيط لوسط المدينة ، واستهدفت منطقة الخرطوم شرق التي يوجد أكبر تجمع للصحف السودانية ، واعتقلت عدد من الصحفيين هناك حيث كان الصحفيين شمائل النور وخالد فتحي أول المعتقلين ومن ثم فيصل محمد صالح ، الزين عثمان ، محمد سلمان ، بهرام عبد المنعم، إمتنان الرضي ، وعبدالهادي الحاج .
تفريق تجمع وسط الخرطوم
في وسط الخرطوم، باتجاه شارع المستشفى رصد مراسل عاين تجمع كبير للمتظاهرين، وقال شهود ان الشرطة فرقت تجمع كبير للمحتجين وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع، وشهدت المنطقة بالفعل كثافة أمنية عالية. ويقول مراسل (عاين)، بأن معظم الشوارع الخلفية بشرق الخرطوم ومنطقة السوق العربي تشتت بها المتظاهرون وظلت تصادم سيارات الشرطة والأمن بالاعتقال والضرب.
في اتجاه جنوب الخرطوم، كما شهدت منطقة الديم مظاهرات هادرة وإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع، وتباعا باتجاه جنوب الخرطوم شهدت منطقة الحلة الجديدة تجمعات كبيرة للمتظاهرين الذين أغلقوا شارع رئيس في المنطقة وهتفوا منددين بالحكومة وطالبوا بإسقاطها.
استشهاد ببري
كانت تظاهرات منطقة برى شرق الخرطوم هى الاعنف وواجهتها قوات الشرطة بقمع شديد وأطلق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين العزل مما اودى بحياة الطفل محمد عبيد البالغ من العمر 14 عام. فيما لفظ الطبيب بابكر عبد الحميد انفاسه داخل مستشفي رويال كير.
وقال بيان للجنة أطباء السودان المركزية ان محمد عبيد (طفل) والطبيب بابكر عبدالحميد اضافة لثمانية من الجرحى كانوا ضحايا استخدام العنف المفرط من الاجهزة الامنية ضد المتظاهرين.
واتهم بيان اخر للجنة الاطباء القوات الحكومية بمنع سيارات الاسعاف من انقاذ الجرحى في منطقة بري، اضافة لاقتحام مستشفى الفيصل التخصصي بوسط الخرطوم وإطلاق الغاز المسيل للدموع داخله و احداث رعب وسط المرضى واعتقال عدد من الأطباء.
وفي تطور جديد، أغلق متظاهرون شارع المطار وهو أحد أكبر الشوارع في العاصمة وأهمها لانسياب الحركة المرورية وقربه ايضا من مطار الخرطوم. وقال موظف في مطار الخرطوم لـ”عاين” فضل حجب اسمه ان القوات الامنية دفعت بتعزيزات كبيرة حول المطار لمنع تقدم المتظاهرين اليه.
ولايات السودان في الموعد
في شرق السودان جددت مدينة القضارف الخروج ووصل المتظاهرين هذه المرة الى قيادة الجيش منددة بسياسة الحكومة . أما في مدينة الأبيض تحدى مواطني الولاية تهديدات الوالي احمد هارون وخرجو في تظاهرات كانت هي الأكثر تنظيماً وانطلقت من عدة نقاط وجابت مساحة كبيرة في المدينة قبل ان تتدخل السلطات الامنية وتفرقها بالغاز المسيل للدموع وفي الضعين خرج المواطنين من موكب البورصة الى السوق الكبير قابلتهم السلطات بالغاز المسيل للدموع وضرب بالهراوات و تم على اثره اعتقال كل من ادم عيسي تربو، حسن الجان، وليد عيسى، خالد عيسى.
وأكد شهود عيان خروج المئات في سوق بورتسودان الكبير تعاملت معهم السلطات بوحشية وأطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لإرهاب المتظاهرين. وتعاملت السلطات بذات الأسلوب العنيف مع تظاهرات انطلقت في عطبرة وغيرها من مدن السودان.