280 قتيلاً خلال يومين في الجنينة واستمرار معارك الخرطوم

 مايو 202‪3

تواصلت اليوم الأحد المعارك العسكرية في مناطق متفرقة في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع لتكمل شهراً على التوالي، في وقت شهدت مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور ولليوم الثالث توالياً اشتباكات عنيفة أوقعت قتلى وجرحى من المدنيين. وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، إن 280 شخصا قتلوا جراء الاشتباكات في الجنينة وأصيب 160 آخرين خلال يومي 12 و13 مايو الجاري، لافتة إلى وجود صعوبة في حصر الضحايا.

فيما اكد مصدر موثوق من غرب دارفور لـ(عاين) عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد القتلى والمفقودين نتيجة صعوبة الحركة والتنقل لتدهور الوضع الأمني، والذي يحول دون إجراء حصر ميداني للضحايا. وأفاد المصدر، الى استمرار إطلاق القذائف والنار واشعال الحرائق على عدد من أحياء الجنينة تتمدد وتصل إلى ضاحية 13 بالمدينة، والتي سبقها هجوم عنيف على أحياء “البحيرة، الثورة، التضامن، المجلس، المدارس”.

ونقل شهود من الجنينة لـ(عاين) أوضاع إنسانية كارثية تعيشها المدينة بعد خروج النظام الصحي والخدمي من مستشفيات ومياه وكهرباء بالكامل عن الخدمة منذ 24 أبريل الماضي، وسط تزايد في معدلات النزوح والإصابات وسط المدنيين جراء استمرار الصراع المسلح والتي تحتاج إلى الرعاية الصحية. وأشار الشهود الى عدم وجود أي شكل من أشكال التدخل سواء أمنى أو انساني وهو ما ينذر باستمرار الكارثة الإنسانية وتفاقمها في مدينة الجنينة. وشهدت الجنينة نهاية أبريل الماضي اشتباكات عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، تطورت الى صراع قبلي. 

“بلغت قيمة الادوية المحتجزة 100 مليار جنيه سوداني” – تجمع الصيادلة المهنيين

وفي الخرطوم، تجددت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في محيط القيادة العامة، بينما قصف الطيران الحربي تجمعات لقوات الدعم السريع في امبدة ود البشير والمنصورة وصالحة جنوبي أمدرمان، حسب ما نقله شهود لـ(عاين). واتهم تجمع الصيادلة المهنيين، قوات الدعم السريع بتعطيل انسياب الادوية من مقار الشركات في الخرطوم الى الأقاليم السودانية، واحتجازه شاحنات ادوية في سوبا وشارع الهواء كانت متجهة الى ولايتي الجزيرة والشمالية رغم وجود كل المستندات التي تثبت الجهة المالكة ونوع ووجهة الادوية. وقال التجمع في بيان صحفي اطلعت عليه (عاين): “رغم التفتيش بواسطة ارتكازاتها تقوم قوات الدعم السريع بالاحتفاظ بالأدوية في ظروف غير مواتية للتخزين والحفظ السليم، وبلغت قيمة الادوية المحتجزة 100 مليار جنيه سوداني”. ونبهت إلى أن هذا السلوك يمثل اخلال باتفاق اعلان المبادئ المبرم في جدة الذي يقر تسهيل وصول العون الإنساني للمدنيين ويمثل خرقا لكل الأعراف والمواثيق الدولية وكريم الأخلاق السودانية.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع استئناف محادثات السلام بين الجيش السوداني وقوات الدعم في مدينة جدة بوساطة سعودية أمريكية، وذلك بعد أن اسفرت الجهود السابقة في حمل الطرفين الى توقيع اتفاق إعلان مبادئ للأغراض الإنسانية وحماية المدنيين في مناطق النزاع وإيصال المساعدات الإنسانية. وعلى ضوء إعلان جدة ينتظر وصول مساعدات إنسانية من الخارج للمتأثرين بالحرب في السودان. وناقش وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم ومبعوث الأمم المتحدة لدى السودان فولكر بيرتس خلال لقاء جمعهما في مدينة بورتسودان الأحد، الاحتياجات الإنسانية العاجلة وكيفية معالجتها بالتنسيق مع الحكومة السودانية.