المئات يحيون ذكرى مجزرة بحري والشرطة تقمع موكب أمدرمان

 17 أبريل 2022

اعترضت قوات الأمن في العاصمة السودانية مئات المحتجين وهم في طريقهم من أمدرمان إلى الخرطوم بحري عبر جسر شمبات اليوم الأحد للمشاركة في تظاهرات مناوئة للانقلاب العسكري وإحياء ذكرى مجزرة الخرطوم بحري 17 نوفمبر الماضي.

وعقب وصول المحتجين قرب جسر شمبات الذي يربط مدينتي الخرطوم بحري وأمدرمان غربي العاصمة السودانية أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع وتفرق المحتجون إلى الأحياء الداخلية.

قمع عنيف

وقال شاهد لـ(عاين)، إن “القوات الأمنية أطلقت قنابل الغاز لمنع عبور المتظاهرين من أمدرمان إلى الخرطوم كما أطلقت الرصاص المطاطي ووقع شخص على الأقل مصابًا برصاص سلاح الخرطوش”.

وقال المتحدث باسم لجان مقاومة كرري بأمدرمان عثمان حسين لـ(عاين)،  إن موكب أحياء أمدرمان تعرض لقمع عنيف قرب جسر شمبات مؤكدا وقوع إصابات بالرصاص المطاطي “الخرطوش” ونقلوا إلى المستشفى.

وكان حزب الأمة القومي “أحد أحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير” طالب القوات النظامية بحماية المتظاهرين في موكب 17 أبريل بالخرطوم بحري شمال العاصمة اليوم لإثبات حسن النوايا للتوافق السياسي وفق ما قال قائد الانقلاب أمس الأول.

وذكر المتحدث باسم لجان مقاومة كرري عثمان حسين، أن العنف لن يتوقف تجاه المتظاهرين مهما أعلن العسكريين قبول المبادرة وما حدث اليوم يثبت صحة موقف تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة والولايات برفض الشراكة والتفاوض.

وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن قبول العسكريين للمبادرة تؤدي إلى تسوية سياسية مع القوى المدنية وذلك في حفل إفطار جماعي بمدينة أم درمان مساء الجمعة.

رفض بقاء العسكريين 

بينما تجمع الآلاف في تقاطع المؤسسة بالخرطوم بحري شمال العاصمة مساء اليوم لإحياء ذكرى “مجزرة الخرطوم بحري 17 نوفمبر” وفي ذلك اليوم فتحت القوات الأمنية النار على المتظاهرين وأحصت لجنة الأطباء مقتل 15 شخصا.

وردد المتظاهرون في الخرطوم بحري هتافات مناهضة للحكم العسكري وطالبوا بنقل السلطة إلى المدنيين.

وقالت خالدة صابر التي شاركت في موكب الخرطوم بحري لـ(عاين)، إن الآلاف تظاهروا في تقاطع رئيسي وأحيوا ذكرى المجزرة التي أودت بحياة 15 من المتظاهرين السلميين.

وذكر متحدثو لجان المقاومة في المنصة الرئيسية أن الوضع الأمني والاقتصادي يتطلب من المدنيين التحالف والانخراط في وحدة القوى الثورية.

وقال رماح الذي شارك في تظاهرات الخرطوم بحري إن الإحتجاجات مستمرة رغم الإرهاصات التي تتحدث عن تسوية مرتقبة بين المدنيين والعسكريين مشيرا إلى أن أي تسوية لا تتطرق للعدالة ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات وإنهاء وجود مليشيات الدعم السريع مرفوضة تماما.

وأضاف : “لا يمكن تكرار تجربة الفترة الانتقالية قبل الانقلاب إذا كانت هناك توجهات لتسوية جديدة يجب أن تضع أجوبة حول قوات الدعم السريع والعدالة ومحاسبة المتورطين في قتل المدنيين قبل وبعد الانقلاب العسكري”.

ومنذ أن نفذ قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان الانقلاب العسكري والاطاحة بالحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك يتظاهر آلاف السودانيين ضد الحكم العسكري وقتل نحو (94) شخصا برصاص قوات الأمن بحسب لجنة الأطباء المركزية.