الفاشر تحت النيران.. وعمليات نزوح مأساوية
عاين- 15 مايو 2024
دارت اليوم الأربعاء مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه وقوات الدعم السريع على تخوم مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتحاول قوات الدعم السريع منذ أشهر السيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني والحركات المسلحة بإقليم دارفور بعد سيطرتها على أربع ولايات من أصل خمسة.
ودارت مواجهات اليوم في الأحياء الجنوبية الشرقية للمدينة قبل أن تتمكن قوات الجيش السوداني والحركات المتحالفة معه من صد قوات الدعم السريع التي ارتكزت في مناطق سيطرتها قرب المدينة، وواصلت عمليات التدوين والقصف المدفعي المتبادل بحسب مراسل (عاين) في الفاشر.
نزوح واحتماء بالأشجار
وأسفرت المواجهات عن حالة نزوح كبيرة وسط سكان الأحياء الشرقية من أحياء “الوحدة، والسلام، التيمنات، والصفا والمروة، الوفاق، والكهرباء”.
وأفاد المراسل، أن “أعداد مهولة من سكان هذه الأحياء يستظلون بالأشجار، ويحتمون بالساحات العامة في الأحياء الآمنة، ولا يحملون لا طعام ولا ماء ويعيشون ظروف إنسانية مأساوية”.
ولم يسلم المستشفى الجنوبي بمدينة الفاشر من معارك اليوم وسقط عليه ثلاث دانات- بحسب المراسل الذي أكد استمرار المعارك بشكل متقطع مع تقدم نهار اليوم، وتغطي سحب الدخان سماء المدينة.
وتتزايد المخاوف من انتقال المعارك العسكرية إلى وسط الفاشر في ظل تحشيد عسكري واسع من قبل قوات الدعم السريع حول المدينة، بينما يستعد الجيش بتحالف مع حركات مسلحة للدفاع عن المدينة والحفاظ على سيطرته عليها، فهي الوحيدة التي تبقت له في إقليم دارفور غربي البلاد، إذ سيطر الدعم السريع على الـ4 ولايات الأخرى.
وإلى جانب مواطني المدينة، تأوي الفاشر حوالي نصف مليون نازح يقيمون في أربعة معسكرات إيواء، وهي زمزم، أبو شوك، نيفاشا، أبوجا، إذ يوجَد فيها نازحون منذ اندلاع الحرب في الإقليم في العام 2003م، بينما لجأ إليها نازحون جراء القتال الحالي عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم، وأصبحت الفاشر بمثابة الملاذ الأخير الذي لجأوا إليه.
وتوقفت حركة شاحنات البضائع القادمة عبر طريق الإنقاذ الغربي وطريق مليط والمالحة التي تأتي من مدينة الكُفرة الليبية، منذ سيطرة قوات الدعم السريع على تلك المناطق في الخامس من أبريل الماضي، كما نزح سكان أحياء وسط وشرق الفاشر إلى الكومة والمالحة وأم كدادة، بعد تزايد الغارات الجوية من طيران الجيش على المنطقة.
وقاد الحصار إلى تصاعد كبير في أسعار مجمل السلع الاستهلاكية والوقود وسط مخاطر أمنية تعترض التجار، وبحسب محمد أبكر علي وهو تاجر بيع إجمالي في مدينة الفاشر، فقد ارتفع سعر جالون البنزين سعة 4 لترات لأول مرة منذ اندلاع الحرب إلى (50) ألف جنيه سوداني بدلاً (15) ألف جنيه، كان عليها قبل أسبوع فرض الحصار، وذلك نتيجة إلى خطورة الأوضاع وعمليات النهب ومصادرة الشاحنات من قبل عناصر الدعم السريع في الطرق خارج المدينة.