أزمة والي “القضارف”.. هل تعزز صراع شرق السودان؟
16 أغسطس 2021
تسود حالة من الترقب الشارع السياسي السوداني في اعقاب أزمة حاكم ولاية القضارف سليمان علي الذي يواجه ضغوطا للاستقالة على خلفية تداول وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للوالي مشاركا في منشط عشائري نظمه حزب المؤتمر الوطني المحلول وقدم فيه المشاركين وقتها مبايعة للحزب الحاكم حينها.
وعيّن رئيس وزراء حكومة الثورة السودانية عبد الله حمدوك 18 واليا لولايات البلاد بينهم سليمان على لولاية القضارف، وجاء تعيين الولاة وفقا لاجراءات فحص أمني من قبل تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير الذي تقاسمت أحزابه حكم الولايات.
والجمعة الماضية، سحب المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بولاية القضارف الثقة عن والي الولاية سليمان علي، ونفى بيان للمجلس علمه بوجود علاقة للوالي بالنظام السابق أو تقديم طعون لدى ترشيحه والياً للولاية من قبل المواطنين. واعترف المجلس بالتقصير في التحري الأمني حول شخصية سليمان علي.
فيما امهل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، خلال مؤتمر صحفي امس، حاكم الولاية 24 ساعة الاستقالة او الاقالة.
وكان حزب التجمع الاتحادي الذي ينتمي إليه سليمان علي قال انه ابلغ رسمياً والي الولاية بضرورة تقديم استقالته فوراً والإلتزام بقرارات تنسيقية الحرية والتغيير بالقضارف.
أحزاب صغيرة وأخطاء
ويعتقد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، علاء الدين بشير، ان أزمة والى القضارف تمظهر لأزمة بعض الأحزاب الحاكمة الآن باعتبار انها احزاب صغيرة استحوذت على السلطة دون ثقل جماهيري حقيقي.
ويقول علاء الدين لـ(عاين)، ان حزب التجمع الاتحادي الذي ينتمي إليه والي ولاية القضارف واحد من هذه الاحزاب الصغيرة ونالت نصيب كبير داخل التحالف الحاكم وبالتالي المشاركة الواسعة في السلطة ضمن عملية المحاصصة التي تمت بين مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير.
وينوه بشير، إلى ان هذه الاحزاب وجدت نفسها مطالبة بتقديم كوادر للحكم ما اضطر بعضها لتقديم كوادر ضعيفة في بعض الاحيان وأخرى اضطرت لضم كوادر حديثة جرى تعيينها في مناصب. ويضيف “كل هذا جرى تحت راية التمكين الجديد في السلطة والذي تقوم به هذه الأحزاب”.
ويعتقد علاء الدين أن تملك هذه الاحزاب حالة الشرعية الثورية والصعود للحكم أمر يهدد الفترة الانتقالية، ودوننا الضعف البائن للمكون المدني في الحكومة الانتقالية، مما يجعل العسكريين في الحكومة الانتقالية يتمددون يوما بعد آخر.
هل من تأثير على ازمة الشرق؟
ومن ناحية أخرى، يتوقع علاء الدين بشير ان يكون لإقالة والي القضارف تأثير على شرق السودان المأزوم في الأصل لجهة ان الوالي محل الازمة ينتمى إلى أهلية البني عامر ، وفي البال الاحتجاجات التي حدثت بعد إعلان مجلس الوزراء صالح عمار حاكما لولاية كسلا قبل ان تتم اقالته تحت ضغط الاحتجاجات في مدن كسلا وبورتسودان.
لكن عضو مبادرة خلاص القضارف، جعفر خضر ، لا يتوقع ان تأخذ ازمة والي القضارف بعدا عشائريا، لمن تفجرت من واقع حادثة سياسية معينة وهي تفاعل الوالي سياسيا مع حزب المؤتمر الوطني في منشط أهلي.
يعضدد خضر، ما ذهب إليه في عدم تأثير الأزمة على ولاية القضارف وشرق السودان عموما بتماسك قوى الحرية والتغيير في الولاية والتي يقول لـ(عاين)، انها احسن حالا من ولايات الشرق الأخرى. ويشير خضر إلى أن التجمع الاتحادي الذي ينتمي إليه الوالي سياسيا يبدو أنه على خلاف بائين في الطريقة التي يدير بها الحاكم ولاية القضارف ويلتف حوله عدد من اعضاء الحزب وآخرون وهم الاكثرية من الاحزاب الاتحادية المتعددة غير المشاركة في السلطة.
فيما لا يستبعد المحلل السياسي، علاء الدين بشير، ان الازمة جزء من صراع الأحزاب الاتحادية على النفوذ في ولاية القضارف وبالتالي شرق السودان الذي تتمدد فيه طائفة الختمية الذراع الديني للحزب الاتحادي المنقسم لعدة أحزاب.