مواقف متباينة لنازحي دارفور من المشاركة في مفاوضات (جوبا)
تباينت وجهات نظر النازحين بمخيمات اللاجئين بإقليم دارفور غربي السودان، حول مشاركتهم في المفاوضات المنعقدة بدولة جنوب السودان بين مؤيد ومعارض لطريقة اختيار ممثلين للنازحين في المفاوضات التي ابتدرتها لجنة مشتركة بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية في المخيمات.
وقال القيادي الأهلي في مخيم كساب بشمال دارفور آدم جمعة داؤد لـ(عاين)، ان النازحين يرفضون لاي جهة ان تتحدث باسمهم في المفاوضات. واضاف “لن نكون داعمين لمحاصصات قادمة”. وأشار إلى ان وفد الجبهة الثورية جاء الى بعض مخيمات النازحين بولاية شمال دارفور بغرض اقناع النازحين بالمشاركة في مفاوضات جوبا دون اذن او تنسيق مع قيادات المعسكرات.
واكد داؤود، ان النازحين في المخيم انهم رافضين لم يفوضوا جهة للتفاوض باسمها في جوبا، وان قضاياهم ومطالبهم معلومة وسلموها لبعثة اليوناميد ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك في زيارته الأخيرة لشمال دارفور. واضاف آدم، “لن نقبل بتكرار التجارب السابقة باسم النازحين.. من أراد التفاوض مع الحكومة فليذهب ولكن نحن لن نكون طرفا في مثل هذه المفاوضات ولن نكون جسرا للباحثين عن وظائف”.
وعلى الصعيد نفسه، رحب عدد من مشايخ مخيمات كبكابية بشمال دارفور بتمثيل النازحين في منبر تفاوض جوبا مؤكدين في بيان لهم تحصلت (عاين) على نسخة منه، انهم مع السلام ويؤيدون منبر السلام بجوبا ويسعون لتحقيق مطالب النازحين واللاجئين عبر كل المنابر الممكنة لتحقيقه واسترداد الحقوق المسلوبة التي كان سببها حكومة النظام البائد والذي حول الشعب السوداني إلى نازحين ولاجئين في المعسكرات .
وأشار البيان إلى ان المفاوضات الجارية في جوبا تختلف عن سابقاتها من الاتفاقيات التي أبرمت مع نظام البشير وان الحكومة الانتقالية عازمة على حل الازمة السودانية.
وكانت الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية اتفقتا على تشكيل لجنة مشتركة تغادر إلى معسكرات النازحين بدارفور واللاجئين بدول الجوار لإختيار من يمثلهم في التفاوض، وستقوم اللجنة برفع تقريراً كاملاً لطرفي التفاوض.
فيما رفض شيخ معسكر كلمة بجنوب دارفور، آدم سليمان، مايجري حول اختيار ممثلين للنازحين للمشاركة في جوبا. وقال لـ(عاين)، “نحن سلمنا مذكرة لبعثة اليوناميد في وقت سابق تندد بعمل اللجنة المشتركة واجبار النازحين بالقوة ليكونوا جزء من مفاوضات جوبا، وكتبنا وتحدثنا عن رؤيتنا للحل ومطالبنا التي تتمثل في خمسة نقاط هي محاكمة المجرمين وتسليم المطلوبين للجنائية ونزع سلاح مليشيات الجنجويد مع اعادة المنظمات الدولية التي طردها المجرم البشير وطرد المستوطنين الجدد من اراضي وحواكير النازحين واللاجئين والتعويضات الفردية والجماعية للنازحين واللاجئين والعودة الى مناطقنا الاصلية التي طردنا منها”.
إلى ذلك، قال الناشط المدني بمخيم زمزم 15 كليو متر جنوب مدينة الفاشر، الدومة محمد احمد لـ (عاين)، إن اللجنة قسمت مخيم زمزم إلى أربعة محاور تم خلاله إختيار 15 ممثلاً عنهم للمشاركة في المفاوضات. واشار الى ان مسار دارفور في مفاوضات جوبا نص على ضرورة مشاركة النازحين واللاجئين في التفاوض، وإن عملية اختيار المشاركين بالمخيم تمت بطريقة سلسة وبتوافق تام من قبل جميع النازحين.
من جهته، قال القيادي الاهلي بمعسكر “رواندا” في محلية طويلة موسي ابكر، لـ (عاين)، إن اللجنة المشتركة بين الحكومة والجبهة الثورية عقدت معهم اجتماعاً موسعاً حيث اتاحت لهم الفرصة للتشاور واختيار ممثليهم على ان يقوموا بإرسال الأسماء في وقت لاحق بغرض الاعتماد النهائي للمشاركة في منبر التفاوض في جوبا.
في وقت قال شيخ مخيم كريدنق بغرب دارفور، عبدالرازق احمد، لـ(عاين) “قضيتنا ليست مرهونة للبيع ونحن صبرنا على كل الظروف منذ 2003 وسوف نصبر الى ان تتحقق كل مطالبنا العادلة”.