21 شهر من الاختفاء محمد أحمد إدريس

21 شهر من الاختفاء

محمد أحمد إدريس

عدد من الاسر السودانية يعيشون على أمل أن يعود الغائبين عقب ليلة فض الاعتصام في ظل تدفق الكثير من الاخبارالمخيبة للامال في تعطى حكومة الفترة الانتقالية مع ملف المفقودين و الكشف عن  ملابسات القوات المتورطة في فض الاعتصام بما فيهم قادة الشق العسكرى  الحالى والسماح لثوار وثائرات ديسمبر  معرفة ما أسفرت عنه لجنة التحقيق في مجزرة القيادة العامة وأيجاد المختفيين منهم.

و منذ أبريل من العام 2014م  أختفى الشاب محمد أدريس الذى حمل ّأحلامه متوجهاً إلى الخرطوم العاصمة من جنوب كردفان ملتحقاً بجامعة النيلين كلية الاداب والذى كان يمثل فيها  شعلة من النشاط الاجتماعى والسياسي إلى جانب تعليمه الاكاديمي كما عرفه معصريه وأصدقائة بالمرحلة الجامعية فقد ترأس جمعية المقشاشة الفكرية لدورتين متتاليتين، وقد أكد احد زملاءه أن آخر ما علم به عن طريق احد أصدقاء المختفى عن تعرضه للمطاردة والملاحقة والتى تكون في الغالب من قبل الاجهزة الامنية والشرطية بحسب تعبيره للحد من تنامى الاحتجاجات التى كانت في تصاعد مستمر، وكان لمحمد أحمد  قدرات خطابية وتنظيمية في حشد وقيادة الشباب وتنظيم صفوفهم لمجابهة عسف القوات النظامية والذى جعله أحد الاهداف المباشرة للجهات التى تعمل لجهاض ثورة السودانيين.

ويكشف صديقة مهاجر النور حماد عن تبنيهم لمبادرة تحمل أسمه للمساعد فى الحصول على معلومات تفيد عن مكان توجده او معرفة مصيره الذى حدث، ويوكد أن ما شجاعهم على ذلك الانشطة التى قامت بها مبادرة البحث عن المفقودين من ليلة فض أعتصام القيادة العامة، وقد تم تكوين المبادرة من مجموعة من المحاميين بالاضافة إلى زملائه وأصدقائة والذين قاموا بعمليات بحث شملت المستشفيات والمشارح بالاضافة إلى الجهات الشرطية والامنية للتحقق من وجوده لديهم، الا أن كل تلك المجهودات لم تسفر عن فك ملابسات أختفائة او الحصول على معلومات تكشف عن مكانه والتى من شانهأ تخفيف الألام الذى  أصاب أسرته وزملائه، جراء الاهمال المتعمد من الجهات ذات الصلة بقضايا الاختفاء والتى تم تشكيلها بناءاً على تكاليف صادرة من حكومة الفترة الانتقالية، وياتي ذلك كشرط لاستكمال مهام الثورة وفتح الطريق أمام بناء دولة القانون.

ويتهم مهاجر الجهات الحكومية بالتملص من وأجبتها تجاه هذه القضايا والاعتماد على المبادرات التى أطلقها شباب ثورة ديسمبر للكشف عن مصير رفاقهم ، على الرغم من أدورها البسيطة مقابل ما يجب أن يتحقق على أرض الواقع حالياً، وناشد عبر “عاين” قيام حكومة الفترة الانتقالية بتكليف النيابة العامة بالبحث والتقصى حول قضايا هولاء المفقودين، لا سيما بعد ظهور العديد من حالات الاختفاء التى تم العثور عليها خارج ولاية الخرطوم والذى يعد قرينة لتواجد العديد منهم في مناطق مختلفة من السودان.