تظاهرات واسعة في الخرطوم ورصاص واعتقالات في بورتسودان

12 مايو 2022  

تظاهر المئات اليوم الخميس في العاصمة السودانية رفضا للانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية منذ نصف عام فيما أطلقت القوات الأمنية الرصاص الحي ضد المحتجين في مدينة بورتسودان -شرق البلاد- حسب ما أفاد شهود (عاين)، في وقت كشفت لجنة الاطباء عن استخدام القوات نوع جديد من السلاح ضد المتظاهرين.

ونفذت القوات الأمنية في العاصمة السودانية انتشارا واسعا اليوم الخميس  منذ وقت مبكر شملت الجسور الرئيسية والشوارع المحيطة بالقصر الجمهوري فضلا عن تحريك دوريات للشرطة وإطلاق الغاز المسيل للدموع لمنع تجمع المتظاهرين في “تقاطع باشدار”جنوبي العاصمة.

كما استخدمت القوات الأمنية تكتيكات جديدة بوضع الأسلاك الشائكة في شارع رئيسي قرب محطة شروني للحافلات قريبا من شارع القصر إلى جانب وضع قوات أمنية متعددة وسط العاصمة شملت شرطة الاحتياطي المركزي وجهاز المخابرات وقوات الشرطة وأفراد ملثمون يرتدون الزي المدني في تقاطعات رئيسية وسط الخرطوم.

ورغم الانتشار الأمني الواسع تجمع آلاف المتظاهرين في شارع كترينا بالخرطوم 2 وحي الخرطوم 3 وهما منطقتين قريبتين من محيط شروني واستغرق المحتجين ساعات لمقاومة الترسانة الأمنية.

وارتفعت أعداد المتظاهرين في “مليونية 12 مايو”  التي دعت لها تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم بشكل ملحوظ لمناهضة الحكم العسكري واعادة السلطة إلى المدنيين.

ومع الإجراءات الأمنية الواسعة لم يتمكن المتظاهرون من الوصول إلى محيط شروني وبقي الموكب المركزي في شارع كترينا إلى حين إعلان انسحاب بواسطة نشطاء في لجنة العمل الميداني التابعة للجان المقاومة.

واستمر القمع الأمني سيما إصابة بعض المتظاهرين بالرصاص المطاطي “السكس” وهي مادة مطاطية تخترق الجسم وأحيانا يؤدي الى الاعاقة طبقا لتقارير طبية.

سلاح جديد

من جهتها، كشفت لجنة اطباء السودان المركزية، عن استخدام السلطات نوع جديد من الأسلحة التي تتسبب في كسور بصورة متكررة وسط عدد مقدر من الثوار وفي ذات الموضع.

وقالت اللجنة في بيان اطلعت عليه (عاين)، انها تلفت انتباه المهتمين والمختصين والمدافعين عن حقوق الإنسان والواقفين ضد الانتهاكات وكل الجهات ذات الصلة إلى استمرار وتكرار استخدام هذا السلاح وما يصببه من إصابات غريبة وغير معتادة، “ما يجعلنا نشك في استخدام أداة جديدة غير معروفة تؤدي إلى هذه الإصابات دون إحداث جرح أو أثر مرئي، ووفقاً لإفادات المصابين فإنهم يشعرون بصعقة كهربائية أو ذبذبات أثناء الإصابة.”

وأشار خالد وهو متظاهر لـ(عاين)، إلى إن القوات الأمنية أطلقت الرصاص المطاطي لمنع المجموعات في الصفوف الأولى من كسر الترسانة الأمنية وتعرض البعض لاصابات.

واتهم خالد القوات الامنية بتعمد اطلاق هذا الرصاص تجاه المتظاهرين وإصابتهم بالاعاقة الدائمة او الموت في بعض الحالات.

ويأتي الموكب المركزي في العاصمة السودانية بعد ساعات من التوقيع على ميثاق سياسي تبنته تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم شددت فيه على رفض الشراكة والتفاوض مع قادة الجيش والعسكريين.

ويرفض العسكريون تسليم السلطة إلى المدنيين و أطاحوا بالحكومة المدنية في 25 أكتوبر الماضي وأدت هذه الإجراءات الى حرمان السودان من قروض دولية قيمتها أكثر من ملياري دولار في بلد يعاني من اقتصاد متدهور.

كما قتلت القوات الأمنية نحو 94 من المتظاهرين خلال نصف عام واصابة أكثر من 4 آلاف شخص أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري واعتقال المئات بحسب منظمات مستقلة.

بينما جاء الوضع الأمني مختلفا في مدينة بورتسودان التي شهدت خروج موكب رئيسي باسم الحرية للمعتقلين في سجونها في هذه المدينة الساحلية على البحر الأحمر شرقي البلاد.

وذكر شهود عيان لـ(عاين)، أن القوات الأمنية أطلقت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في وسط بورتسودان وأن عناصر ترتدي الزي المدني أطلقت الرصاص الحي.

وقال بشرى وهو عضو في لجان المقاومة بمدينة بورتسودان لـ(عاين)، إن الشرطة الأمنية اعتقلت نحو عشرة متظاهرين من الموكب المركزي وسط المدينة إلى جانب قمع مفرط ضد المحتجين السلميين وضربهم بالهراوات.

ونقل شهود ان قوات أمنية بزي مدني عمدت على اعتقال متظاهرين وارغامهم على ركوب سيارات صغيرة بلوحات مدنية.