شلل في خدمات الصحة بمدينة الأُبيض وإضراب الأطباء مستمر

عاين- 15 أغسطس 2023

يعيش مرضى في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان وسط السودان، اوضاعاً صعبة بعد توقف العمل في المستشفى الرئيسي بالمدينة نتيجة إضراب مفتوح ينفذه الأطباء منذ الثالث من أغسطس الحالي.

ويشهد مستشفى الأبيض التعليمي تكدس كبير للمرضى وسط غياب تام لأبسط الخدمات العلاجية، بينما لم تستجب وزارة الصحة الولائية لحزمة مطالب دفع بها الأطباء نظير رفع الإضراب.

وشمل الإضراب الذي دخل يومه الـ12 الأقسام الحيوية في مستشفى الأبيض التعليمي بما في ذلك قسم الطوارئ والإصابات، ويتم التعامل مع بعض الحالات المنومة في عنابر المشفى، وظل آخرين بلا عناية على مدار أسبوعين متواصلين، وذلك وفق ما نقله ذوي مرضى لـ(عاين).

ويقول المدير الطبي للطوارئ والإصابات في المستشفى، د. عبد الرحيم محمد إبراهيم، إن “إضراب الأطباء جاء بسبب أشياء أساسية تتعلق بتأخر الرواتب وتدهور بيئة العمل رغم أنهم آثروا على أنفسهم منذ بداية الحرب رغم المخاطر والظروف التي واجهت استمرار العمل، لكن الوضع أصبح لا يطاق ولا يٌحتمل”.

ويضيف إبراهيم في مقابلة مع (عاين):”الرواتب تمثل مشكلة عامة في السودان بعد الحرب، ولكن نحن لا نستطيع العمل في ظل عدم وجود ترحيل وطعام كما لا توجد مياه للشرب ولا حتى لغسل اليدين ودخول الحمامات، وغياب الاستراحات والسكنات المهيأة.. هي عبارة عن سجون”.

ودفع أطباء مستشفى الأبيض إلى مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال كردفان بخمس مطالب رئيسية واجبة التنفيذ قبل رفع الإضراب تتمثل وفقاً لـ عبد الرحيم في: تحسين بيئة العمل، معالجة مستعجلة لاستراحات الأطباء في الحوادث العامة وقسم الأطفال، توفير ترحيل للأطباء، وصيانة وتأهيل السكن، ودفع استحقاقات الأطباء المالية من رواتب وحوافز متراكمة منذ يناير الماضي.

ويشير عبد الرحيم،  إلى أن نقابة الأطباء ظلت طيلة الفترة الماضية في مشاورات مستمرة مع الجهات المعنية بشأن هذه المطالب ولكن في كل مرة يحدث تسويف الى أن ضقنا ذرعا ووصلنا الحد وتم الدخول في الإضراب المفتوح.

مرضى يعانون

ويعتبر مستشفى الأبيض التعليمي مرجعي لسكان إقليم كردفان بولاياته الثلاثة ويقصده مئات  المرضى. ويقول عامر حسن وهو مرافق لوالدته المريضة بحصاوي الكلى:”نعيش معاناة كبيرة ليس هناك أطباء، وظللنا في مستشفى الأبيض لمدة أسبوعين ننتظر إجراء عملية جراحية، لكن ما تزال العمليات متوقفة بسبب الإضراب”.

“جئنا للمستشفى بتحويل من أحد الأخصائيين وقد قام بزيادة والدتي مرتين خلال الأسبوع، لكن المرضى الذين جاءوا لعنابر التنويم من قسم الطوارئ لم يزورهم أحد حتى الآن ولا يجدون أي رعاية طبية” يروي عامر لـ(عاين).

من جهته، يقول مقدم حمزة خليل وهو مرافق لأحد المريضات لـ(عاين):”لا يوجد أطباء بالمستشفى وحالة المرضى تزداد سوءا كل يوم، لقد ظللنا في قسم العظام لمدة 15 يوم، لكن سوف نغادرها ونوصي الجميع بأن لا يأتوا هنا مطلقاً”.

ويضيف:”كانت مريضتنا تحتاج إلى نقل 4 زجاجات من الدعم وعندما ذهبنا وجدنا أن التيار الكهربائي مقطوعاً، وأتينا في اليوم التالي أخذوا منا زجاجة واحدة فقط و ابلغونا انه لا يمكن أخذ أكثر من ذلك لأن الدم يتجمد في ظل انقطاع الكهرباء”.

شلل تام

وأفاد الصحفي المقيم في مدينة الأبيض نيازي أبو علي (عاين)، بتدهور كبير في الخدمات الصحية في عاصمة ولاية شمال كردفان. وأن إضراب الأطباء أحدث شلل كبير في المستشفى التعليمي خاصة قسم الطوارئ الذي يعتبر الوجهة الأولى لمصابي القصف المدفعي المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع من المدنيين.

ويضيف:”قام شباب متطوعون بتأسيس وتأهيل مراكز صحية في الأحياء السكنية تقدم خدمات الرعاية الطبية للمواطنين بمقابل مالي رمزي، ولكن هناك حالات تحتاج الى تدخل طبي كبير لا يتوفر الا في المستشفى التعليمي او الذهاب الى المشافي التجارية باهظة التكلفة”.

وكانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، طالبت مدراء المستشفيات والحكومات الولائية بتوفير البيئة الصحية والمتطلبات التي تفي باستمرار تقديم الخدمة الصحية للمواطنين في ظل الحرب المستمرة لأربعة أشهر حتى لا تزيد الرهق على المدنيين والذي بلغ منتهاه، وذلك خلال تعميم صحفي بشأن إضراب أطباء مستشفى الأبيض.

وقال المدير العام لمستشفى الأبيض التعليمي د. عبد الرحمن محمد عبد الرحمن في حديث مقتضب لـ(عاين) إن “المطالب التي رفعها الأطباء بالمستشفى مشروعة، وتوجد جهود لتقريب الرؤى وحل الإشكالات”.