المدن السودانية تواصل الانتفاض والمعارضة تتهيأ للعصيان
تقرير عاين :14يناير 2019
انتظاماً في التظاهرات المنادية بإسقاط الحكومة السودانية خرج طلاب مدارس امبدة مطالبين باسقاط الحكومة، كما نفذ الصحفيين وقفة احتجاجية بصحيفة الجريدة احتجاجاً على مصادرتها واعتقال عدد من الصحفيين، وكان الآلاف قد خرجوا مطالبين بإسقاط الحكومة في احتجاجات سلمية في مختلف مدن السودان قابلتها كـ”العادة” الحكومة السودانية بعنف مفرط تفاوتت وسائله بين إطلاق رصاص حي والغاز المسيل للدموع وخرجت مدن بحري بالعاصمة القومية. ومدن نيالا- مدني- الفاو -دنقلا، وقرية اشري. وكانت الدعوة أطلقت من قبل “تجمع المهنيين السودانيين للخروج يوم الأحد في تظاهرات بمدينة بحري وعدد من المدن السودانية فيما أطلق عليه يوم الشهداء.
وأكدت المدن المختلفة بضرورة تنحي الحكومة السودانية، كما قامت السلطات السودانية باعتقال العشرات من المواطنين حيث تم اعتقال الصحفي محمد عبد الماجد وعدد من الأطباء. وتعتبر احتجاجات يوم أمس التي انتظمت السودان غرباً وشرقاً، شمالاً ووسطاً، هي الاقوى من حيث الحشد الجماهيري وفقا لمراسلي شبكة (عاين). وأكدت مصادر طبية لـ (عاين) سقوط عدد من الجرحى أحدهم بالرصاص الحي في مدينة بحري فيما أكدت نقابة أطباء السودان وقوع اعتداءات على عدد من المستشفيات في بحري ومدني، وفي الأثناء تم اعتقال العشرات في مدينتي نيالا والفاشر في دارفور التي انضمت اليوم للتظاهرات. واتهم أطباء القوات الامنية باطلاق الغاز المسيل للدموع داخل مجمع طبي ببحري.
وعقب مواكب 13 يناير أعلن تجمع المهنيين وقوى المعارضة في السودان الاستعداد للانتقال لمرحلة حاسمة بالتحول إلى تنفيذ العصيان المدني الشامل واحياء تظاهرات ليلية بكل من من منطقتي الثورات والكلاكلات الأكثر اكتظاظاً بالسكان فضلاً عن موكب ظهر الخميس يتحرك صوب القصر الجمهوري.
طلاب امبدة في الشارع
شهدت محلية امبدة منطقة تقاطع ود البشير عمليات كر وفر بين طلاب المدارس وأفراد الشرطة بعد أن هتف الطلاب بإسقاط الحكم القائم في البلاد وكشف مراسل (عاين) عن ضخامة التظاهرات وسط طلاب المدارس مما ادى الى اغلاقها فوراً كاشفاً عن حملة قوية وسط أولياء امور الطلاب تطالب باغلاق المدارس خاصة وأن السلطات تمارس ظلت تمارس كافة أشكال العنف ضد المتظاهرين. من جهة اخرى نفذ شبكة الصحفيين السودانيين وقفة احتجاجية بمقر صحيفة الجريدة، وقام جهاز الأمن بمداهمة الصحيفة وأقتاد عدد من الصحفيين على رأسهم مالك الصحيفة ورئيس تحريرها الى مكاتب الامن السياسي ببحري وترجع أسباب الوقفة احتجاجاً على مصادرة عدد الصحيفة الذي ركز على تغطية مظاهرات 13 يناير التي انتظمت عدد من المدن.
قمع قبل البدء
كان يوم امس هو الأبرز في التظاهرات التى انطلقتقبل الموعد المضروب بنحو ساعة، حيث فاجأت قوات الشرطة عدد كبير من المارة و المتجمعين في محيط المحطة الوسطى بحري. المكان المحدد لانطلاق الموكب بإطلاق الغاز المسيل للدموع، الذي قابله المتظاهرون الذين كانوا في انتظار الموعد المحدد لانطلاق الموكب بـ هتافات داوية “حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب”. لكن قوات كبيرة داهمتهم وعمدت على ضرب المتجمعين بالعصي والهروات واعتقال بعضهم.
إنطلاقة مبكرة
مثل هذا المشهد انطلاقة مبكرة لموكب مدينة بحري المعلن ليوم الأحد، في مناطق عديدة من أحياء المدينة. بعد إغلاق قوات متنوعة للمحطة الوسطي بالكامل، وتحويل مسارات الطرق الى الشوارع الجانبية مع انتشار كبير للمتظاهرين داخل الأحياء التي أغلقوا ممراتها بالكتل الخرسانية وفروع الأشجار؛ ومع ذلك طاردتهم قوات الأمن كما أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع.
وعلى الرغم من أن المنطقة تحولت الى ما يشبه الثكنة العسكرية، الى ان تحديا وإصرارا على التظاهر ابداه المحتجون ولجأوا الى الاحياء وساحاتها الداخلية للتظاهر،وعلت هتافات عديدة في عدد من هذه الاحياء وقد سارعت الشرطة الى إخمادها. ووفقاً لمراسل (عاين) الذي تجول في أحياء عديدة ببحري، فإن المنطقة حول المحطة الوسطى ومستشفى بحري شهدت هي الاخرى طوقاً امنياً، وعلق في اجواءها دخان كثيف اثر اطلاق قوات الشرطة للغاز المسيل للدموع.
إعتقالات عشوائية
ونقل شاهد لـ(عاين)، بان تجمعاً كبيراً للمتظاهرين اتجه من المحطة الوسطى باتجاه الغرب ناحية المستشفى؛ تصدت له الشرطة بالغاز المسيل للدموع واعتقلت عدد من المتظاهرين، وعمدت على ضربهم بالهراوات واعقاب البنادق، فيما رصد مُراسلونا، اعتقالات عديدة للمحتجين نقلو عبر سيارات قوات الدعم السريع الى مقر جهاز الأمن السياسي بحلة خوجلي مع اعتداءات عليهم من قبل القوات المعتقلة.
قوات بزي مختلف
بإتجاه حي الدناقلة ارتفع دخان كثيف في المنطقة بعد أن أضرم متظاهرون النار في إطارات سيارات قديمة على شارع المدارس قرب جامعة الزعيم الازهري، وهتف المتظاهرون لنحو ربع ساعة على الشارع الرئيس قبل أن تهاجمهم قوات امنية مختلفة ومتعددة الأزياء لكنها تتفق في نوع التسليح وإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
إطلاق رصاص حي
وفي هذه المنطقة رصدت (عاين) عمليات اطلاق نار في الهواء تنبعث من سطح مبنى عال قرب المنطقة، فيما أكد شهود من المدينة انه وفي وقت مبكر من الصباح انتشر عدد كبير من الأفراد المسلحين على البنايات العالية القريبة من أماكن التجمعات اضافة الى القوات الموجودة بشكل كبير في كل التقاطعات الرئيسية في الأحياء شمال المحطة الوسطى إلى منطقة الحلفاية.
تجمع العشرات من المحتجين في منطقة شمبات جنوب، وهتفوا منددين بأسقاط النظام، بمشاركة عدد كبير من السيدات في المنطقة ورفع المتظاهرون صورا لعدد من شهداء المنطقة وتقدموا نحو الشارع الرئيس إلا أن قوات شرطية هجمت على المتظاهرين واطلقت بكثافة الغاز المسيل للدموع وفرقت جمعهم، لكن تجمعا آخر للمتظاهرين إلتحم مع متظاهرون آخرون قرب المؤسسة واغلقوا الشارع لبرهة قبل ان تطلق عليه الشرطة الغاز المسيل للدموع ايضا والرصاص في الهواء.
ونقل شهودـ، لـ(عاين) ان احياء المزاد والدناقلة والشعبية وحلة حمد وشمبات شهدت احتجاجات مماثلة حتى اوقات المساء وتشهد طرقاتها حالات كر وفر بين المتظاهرين.
مدني حضور وقمع
وفي مدينة ود مدني وسط السودان، خرج المئات من المتظاهرين من ساحة المستشفى التعليمي، مرددين هتافات منددة بسقوط النظام الحكم القائم واتجه المتظاهرون الى السوق الكبير محددين مقصدهم الى مبنى حكومة الولاية على شارع النيل. وقال شاهد لـ(عاين)، ان الموكب انطلق عبر ثلاثة مسارات في طريقه الى مبنى الحكومة الى ان قوات امنية كثيفة قطعت عليهم الطريق وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع واجرت اعتقالات عديدة في صفوف المحتجين.
دارفور
وفي غرب السودان قمعت الأجهزة الأمنية في نيالا مظاهرة انطلقت من تقاطع شارع السينما مع شارع سليمان زكريا وسط المدينة قبل أن تتوغل إلى مقر الحكومة كما كان مخططا لها. واستخدم رجال الأمن العنف المفرط لتفريق المتظاهرين جراء الضرب بالعصي والسياط والخراطيش. قبل أن تعتقل الأجهزة نحو أربعين مشاركا في التظاهرة بينهم نساء يقدر عددهن بسبعة. واستبقت القوات الحكومية المتظاهرين بالتمركز في تقاطع السينما الذي حدده الناشطون لانطلاق مظاهرتهم المعلن مسبقا. واعتقل الأمن كل من المحامي علي آدم علي والموظفة بجامعة نيالا وسعدى زريبة وميسر كنوكنو والدكتور خالد شيخ الدين والدكتور عبد السميع إضافة إلى العشرات. وقالت مصادر متطابقة لـ (عاين) ان الاجهزة الامنية استبقت التظاهرات التي تمت الدعوة لها في مدينة الفاشر وسط المحامين والاطباء وغيرهم من الناشطين.
طرد عضوية المؤتمر الوطني.
محلية الفاو التابعة لولاية القضارف شهدت مظاهرات عنيفة وهتف المتظاهرون ضد نظام الحكم ، وفي الاثناء ندد العشرات بمدينة دنقلا بالولاية الشمالية بسياسات الحكومة مشددين على رحيلها في هذا الشهر حيث ردد المتظاهرين هتافات ” طاير طاير في يناير”. وفي جزيرة شري بالمناصير خرج كافة سكان الجزيرة ضد ما أسموها ” حكومة الفقر والجوع” وتعرض التظاهرات التي بدأت الشرطة وكأنها تحميها ولكن سرعان ما انقلبت على المواطنين بالهراوات مما ادى الى تفريغها وتم اعتقال الاستاذ عوض حامد وتم اقتياده لمنطقة الطوينة رئاسة المحلية بعد أن تم طرد عضوية المؤتمر الوطني خارج الجزيرة وحمل بيان تحصلت عليه “عاين” ممهور بتوقيع شباب جزيرة شري حمل معتمد محلية البحير سلامة المعتقل معلنين فيه أن لابقاء لعضوية المؤتمر بينهم. وفي مدينة بورتسودان خرج مئات المتظاهرين في سوق المدينة مرددين شعارات الثورة وقابلتهم الشرطة والأجهزة الأمنية بالغاز المسيل للدموع، فيما انتشرت رسائل بين المتظاهرين تحدثت عن وجود قناصة في أسطح العمارات.