السودان: معارك شرسة في أم درمان تشل حياة المدينة الهادئة نسبياً
عاين-5 يوليو 2023
تعيش مدينة أمدرمان غربي العاصمة السودانية تحت وطأة معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع على مدار ثلاثة أيام خلّفت عشرات القتلى والجرحى وسط المدنيين.
وكانت المدينة تعيش حالة هدوء نسبية طوال الفترة التي أعقبت نشوب الحرب، بدأت أمدرمان تمضي على خطى مدينتي الخرطوم وبحري شمال العاصمة واللتين لحقهما دمار كبير جراء القصف الجوي والمواجهات العسكرية بالأسلحة الثقيلة.
ونقلت غرف الطوارئ ومجموعات شبابية تطوعية واقع مأساوي لمدينة أمدرمان التي تعرضت للقصف بالطائرات والمدافع جراء مواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وخلفت مواجهات أمدرمان 5 قتلى على الاقل وسط المدنيين بينها 3 حالات في امبدة الحارة السادسة والبقية في بيت المال وأبو روف (منطقة أم درمان القديمة)، إلى جانب عشرات المصابين تم إسعافهم إلى مستشفى النو التعليمي، وذلك بحسب ما نقلته لجان المقاومة في تلك المناطق عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال مصدر طبي لـ(عاين)، إن مستشفى النو يواجه نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية المنقذة للحياة والشاش والبنج في ظل وصول أعداد كبيرة من المصابين مما دفع إلى إجراء العمليات الصغيرة دون تخدير. ويضيف: “توفيت بعض الحالات المصابة التي وصلت إلى مستشفى النو بسبب العجز عن تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها”.
وكانت غرفة طوارئ أمدرمان القديم أطلقت نداء استغاثة بشأن مستشفى النو التعليمي الذي قالت بأنه يواجه نقص في الكوادر والأدوية مع توافد الإصابات الناجمة عن المعارك العسكرية وأن الوضع فيه أصبح كارثياً يستلزم تدخل المنظمات الدولية لإنقاذ ومساعدة المرضى.
وعلى الدوام تطلق غرف الطوارئ ولجان المقاومة في أحياء مدينة أمدرمان نداءات للسكان بضرورة التزام منازلهم وإغلاق النوافذ كاحترازات هامة تجاه الاشتباكات العسكرية.
تحليق للطيران
وقال الفاتح محمد علي – أحد سكان ضاحية امبدة “عشنا لحظات عصيبة خلال يوم أمس الثلاثاء حيث شهدت منطقتنا مواجهات غير مسبوقة، كان الجميع مرعوبا نتيجة القصف المتواصل بالطائرات والمدافع وشتى أنواع الأسلحة”.
ويضيف في حديثه لـ(عاين): “شهدنا هدوء نسبي اليوم الأربعاء، وبدأ الناس في الخروج نحو المتاجر القريبة للحصول على المواد الغذائية والخبز، وعند منتصف اليوم عادت خطوط المواصلات في بعض المناطق الطرفية في أمدرمان”.
فيما أفادت ميسم عبد العظيم من سكان منطقة كرري شمالي العاصمة بأن منطقتها لا تزال تشهد تحليق مكثف للطائرات الحربية دون تنفيذ غارات جوية، مع سماع أصوات متقطعة من الرصاص من وقت لآخر. وقالت ميسم، وهي عضوة في لجان المقاومة لـ(عاين) “الكل خائفون بعد أن شهدت المدينة يوم دام سقط خلاله قتلى وجرحى. يجب أن تتوقف هذه الحرب لأن تكلفتها تزداد يوماً بعد يوم”.
وكانت المعارك العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع تركزت في المنطقة الصناعية بالسوق الشعبي ومقر شرطة الاحتياطي المركزي المجاور، بينما نفذ سلاح الجو التابع للجيش غارات تسببت في قتل مدنيين في منطقة بيت المال و امبدة الحارة السادسة قبالة شارع الردمية، وتدمير عدد من المنازل.
وبحسب شهود (عاين) فقد أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الاحتياطي المركزي أمدرمان وتقدمت نحو 3 كيلومترات شمالا، وشوهدت ارتكازاتهم تقف قبالة حديقة أمدرمان الكبرى، بينما تراجع الجيش شمالاً باتجاه منطقة الثورات.
وتضم أمدرمان مناطق عسكرية استراتيجية مثل سلاح المهندسين وقاعدة وادي سيدنا للطيران الحربي والتي ما يزال الجيش السوداني يحتفظ بها نقاط قوة ويسعى لقطع تقدم قوات الدعم السريع نحوها.