هدوء في السودان بعد يومٍ دامٍ حصد أرواح 16 مدنياً

5 مايو 202‪3
شهد السودان اليوم الجمعة، هدوء الأحوال الأمنية وذلك بعد يوم دام عاشته العاصمة الخرطوم ومدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان إثر معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع سقط خلالها 16 قتيلاً من المدنيين وجرح 88 آخرين.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان إن المواجهات التي دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الأبيض أمس الخميس، سقط على إثرها 12 من المدنيين بينهم 7 أطفال واصابة 25 اخرين، بينما قتل 4 مدنيين وبالاضافة الى 63 اخرين خلال المعارك العنيفة بين الطرفين في العاصمة الخرطوم في ذات.
وأضافت اللجنة في بيان صحفي اطلعت عليه (عاين) إن حصيلة الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاعه في منتصف ابريل الماضي ارتفعت الى 473 شخصاً من المدنيين والاصابات الى 2454 شخصاً.
وأحصت لجنة الأطباء 100 قتيل من المدنيين جراء الاشتباكات التي دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور وتحولت الى صراع قبلي، لافتة إلى أن هذه الحصيلة لا تعكس العدد الفعلي لضحايا هذا النزاع.
ونقل شهود من مناطق متفرقة في الخرطوم لـ(عاين) حالة من الهدوء ولم تسجل أي مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع بما في ذلك المناطق الحيوية، بينما شاهد سكان في غرب أمدرمان تحليق طائرات حربية في سماء المدينة وسط أصوات متقطع تصدر من مضادات أرضية.
يأتي ذلك بعد هدنة إنسانية أعلن الجيش وقوات الدعم السريع الالتزام بها لمدة 72 ساعة ابتداء من اليوم الجمعة، وذلك استجابة لنداءات دولية لأغراض إنسانية واجلاء الرعايا الأجانب. وتكثف أطراف دولية جهودها مع طرفي الصراع لدفعها الى طاولة مفاوضات بغرض الوصول الى وقف دائم لإطلاق النار.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقع أمس الخميس، امر تنفيذي يقضي بفرض عقوبات على الشخصيات المتورطة في استمرار الحرب في السودان، والذي يمهد لتجميد وحجز الأصول والأموال الخاص باي مسؤول عن تغذية الصراع المسلح بعد تسمية الأشخاص في وقت لاحق من مراحل هذا القرار.
وقادت الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف ابريل الماضي، الى تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية، إذ خرجت 72% من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، كما اشتعلت أسعار مجمل السلع الاستهلاكية والذي فاقم الازمة المعيشية للمواطنين في ظل توقف الأعمال في كافة القطاع، وتوقف صرف الرواتب للعاملين في الدولة.
واتسع نطاق النهب والسلب، فبعد أن طال متاجر ومصارف مؤسسات عامة وخاصة في انحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم، تمدد بشكل متسارع الى الطرق القومية المؤدية الى الولايات الأمر الذي يهدد حركة الفارين من جحيم الحرب في العاصمة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” حذرت يوم الجمعة، من أن المعارك الدائرة في السودان منذ ثلاثة أسابيع تحصد أرواح أطفال باعداد كبيرة مرعبة، مشيرة الى تقارير تفيد بسقوط 7 أطفال كل ساعة بين قتيل وجريح.
وقالت المنظمة انها تلقت تقارير من شريك موثوق به – لم تتحقق من الأمم المتحدة بشكل مستقل بعد – تفيد بان 190 طفلا قتلوا و1700 اخرين أصيبوا بجروح خلال 11 يوما فقط من القتال الذي بدا 15 ابريل الماضي.