إخلاء مستشفى رئيسي بـ(الفاشر) بعد دخوله دائرة القتال

عاين- 3 يونيو 2024

بعد تعرضه للقصف المدفعي المباشر قررت إدارة المستشفى الجنوبي الرئيسي بمدينة الفاشر غربي السودان، والذي يستقبل المصابين المدنيين إخلاءه من الجرحى والمرضى في مشهد تسيده الرعب، فيما حمل المرافقون ذويهم إلى مراكز صحية خارج المدينة.

وتدور منذ 10 من مايو الماضي تدور مواجهات عنيفة ومتواصلة بين الجيش والحركات المتحالفة معه وبين قوات الدعم السريع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أدت إلى مقتل نحو (250) مدنياً وأكثر من ألف مصاب “وفقاً لإحصائية المستشفى الجنوبي الرئيسي بالمدينة”

وكشف الدكتور خالد أبكر، وهو أحد الكوادر الطبية المتطوعين وممثل لجنة الطوارئ الصحية بالولاية، إن إدارة  المستشفى أخلت الجرحى والمرضى من المستشفى “الأحد”  بعد تعرضه للرصاص المباشر والقصف المدفعي بصورة مكثفة، تسبب في مقتل اثنين من المرضى وجرح آخرين.

وأكد أبكر لـ(عاين) إخلاء مستشفى الفاشر للأطفال إثر سقوط قذائف خلال الغارة الجوية التي استهدفت منطقة أحياء السلام والوحدة وهي المنطقة التي يقع فيها مستشفى الأطفال، مشيرا أن المنطقة ظلت بعيدة عن الاشتباكات خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى نقل المرضى والجرحى إلى مراكز صحية وبعض الأماكن الآمنة جنوب المدينة، في وقت أكد شهود عيان لـ(عاين)، أن معظم المصابين نقلوا من عن طريق ذويهم بعد أن سادت حالة من الهلع في المستشفى.

استغاثة

وتأتي هذه التطورات بعد نداءات استغاثة أطلقتها الكوادر الطبية بالمستشفى وحاجة العاجلة للكوادر الطبية والكوادر مساعدة، لمواجهة الأعداد الكبيرة من المصابين لجهة أن الحالات التي تصل المستشفى تفوق طاقة الكوادر الموجودة، علاوة النقص الحاد في أدوية الطوارئ.

تكدس اعداد كبيرة من مصابي معارك الفاشر بمستشفى المدينة- مايو 2024

وتجددت المعارك العنيفة بين الطرفين بالاتجاه الجنوبي الشرقي لمدينة الفاشر منذ فجر “الأحد”، واستمرت لساعات طويلة مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى وسط المدنيين، ونقلوا إلى المستشفى الجنوبي الوحيد لتلقي العلاج قبل ساعات من قرار إخلائه.

وأشارت مواطنة تدعى حليمة إسحاق لـ(عاين)، إن “ثلاثة من أسرتها أصيبوا الأحد، وعندما تمكنوا من نقلهم إلى المستشفى الجنوبي تفاجئوا بإخلائه من المرضى، واضطروا إلى نقلهم إلى عيادة مساعد طبي خارج المدنية، مشيرة إلى أن أحدهم يحتاج إلى عملية جراحية في الرأس فوق إمكانية عيادة المساعد الطبي.

استهداف

وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان اطلعت عليه (عاين) أن المستشفى الجنوبي الذي تدعمه أطباء بلا حدود اُسْتُهْدِف مرتين خلال الأيام القليلة الماضية، وتضررت أهم ثلاثة مرافق طبية في المدينة في ظل المواجهة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في عاصمة شمال دارفور. وفي الوقت الحالي، اثنان فقط من هذه المرافق الطبية قادران على مواصلة العمل.

واُسْتُهْدِف المستشفى الجنوبي في الفاشر لأول مرة في 25 مايو، عندما سقطت قذيفة هاون على وحدة رعاية ما قبل الولادة، فقتلت شخصا واحدا، وأصابت ثمانية أشخاص من المرضى وعائلاتهم. وسقطت في اليوم التالي قذيفة داخل المستشفى، وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين، بينما حطمت شظاياها نوافذ غرفة الولادة وسيارة الإسعاف، فيما سقطت ثلاث قذائف أخرى خارج المستشفى.

وأشار منسق مشاريع أطباء بلا حدود، عبد الفتاح يوسف إبراهيم، في تصريحات صحفية إلى أن “المستشفى ظل في وضع مزدحم للغاية، فهو الوحيد القادر على علاج الجرحى المتدفقين بأعداد كبيرة، وقد استقبل أكثر من ألف مريض منذ بدء القتال في المدينة في 10 مايو. إلا أن 145 منهم كانوا في حالة حرجة، وتُوفوا متأثرين بجراحهم. ويقع المستشفى اليوم على الخطوط الأمامية مباشرة وتحت تهديد الخروج عن الخدمة”.