السودان: مئات الالآف يحتلون الشوارع لإستكمال مهام الثورة
21 أكتوبر 2021
احتل مئات الالآف من السودانيين اليوم الخميس شوارع مدن البلاد المختلفة لاسيما العاصمة الخرطوم للمطالبة باستكمال مهام الثورة السودانية والتنديد بتحركات العسكريين للاستيلاء على السلطة. في وقت استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق متظاهرين قرب مقر البرلمان في مدينة أم درمان.
وأدى استخدام الشرطة للرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لإصابة 21 من المتظاهرين بينهم الصحفي بجريدة الديمقراطي، أحمد حمدان. ولجأت الشرطة لتفريق المتظاهرين بالقوة عندما حاولوا عبور جسر النيل الابيض من ام درمان باتجاه الخرطوم.
وبينما تباينت شعارات الجموع التي احتلت شوارع المدن السودانية اليوم الخميس في ذكرى ثورة 21 أكتوبر 1964، توزعت بين إكمال مهام الثورة السودانية وانهاء الشراكة مع العسكريين، طالب محتجون بدعم الحكومة الحالية.
ودعا أعضاء لجان مقاومة خاطبوا مواكب شرقي العاصمة المحتشدين ودعوهم بالعودة إلى الاحياء لبداية التنظيم الفعلي والبناء القاعدي لجهة ان لجان المقاومة لا تفوض احد لحكم البلاد بحسب ما رصد فريق (عاين).
وسيرّ الآلاف في ولايات دارفور وعدد من مخيمات النازحين مواكب مماثلة، فيما خرجت مواكب أخرى بمدن القضارف وعطبرة وعدد من البلدات رددت هتافات تطالب بتنحي رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
إبعاد مجموعة القصر
ولم تقتصر الهتافات على مطالبة البرهان بالرحيل بل شملت وزير المالية جبريل إبراهيم وهو قائد حركة مسلحة أبرمت اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية إلى جانب مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول وهذه المجموعة تدعم إعتصام القصر المستمر منذ السبت الماضي والذي يطالب بحل الحكومة الانتقالية وتكوين أخرى جديدة.
وقالت مريم عثمان 23 عاما والتي شاركت في الاحتجاجات السلمية اليوم الخميس لـ(عاين) إن الحشود التي خرجت اليوم تمثل نقطة فارقة في التحول الديمقراطي. وقال إن المكون العسكري إذا حاول فرض سياسة الأمر الواقع سيواجه بسيول بشرية تفرض إدارتها على الجميع لتحقيق الحكم المدني ولفت إلى ان السودانيين لن يقبلوا عودة الاستبداد العسكري بعد الإطاحة بنظام عمر البشير.
فيما بدت السيدة نفيسة الأمين 67 عاما أكثر اطمئنانا على تحقيق الثورة لاهدافها بالكامل بعد مشاركتها اليوم في مواكب دعم الانتقال. وقالت الأمين لـ(عاين)، “الثورة ستستمر وتنتصر بتحقيق الحكم المدني الكامل”.
أما أحمد حسن 27عاما والذي شارك في الاحتجاجات شكى في مقابلة مع (عاين) من بطء العدالة. وقال إن الحكومة المدنية تأخرت في تحقيق العدالة ولم تجري إصلاحات على المؤسسات العدلية، مشيرا إلى أن ما دفعه للتظاهر هو المطالبة بالقصاص من قتلة شهداء مجزرة القيادة العامة.
رئاسة السيادي
وفي أول رد فعل سياسي على تلبية مئات الآلاف من السودانيين دعوات الإحتجاج على المكون العسكري والمجموعة المتحالفة معه أكد جعفر حسن المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير في تصريحات صحفية إن الحشود خرجت لتعبر عن رغبتها في انتزاع سلطة مدنية كاملة و أيلولة رئاسة مجلس السيادة إلى المدنيين.
وأشار حسن، إلى ضرورة تنفيذ المطالب المتعلقة بدمج الجيوش وإنهاء ظاهرة القوات العسكرية المتعددة موضحا أن المقارنة معدومة بين الحشود المؤيدة للحكم المدني وحشود اعتصام القصر الرئاسي المناوئة للحكومة المدنية.
فيما حاصر المحتجون وزير الصناعة إبراهيم الشيخ وهو قيادي بارز في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أثناء مشاركته في الاحتجاجات التي خرجت اليوم بشارع رئيسي شرق العاصمة.
واضطر الشيخ، إلى الرد على اسئلة المحتجين بشأن بطء قضايا الثورة وعدم تحسين الوضع المعيشي. وقال إن اغلاق موانئ بورتسودان انعكس سلبا على الوضع المعيشي.
لكن الشيخ، تعهد بتوفير آلاف الوظائف للشباب موضحا أن البلاد حصلت على تمويل دولي بقيمة 100 مليون دولار لتمويل مشاريع خاصة بالشباب.
من جهته ذكر عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، أحمد حضرة في تصريحات لـ(عاين) أن الحشود التي خرجت اليوم عبرت عن رغبتها الأكيدة في حماية الانتقال وإيقاف تمدد العسكريين لدرجة المطالبة بحل الحكومة الانتقالية.
وأشار إلى أن قوى الحرية والتغيير لن تتنازل من موقفها بأيلولة رئاسة مجلس السيادة إلى المدنيين في الموعد المحدد.
تحركات مكثفة
وأوضح حضرة أن خلية الأزمة التي شكلها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من الأطراف الثلاثة لا تزال تستمر في المشاورات لتقريب وجهات النظر متوقعا حصول المدنيين على نقاط مهمة بتسريع تنفيذ البنود المعطلة.
بينما رأى المتحدث الرسمي باسم تجمع المهنيين الوليد علي احمد في تصريحات لـ(عاين) أن مئات الآلاف الذين خرجوا اليوم يجب أن يستمروا في وضع تطورات جديدة بإنهاء الشراكة بين المكون العسكري والمدني.
وأشار أحمد، إلى أن الآلاف الذين خرجوا اليوم يتجاوزون مفهوم الشراكة لكن هناك قوى تريد أن تحدد سقوفات لا تتجاوز إنهاء الشراكة مشددا على ان تصرفات المكون العسكري لا تؤهله ليكون شريكا وقال : “لن يسلم السلطة الى المدنيين الى تحت ضغط الجماهير في الشوارع وها هي خرجت وهذه فرصة يجب استغلالها جيدا”.