سكان “الخرطوم” تحت الحظر..إستجابة واسعة تصحبها مخاوف

سكان "الخرطوم" تحت الحظر..إستجابة واسعة تصحبها مخاوف

تقرير:18 أبريل 2020م

يخشى المواطن، بكري عبد الباقي، بان لا يتمكن من الصمود حتى نهاية الفترة المحددة بثلاثة أسابيع للحظر الكلي للتجوال السودانيين في انحاء العاصمة الخرطوم والذي بدأ تطبيقه اليوم السبت تجنباً لانتشار فايروس كورونا. ويقول عبد الباقي وهو احد سكان حي الحلة الجديدة العريق في العاصمة، ” أسرتي لديها الكثير من المتطلبات اليومية..الحصول رغيف الخبز امر يتطلب الخروج والوقوف فى الصفوف الطويلة لساعات”.

و”بكري عبد الباقي” واحد من ملايين السودانيين ممن يقطنون العاصمة وتجابه نسبة كبيرة منهم اوضاعاً اقتصادية صعبة، ومع ذلك يؤكدون ان خطوة الحظر لابد منها لمجابهة المرض، لكن على الحكومة ان تساعد المواطنين حتى يتمكنوا من اجتياز فترة الحظر التي وصفوها بالطويلة”. وقال “محمد حمزة” أنه صاحب مهنة حرة وسيستغل فترة السماح للعمل فى منطقته حتى يتمكن من توفير مصروف اسرته اليومي، فيما قالت الموظفة شادية احمد، من امام احدى المتاجر، انها اتت لشراء بعض المواد التموينية لكن الاسعار مرتفعة وغير ثابتة ويصبح من الصعب على المواطنين البقاء فى منازلهم فى ظل هذا الوضع.

 

استجابة واسعة

واستجاب ملايين السودانيين في العاصمة الخرطوم اليوم السبت لتطبيق القرار الحكومي بحظر التجوال في ولاية الخرطوم من الواحدة ظهراً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي ولمدة ثلاثة أسابيع لوقف التفشي المجتمعي لفايروس كورونا والذي سجل صباح اليوم اعلى معدل إصابة  منذ بداية إنتشار المرض فى السودان حيث بلغ عدد الإصابات 30 حالة و٤ حالات وفاة ليبلغ العدد الكلي لحالات الإصابة بالفيروس منذ بداية الوباء ٦٦ حالة، متضمنة ١٠ وفيات .  

وشهدت الأسواق فى المحليات الولاية صباح اليوم السبت في الفترة الزمنية المسموح فيها بالتجول حركة عادية فيما تباينت حركة المرور بين مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم ، وام درمان والخرطوم بحري.

وأغلق السوق العربي وسط الخرطوم -احد اكبر الاسواق- بشكل تام ، وتوقفت الحركة بوسط الخرطوم بإستثناء المركبات التي تحمل تصاديق للحركة، ولكن يختلف الامر داخل المحليات والأحياء حيث  شهدت أسواقها حركة بيع وشراء إعتيادية بينما خفت حركة المرور بنسب متفاوتة وذلك خلال مدة السماح التي تتيح التحرك الداخلي ، وكانت أغلب تحركات المواطنين لأجل أخذ دورهم في الصفوف للحصول على الخدمات الرئيسة من الوقود والخبز.

سكان "الخرطوم" تحت الحظر..إستجابة واسعة تصحبها مخاوف

الخبز يهزم الضوابط

ورصدت جولة (عاين) في أحياء جنوبي العاصمة، حركة كثيفة للمواطنين في المحلات التجارية المطلة على الشوارع الرئيسية، لكن هذه الحركة توقفت تماما بعد الساعة الواحدة موعد سريان الحظر، عدا وقوف المواطنين امام المخابز طلباً للخبز السلعة النادرة هذه الايام في العاصمة السودانية.

وأصدرت سلطات ولاية الخرطوم، اليوم السبت موجهات جديدة لتطبيق الحظر الشامل والاغلاق التام بالعاصمة.وحظرت الولاية عمل بائعات الشاي, كما منعت تزويد وسائل المواصلات بالوقود، ووجهت المساجد بالالتزام الصارم بقرار وزير الارشاد والاوقاف القاضي بتعليق الصلوات بجانب.تشديد الرقابة في نقاط العبور للولايات ومنع اي نشاط تجاري او خدمي اثناء فترة السماح والتي تبدأ من الساعة السادسة صباحا وحتى الواحدة ظهرا ما عدا البقالات ومحلات الخضروات واللحوم ومراكز توزيع الغاز والصيدليات.

وعقد الوالي المكلف يوسف آدم الضي اجتماعا اليوم مع معتمدي محليات الولاية بحضور أمين عام الحكومة حيث أمن الاجتماع على ان الاولوية  في الوقت الراهن ستكون لمتابعة تنفيذ الإجراءات التي أعلنتها اللجنة العليا للطوارئ، وشدد الوالي على ضرورة الالتزام بتطبيق الحظر بشكل كامل دون تساهل ووضع ضوابط صارمة لمنح تصاريح المرور بالاضافة الى مضاعفة الجهود لتوفير السلع الضرورية للمواطنين بمواقع سكنهم وهي الخبز والغاز واللحوم والخضروات والدواء فيما اصدر الاجتماع عددا من القرارات على رأسها تفعيل المرسوم الصادر من رئيس مجلس الوزراء وتطبيق العقوبات التي نص عليها في مواجهة المخالفين للمرسوم .

وأعلنت  وزارة الصحة السودانية  صباح اليوم السبت عن تسجيل (30) حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، إضافة إلى 4 وفيات جديدة ، وأوضحت ، في بيانها، أن التقارير الوبائية أظهرت أن (27) حالة في العاصمة، وبلغت الحالات في الولايات الأخرى ٣ حالات، بواقع حالتين من ولاية النيل الأبيض، وحالة من ولاية الجزيرة، أما الوفيات الأربعة، فهى لسيدتين ورجلين من ولاية الخرطوم .

وأشارت الصحة السودانية  إلى بدء تطبيق الإغلاق الكامل في كل أنحاء ولاية الخرطوم اليوم السبت ولمدة ٢١ يوما، موضحة أن الإغلاق الكامل يهدف إلى تقليل فرص انتشار المرض ، وشددت على أهمية إلتزام المواطنين بتطبيق واتباع الإرشادات الوقائية والتبليغ الفوري عن حالات الاشتباه، لكي يتحقق الهدف من القرار.