سوء التغذية يفتك بأطفال مناطق سيطرة (الشعبية) والجوع يهدد السكان

سوء التغذية يفتك بأطفال مناطق سيطرة (الشعبية) والجوع يهدد السكان

عاين – 21 مارس 2020م

كشف تقرير المتابعة الإنسانية في مناطق سيطرة الحركة الشعبية-شمال، في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، عن تدهور اقتصادي واجتماعي وصحي، متنامي ومتزايد، ويواجه اطفال المنطقتين الاسهالات المائية وسوء التغذية الحاد، فضلا عن ارتفاع الأسعار بالأسواق وضعف انتاج الموسم الزراعي الذي يعزز من مخاوف الازمة الاقتصادية مع استمرار  تدفق النازحين للمنطقتين.

ويعنى التقرير المعد من قبل وحدة تنسيق جنوب كردفان والنيل الأزرق-منظمة مدنية مستقلة- بأوضاع الصحة والتغذية والأحوال الإنسانية والمياه وإصحاح البيئة والتعليم وصحة الحيوان والحماية والأمن بالنيل الأزرق وجنوب كردفان والجبال الغربية.

واشار التقرير الخاص بشهر فبراير الماضي، والذي اطلعت عليه (عاين)، الى تحسن في الامن الغذائي في ولاية النيل الازرق، وقال ” حصاد الحقول البعيدة بمنطقتي بيام ودكا قد انتهي تقريبا، والإنتاج الذي بدأت زراعته في شهر أكتوبر وصفه التقرير بالجيد حيث لم تتعرض المحاصيل الى أي ضرر بسبب الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات”.

واكد التقرير تحسن الامن الغذائي بالولاية، بينما في العادة كانت النيل الأزرق تتعرض لمستويات عالية في الفجوة الغذائية والجوع وقال التقرير ان الاسر تستهلك ما تنتجه من غذاء في مارنجي الواقعة في بيام يابوس وهناك وفرة في محاصيل البامبي والبطاطس والبطيخ والليمون بجانب المانجو الذي يتم حصاده قريبا في بليلة، ومناطق اخرى .

ولفت التقرير إلى أن التحسن في الامن الغذائي لم ينعكس على كافة الأسر حيث لا يزال بعضها يعاني من قلة وضعف مخزونها الغذائي الرئيسي في إنتاج الموسم الزراعي بسبب الآفات الزراعية  التي أثرت بشكل واضح على محصول الذرة والأمطار الغزيرة والفيضانات والذي أدت الى نضوب الغذاء لبعض السكان، وذكر التقرير ان المزارعين يقومون ببيع محاصيلهم من الفول السوداني والبامبي والبامية الجافة في الأسواق ويشترون بثمنها المواد الغذائية التي يحتاجونها .

وأشار التقرير، إلى ان نبات الخيرزان قد اصبح مصدرا مهما للدخل حيث يباع بكميات كبيرة من قبل السكان المحليين في شيلي ويابوس حيث دخلوا في أنشطة اقتصادية جديدة مثل قطع الأخشاب والحشائش والفحم كبدائل لزيادة دخلهم.

سوء التغذية يفتك بأطفال مناطق سيطرة (الشعبية) والجوع يهدد السكان
لفت التقرير، الى ان المعلومات الواردة من الجبال الغربية اكدت ضعف الإنتاج الزراعي وكشف التقرير عن تزايد نسبة الاسر التي ليست لديها مخزون غذائي كافي كما توقع التقرير تاثر هذه الأسر بالأزمة الغذائية.

انتاج ضعيف

وفي ولاية جنوب كردفان، أشار التقرير إلى ان انتاج الموسم الزراعي ضعيف الامر الذي سيؤثر بشكل سالب على الامن الغذائي للسكان المحليين، وفي كادوقلي الغربية اكثر من 80٪؜ من السكان إنتاجهم اقل من المستوى المتعارف عليه الى جانب تضرر الفول السوداني والذرة قصيرة النضج من السيول والفيضانات في حين يمثل الذرة اهمية للسكان المحليين. ووفقا للتقرير فان  المواطنين بدأوا يشتكون من قلة الغذاء الامر الذي يعني ان معظم الأسر سيشرعون في شراء محصول الذرة من الأسواق مبكرا هذا العام واعتبر التقرير أن الأمر مقلق ويحتاج الى مراقبة لصيقة.

ولفت التقرير، الى ان المعلومات الواردة من الجبال الغربية اكدت ضعف الإنتاج وكشف التقرير عن تزايد نسبة الاسر التي ليس لديها مخزون غذائي كافي وتوقع التقرير تاثر هذه الأسر بالأزمة الغذائية.

ورصد التقرير أسعار بعض السلع في الأسواق، وقال “أسواق النيل الأزرق عامرة بالتجار الإثيوبيون و السودانيون الجنوبيون والتجار المحليين القادمين من المعسكرات، واضاف : “الأسعار مرتفعة حيث ارتفع سعر البقرة في بليلة بشهر يناير من 70000 الف جنيه  بعملة دولة جنوب السودان الي 100000 الف جنيه”.

 وفي جنوب كردفان فقد رصد التقرير تفاوت في الأسعار فمثلا انخفض سعر ملوة الذرة من 500 جنيه”جنوب السودان” الى 400 جنيه في حين زاد الذرة في منطقة ثوبو من 150 جنيه إلي 250 جنيها للملوك في فبراير،فيما اكد التقرير تذبذب الأسعار بالجبال الغربية .

 

تدهور صحي

وفي المجال الصحي، أفاد التقرير طبقا لقياسات سوء التغذية في جنوب كردفان فان 20٪؜ من اجمالي الأطفال الذين تم قياسهم والبالغ عددهم 375 يعانون اما من سوء التغذية الحادة او سوء التغذية المتوسطة وفي الجبال الغربية تم رصد إصابات بالملاريا والأمراض الجلدية والتهابات المسالك البولية وسط الكبار، والعيادات الموجودة لاتتوفر فيها الادوية المطلوبة وحملات التحصين والتطعيم لم تتم في الآونة الأخيرة، فيما يعاني 2%  من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد و19٪؜ في حالة سوء تغذية متوسطة.

ونوه التقرير إلى ان قلة المياه أصبحت التحدي الكبير للمناطق الثلاث حيث نجد في بعض المناطق بالنيل الأزرق ان السكان المحليين يشربون المياه مع حيواناتهم من نفس المورد الواحد مما يشكل تهديد للإصابة بالأمراض المنقولة بواسطة المياه،كما يواجه النازحين خطر العطش بسبب قلة المياه، وكذا  الحال في جنوب كردفان التي هي بحاجة ماسة للمزيد من محطات المياه .

سوء التغذية يفتك بأطفال مناطق سيطرة (الشعبية) والجوع يهدد السكان

عطش وتعليم فقير

وقال التقرير “بسبب قلة الموارد المالية فان وضع التعليم في النيل الأزرق أسوا من نظيره في جنوب كردفان، واضاف “مازال مستوى وجودة التعليم ضعيفا ولا توجد مدارس ثانوية والأساس 47 مدرسة، اما جملة مدارس جنوب كردفان 272 أساس 12 ثانوي منتظمون في الدراسة ولكن يحتاجون الى دعم من حيث الأدوات المدرسية والمعلمين والحوافز،كذلك فان المدارس بالجبال الغربية منتظمة والسكان المحليون مجتهدون ويبذلون قصارى جهدهم لااستمرارية عملها في غياب المعلمين المدربين والمعدات التعليمية.

ولاحظ التقرير، انعدام في إمدادات الدواء البيطري في الجبال الغربية ونسبة لحلول الصيف فان المواشي تقطع مسافات بعيدة لتصل الى موارد المياه الامر الذي يؤدي إلى ضعف ونحافة أجسامها ونتيجة لانعدام الادوية البيطرية. وفي ولاية جنوب كردفان فقد ظهرت الأمراض الجلدية وسط المواشي ما قاد يترتب عليه تدهور صحة المواشي وسوء جودة اللحوم ومنتجاتها.فيما ظهر تحسن ملحوظ في صحة الحيوان بالنيل الرزق بالرغم من وجود السعال البقري وذبابة التسي تسي

أمنياً رصدت وحدة التنسيق أربعة انتهاكات لحقوق الانسان وتحرش شخص بالغ بطفلة في عمر 13 عاما حسب التقارير الواردة من الشرطة، بالنيل الأزرق كما تم تسجيل حركات نزوح وهجرة من إثيوبيا الى جنوب السودان عن طريق النيل الأزرق كما رصدت عبور 240 شخص من منطقة المابان أغلبهم من الطلاب الى إثيوبيا ووصل عدد العائدين الى قراهم1800  شخصاً، اكدت شرطة الجبال الغربية وقوع عمليات نهب للأبقار مما في وقوع اشتباكات قبلية ،اما بجنوب كردفان فحركة النزوح والهجرة لا تزال مستمرة الي مناطق سيطرة الحركة الشعبية من مناطق تحت سيطرة الحكومة