65 قتيلاً .. مدفعية الدعم السريع تحصد المدنيين بالسودان
عاين- 2 فبراير 2025
قُتل 65 مواطناً واصيب العشرات جراء قصف مدفعي استهدفت به قوات الدعم السريع منطقة شمال أمدرمان ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان غربي السودان.
وقصفت مدفعية قوات الدعم السريع سوق صابرين الواقع شمال مدينة أمدرمان أمس السبت، مما أدى إلى مقتل 56 مواطناً وإصابة 106 آخرين بجروح خطيرة للغاية، مع قابلية زيادة عدد الضحايا؛ لأن بعضهم كان عالقاً تحت الأنقاض، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة السودانية في بيان صحفي. كما قُتل 9 مواطنين في قصف مدفعي للدعم السريع على مدينة الأبيض.
ونُقِل القتلى والجرحى إلى مستشفى النو وسط مدينة أمدرمان، والذي تحول إلى ساحة لسرادق كبير يملأه بكاء عائلات القتلى والمصابين، بينما سعت الأطقم الطبية بإمكانات قليلة في إنقاذ الجرحى، وفق شاهد تحدث لـ(عاين).
وقال وزير الصحة المكلف د. فتح الرحمن محمد الأمين: “نُقِل الجرحى والقتلى إلى مستشفى النو ومستشفيات أخرى، وأُدْخِلَت الحالات الحرجة إلى عمليات عاجلة، بعد استدعاء الجراحين والكوادر الطبية وتوفير أدوية الطوارئ اللازمة، وتجهيز سيارات الإسعاف، وكل ذلك في سبيل إنقاذ حياة المصابين”. وفقا لوكالة السودان للانباء.
مشاهد مروعة
وقال محمد أبوبكر وهو مواطن يسكن في محيط سوق صابرين لـ(عاين): إن “القصف المدفعي تم خلال الفترة النهارية وهو توقيت ذروة سوق صابرين، ويشهد اكتظاظ كبير بالمواطنين”.
ويضيف: “رغم قرب منزلي إلى السوق والذي يبعده ببضعة مترات، لم نسمع صوت انفجار أو قصف، وتلقيت النبأ من وسائط التواصل الاجتماعي، بعدها سارعت بالخروج إلى سوق صابرين وعند وصولي وجدت القوات العسكرية منتشرة في المكان، وفرق الإسعاف تجلى في القتلى والجرحى، كانت مناظر قاسية، حيث تسيل الدماء على طريق الأسفلت، وآخرين تهدمت عليهم المباني”.
وتداول نشطاء مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الضحايا من المدنيين وبائعي الخضروات في سوق صابرين، وهم يسبحون في دمائهم، بعد القصف المدفعي الذي استهدفت به قوات الدعم السريع سوق صابرين.
وأدانت قوى سياسية ومدنية في السودان ما وصفته بالمجزرة بحق المدنيين في سوق صابرين نتيجة قصف مدفعي عشوائي، وحملت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة.
وبعد الدمار الذي شهدته الأسواق والمراكز التجارية في مدينة أمدرمان التي يتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السيطرة عليها، وتحول سوق صابرين إلى مركز تجاري كبير، يخدم ثقلاً سكانياً في منطقة شمال أمدرمان والثورات التي تخضع إلى سيطرة القوات المسلحة السودانية.
واتهمت وزارة الخارجية في الحكومة التي يقودها الجيش من بورتسودان في بيان صحفي “قوات الدعم السريع باستهداف سوق صابرين المكتظ بالمتسوقين عن عمد، قصدت منه إيقاع أكبر عدد من القتلى المدنيين، وهي توجه آليتها العسكرية نحو المواطنين بعد هزائمها للابتزاز وفرض نفسها كطرف سياسي وفي الصراع”.
بدورها أصدرت قوات الدعم السريع بياناً نفت فيه أن تكون قصفت سوق صابرين، والذي قالت إن “مدفعية الجيش قصفته للتغطية على الجرائم التي ارتكبتها في مدينة أم روابة وولاية الجزيرة”.
ضحايا بالأبيض
ما جرى في سوق صابرين يعتبر القصف الثاني من نوعه يُحدث خسائر كبيرة في أرواح المواطنين، إذ سبقه قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على محطة مواصلات الـ17 شمال أمدرمان في ديسمبر الماضي، وأدى ذلك إلى مقتل 65 مواطناً وجرح آخرين، بحسب وزارة الصحة السودانية وقتها.
وليل السبت قصفت قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة عدد من المواقع في مدينة الأبيض عاصمة ولاية غرب كردفان، وهي موقف للشاحنات المحملة بالبضائع قرب حي عرفات شمالي المدينة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها وحرق عدد 4 شاحنات بالكامل، بحسب ما أفاد به شاهد من (عاين).
وطال القصف المدفعي كذلك أحياء الشريف واليرموك شمالي الأبيض، وأدى ذلك إلى مقتل 9 مواطنين وإصابة 23 آخرين على الأقل بجروح أُسْعِفُوا إلى المستشفى، بحسب بيان من حكومة شمال كردفان. وكان القصف يأتي من اتجاه تمركز قوات الدعم السريع ناحية مدينة بارا التي تبعد نحو 50 كيلومتراً شمال مدينة الأبيض.
وسبق القصف المدفعي، استهداف مدينة الأبيض بطائرات مسيرة صباح يوم الجمعة الماضي، وأُسْقِطَت بمحيط قيادة الجيش، ولم يتم تسجيل أي خسائر وسط المدنيين.
وتصعد قوات الدعم السريع القصف المدفعي وإرسال الطائرات المسيرة، بالتزامن مع تقدم للجيش في عدة محاور وفقدانها السيطرة على مواقع مهمة في بحري، وأمدرمان وولاية الجزيرة بما في ذلك عاصمتها ود مدني.