8 أبريل 2023
كشف مسؤول في وزارة الصحة السودانية، عن توقف خطة مكافحة حمى الضنك في ولاية الخرطوم بسبب نفاد الأموال المخصصة لذلك، في حين تشهد العاصمة إرتفاع مستمر في معدل الإصابة بالمرض.
وقال المسؤول الذي فضل حجب اسمه لـ(عاين)، إن “عمليات التدخل المنزلي ورش الباعوض داخل الأحياء السكنية في ولاية الخرطوم توقفت منذ يوم 31 مارس الماضي وكان المرجو ان تتواصل هذه الأعمال ولكن لم يتسن ذلك بسبب ضعف الإمكانات المادية”.
ويعتبر التدخل المنزلي عبر فرق متخصصة، أحد أهم مرتكزات خطة معلنة لوزارة الصحة السودانية تهدف للقضاء على حمى الضنك التي تنتشر في 12 ولاية من أصل 18، وتفشت في العاصمة الخرطوم لأول مرة مطلع مارس الماضي.
ووفقا للمسؤول الحكومي، فإن وزارة الصحة رفعت تكلفة مالية لتغطية عمليات مكافحة حمى الضنك الى وزارة المالية، ولكن لم يتم الوفاء بها حتى الآن، ويتوقع أن يتم استئناف عمليات الرش في اي وقت إذا قامت وزارة المالية بالتصديق على المبالغ المطلوبة، لافتاً إلى أن منظمة اليونسيف عرضت المساعدة وينتظر تدخلها خلال أيام في حملة مكافحة حمى الضنك.
وقال: “الإدارة العامة لمكافحة الأوبئة تشهد نقص حاد في السيارات الخاصة بنقل أيتام مكافحة الوبائيات وقد رفعت حاجتها الى وزارة المالية دون أن تستجيب الأخيرة، لذلك نقص السيارات ايضا معيق لخطة مكافحة الأوبئة وبينها حمى الضنك، لأنها ضرورية لنقل فرق وزارة الصحة ميدانيا على الأماكن المتأثرة”.
مخاوف
يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه معدل الإصابة بحمى الضنك في ولاية الخرطوم، ويشير مصدر طبي تحدث مع (عاين) إلى أن الاصابات التراكمية في العاصمة منذ ظهور الوباء في مارس الماضي وحتى اليوم السبت تجاوزت 1500 حالة اصابة، بينها حالتي وفاة.
وتتركز الإصابات حمى الضنك في مناطق امبدة غربي العاصمة وكرري (شمال) ومحلية الخرطوم، ويشتكي سكان هذه المناطق من انتشار كبير للباعوض في هذه الايام مما يزيد المخاوف من مزيد من التصاعد في معدل الاصابة بحمى الضنك.
ويقول جلال محمد من سكان امبدة الحارة العاشرة، في مقابلة مع (عاين) “نعاني كثيرا هذه الأيام مع الباعوض الذي انتشر بكثافة، فمع مغيب الشمس تبدأ معاناتنا مع لسعات البعوض، وتتفاقم المشكلة يوما بعد يوم خاصة في ظل قطوعات التيار الكهربائي”.
“كانت تأتينا من وقت لآخر مجموعات تقوم برش البعوض بالمبيدات الحشرية ولكن لم نشاهدها منذ وقت طويل .. إننا نخشى كثيراً على صحتنا و نتخوف من أن يسبب لنا البعوض حمى الضنك والملاريا”. يضيف جلال.
وقال نائب مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة التابعة لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، الدكتور الفاضل محمد محمود في مقابلة مع (عاين) في وقت سابق، إن سبب انتشار المرض في بعض أحياء العاصمة الخرطوم خاصة أمبدة يعود الى النقص الحاد في مياه الشرب حيث يضطر السكان الى تخزين المياه في أواني مختلفة تساعد على تكاثر نواقل الفيروس. لافتاً الى اتصالات أجرتها وزارة الصحة مع هيئة المياه بالولاية لتوفير المياه للمواطنين عبر ناقلات كبيرة لإنهاء سلوك التخزين المضر.
وبينما ينتشر المرض في الخرطوم التي تشهد بدورها تراجعا كبيرا في النظام الصحي يتجلى في تدهور بيئة المستشفيات العمومية ونقص في الكادر الطبي، وشح الإمكانيات المادية لقطاع الصحة الذي خصصت له نسبة ضئيلة في ميزانية الدولة للعام 2023 بلغت 14.7%.