الإنفلات الأمني والنهب المسلح يحرم مئات العائلات من المعايدة في دارفور
4 أبريل2022
تسببت عمليات النهب المسلح والانفلات الأمني على طرق رئيسة تربط مدن ولايات دارفور غربي السودان في حرمان المئات من قضاء عطلة عيد الفطر مع عائلاتهم بسبب حالة عدم الأمان التي يشهدها الاقليم.
وتوقفت حركة التنقل بشكل غير مسبوق بين مدينة “الجنينة” حاضرة ولاية غرب دارفور والبلدات والمدن الاخرى منذ هجوم مسلح عنيف شنه رعاة على بلدة “كرينك” شرق مدينة الجنينة الحدودية مع دولة “تشاد” المجاورة أدى الى مقتل نحو (200) مدنيا ونزوح ما بين(85 الى 115) الف وفق آخر تقرير مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية (أوشا).
وتقول حليمة جمعة حقار احد سكان بمدينة “نيالا” إنها لاول مرة لم تتمكن من قضاء عطلة العيد مع والديها في مدينة الفاشر “مسقط رأسها”، وأشارت حليمة خلال حديثها ل(عاين) الى عمليات نهب مسلح في الطريق القومي بين مدينتي الفاشر ونيالا تزايدت بصورة كبيرة وتسببت في قتل ونهب عشرات المسافرين بين المدينتين خاصة بعد العنف الاهلي الذي تشهده ولايات دارفور ويأتي تزايد النهب بعد اسبوع من إعلان لجان أمن جنوب وشمال دارفور من تنسيق محكم للقضاء علي عمليات النهب في الطريق الحيوي الذي يربط ولايات دارفور بالعاصمة السودانية الخرطوم.
واعربت حليمة عن تخوفها من إنتقال عدوى أعمال العنف الاهلي الى المدن الكبيرة على غرار مدينة “الجنينة” خاصة في ظل الانتشار الواسع للسلاح مع تراجع دور حكومات الولايات في حماية المدنيين
وحالة “حليمة جمعة” هي واحدة من حالات قلق آلاف المدنيين في دارفور الذين منعهم العنف وعدم الأمان من التواصل مع ذويهم في مدن رئيسة في دارفور خاصة في ولاية غرب دارفور. وخلفت أحداث العنف الاهلي التي شهدتها بلدة “كرينك” حالة رعب وهلع كبيرة وسط النساء والاطفال خاصة بعد مقتل (28) من النساء و(18) طفلا في مشهد مأساوي لم تشهده الحرب في دارفور من قبل.
وكان مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ( أوشا) اوضح في تقرير “الاثنين” إنه لا يستطيع سوى أفراد القبائل العربية التحرك بحرية خارج مدينة كرينك، مما يثير مخاوف بشأن الوصول إلى الخدمات والإغاثة للمجتمعات في “كرينك”، ونوهت “أوشا” إن جميع التحركات التجارية وسيارات الركاب في المنطقة ، تتم بمرافقة عسكرية بسبب انعدام الأمن ووجود مسلحين يسيطرون على الطرق الرئيسية خارج بلدة “كرينيك”
بالرغم من إعلان حاكم ولاية وسط دارفور المكلف سعد ادم بابكر “الاحد” عن خطة أمنية محكمة للسيطرة علي الاوضاع الامنية ومنع انتقال العنف الى الولاية، الا أن شاحنات وبصات سفرية بالطريق الرئيسي الرابط بين نيالا، زالنجي، تعرضت الى عمليات نهب والتهديد من أفراد ينتمون الى أحد الأطراف المتصارعة في ولاية غرب دارفور.
وشكا مواطنو محليات برام، دمسو، السنطة، والردوم بولاية جنوب دارفور، من نشاط عمليات النهب المسلح في الطرق الرئيسية جنوب مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، وذلك بعد صراع اهلي بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة، عقبته عمليات نهب واسعة للمواشي والعربات التجارية خاصة في الطرق المؤدية الى مناجم الذهب في محلية الردوم الحدودية مع دولي جنوب السودان وأفريقيا الوسطى.
في الاثناء نوه محمد عبد الصمد حسب الله المدير التنفيذى لمحلية “دمسو” جنوب نيالا الي ضرورة نشر قوات عسكرية مستقرة وفتح مواقع ارتكاز ومواقع عسكرية على طول الطريق الرئيسي المؤدي الي مناجم الذهب. وأشار عبدالصمد في تصريح ل(عاين) الى أن أحداث العنف الاهلي بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة تسببت في فوضى أمنية وإنتشار أعمال النهب المسلح خاصة خلال الأيام قبيل عيد الفطر الامر الذي تسبب في تدهور الحركة التجارية وتواصل الاهالي مع ذويهم في محليات جنوب الولاية لافتا الي تنسيق أمني بين المحليات للحد من ظاهرة النهب المسلح.