تظاهرات حاشدة تشعل الخرطوم تنديداً بالحوار وتدعو لإسقاط الانقلاب
9 يونيو 2022
زادت قوات الأمن السودانية من وتيرة القمع اليوم الخميس في مواجهة تظاهرات السودانيين المناوئة للانقلاب العسكري والمندد ببدء الحوار “السوداني-السوداني” الذي دعت الآلية الثلاثية وسط مقاطعة قوى الثورة الرئيسية.
وواجهت القوات الامنية المشتركة التظاهرات الحاشدة في أماكن متفرقة من العاصمة بعنف مفرط وأطلقت الرصاص الحي بكثافة في محيط “شروني” جنوب القصر الرئاسي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ما أدى الى وقوع عدد من الإصابات المباشرة بالرصاص وعبوات الغاز وسط المتظاهرين.
وبدأت أمس الاربعاء في العاصمة الخرطوم أولى جلسات الحوار السوداني- السوداني الذي دعت له الآلية الثلاثية التي تضم الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومنظمة ايقاد. وسط مقاطعة تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير-المجلس المركزي- ولجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وتتمسك بعدم مفاوضة ومشاركة العسكريين.
وشاركت في جلسة حوار الأمس 7 قوى على رأسها المكون العسكري، الذي ترأس وفده نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، وعضوا المجلس، شمس الدين كباشي وإبراهيم جابر. بجانب تحالف “الحرية والتغيير ميثاق التوافق الوطني”، المنشق عن “الحرية والتغيير”.
وكان لافتاً مشاركة أحزاب كانت شريكة في نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، “الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل”، بقيادة محمد عثمان الميرغني، وقوى “الحراك الوطني الموحد”، بقيادة التجاني السيسي، وحزب “المؤتمر الشعبي”.
انتشار أمني
وانتشرت القوات الأمنية اليوم الخميس منذ ساعات النهار الأولي، وتمركزت في نقاط متفرقة من الخرطوم، وبدأت بقمع المتظاهرين في اماكن التجمعات الرئيسية داخل الأحياء. ومع ذلك نجح المتظاهرون في الوصول الى منطقة السكة حديد وسط الخرطوم بعد أن حاولت القوات الامنية منعهم من الوصول الى هذه النقطة، وحاولت تفريقهم بإطلاق الغاز في نقطة تجمع باشدار بالديوم الشرقية.
واغلقت السلطات الامنية طرقاً رئيسية وفرعية وسط الخرطوم وفرضت طوقاً امنياً تمكن المتظاهرين من كسره وتقدموا نحو القصر الجمهوري رغم القمع الشديد .
إغلاق شارع المطار
وشرقي العاصمة، تمكن المتظاهرون من اغلاق شارع افريقيا الحيوي والذي توقفت به الحركة المرورية بالكامل لاسيما وانه المؤدى إلى مطار الخرطوم الدولي. ووضع المتظاهرون المتاريس على الشارع الرئيسي واشعلوا الاطارات على الإسفلت استجابة للدعوات التي أطلقتها تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم شرق للتظاهر.
وشهدت مناطق جنوب الخرطوم، ومنطقة الكلاكلة تظاهرات مماثلة، فيما أغلقت لجان مقاومة أم درمان شارع الشهيد عبد العظيم، وتجمع المحتجين في محطة سراج ومنطقة الفتيحاب، وصينية الزعيم الازهري، وشارع الوادي. وفي مدينة الخرطوم بحري احتشد مئات المحتجين في نقاط رئيسية بمنطقة شمبات و المحطة الوسطى والمزاد وأغلقوا طرقاً حيوية بالمتاريس.
قمع ورصاص
وفي محيط محطة شروني القريب من قصر الرئاسة وسط العاصمة، زادت القوات الامنية المشتركة من وتيرة العنف ضد المتظاهرين الأمر الذي طالبت على اثره اللجان الميدانية المتظاهرين بالانسحاب من محيط القصر حفاظاً على سلامتهم,
ونقل شهود لـ(عاين)، ان القوات الامنية استخدمت الرصاص الحي بكثافة كبيرة فاقت المرات السابقة. وقال الشاهد، مصطفى احمد، ان “اطلاق الرصاص الحي بدأ بعد وصول المحتجين الى موقف شروني” .
فيما قال المتظاهر، محمد لقمان، لـ(عاين)، ان القوات الأمنية المشتركة أطلقت الرصاص الحي مع دخول المتظاهرين الى منطقة شروني وتعاملت بوحشية مع المحتجين السلميين.
وقال لقمان، “نحن نرفض الحكم العسكري ولن نتوقف عن الخروج إلى الشوارع إلى أن نهزم الانقلاب”.
إصابات خطرة
من جهتها، أعلنت لجنة اطباء السودان المركزية عن تعرض موكب مدينة الخرطوم المتجهة إلى القصر الجمهوري إلى قمع مفرط، وقالت إن القوات الانقلابية استخدمت الرصاص الحي في مواجه الثوار ما أدى إلى سقوط عدد من المصابين من بينهم إصابات خطرة وغير مستقرة.