نيران الحكومة والحركات المسلحة على أطراف العاصمة السودانية

 1 سبتمبر 2021

اندلعت مواجهات اليوم الاربعاء بضاحية سوبا جنوبي العاصمة السودانية مواجهات مسلحة بين قوة أمنية مشتركة ومنسوبون للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا.  

وتعود خلفية المواجهات بعد قرار اللجنة الأمنية في ولاية الخرطوم اخلاء مقر رهف السكني التابع للشرطة السودانية والذي خصص مؤقتا لاستضافة الوفود الموقعة على انفاق سلام جوبا، لكن بعض منسوبي الحركات المسلحة رفضوا اخلاء المجمع السكني وطردوا قوة الشرطة المتمركزة في المجمع.

وتبادل القوات الأمنية ونسوبي الحركات اليوم اطلاق النيران التي اسفرت عن اصابة اثنين من منسوبي الحركات المسلحة، وسادت اجواء من التوتر في المنطقة واغلاق الطرق الرئيسية المحيطة بالمنطقة.

ونقل مصدر شرطي لـ(عاين)، انه تمت استضافة وفود الأطراف الموقعة على اتفاق سلام جوبا بمجمع رهف السكنى الذي يتبع لصندوق التأمين الاجتماعي للشرطة  في أكتوبر الماضي بإتفاق بين مجلس السيادة ومفوضية السلام الى حين توفيق أوضاعهم في فترة لا تتجاوز الثلاث أشهر

وبحسب المصدر، فان المفوضية القومية للسلام خاطبت  الصندوق الاجتماعي للشرطة بإستضافة (13) وفد من الموقعين على اتفاق سلام جوبا وهم الحركة الشعبية لتحرير السودان –الجبهة الثورية (مالك عقار)، حركة جيش تحرير السودان (مناوي )، حركة العدل والمساواة (د.جبريل إبراهيم)، حركة تحرير السودان – المجلس الإنتقالي (د. الهادي ادريس ) ، (تجمع قوى حركة جيش تحرير السودان (الطاهر حجر)، التحالف السوداني (خميس عبد الله ابكر )، مؤتمر البجا المعارض (اسامة سعيد) ، الاتحاد الديمقراطي المعارض (التوم هجو) ، الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة (خالد ادريس جاويش)، حركة تحرير كوش السودانية (محمد داؤود بندق )، كيان الشمال (محمد سيد أحمد سر الختم )، الحركة الشعبية الجبهة الثالثة المسار الثاني (محمد علي قرشي )، وحركة تحرير السودان قيادة كزسكي (احمد ابراهيم كزسكي)  .

 تعنت وانتهاكات :

وأكد المصدر الشرطي لـ(عاين) بعد إنقضاء فترة الإستضافة خاطبت المفوضية الصندوق وشكرته على استضافة الوفود وبالفعل أخلت بعض الوفود السكن فيما رفض آخرون الخروج وقاموا بطرد منسوبي الشرطة الموجودين لتأمين المجمع وحدثت عمليات نهب للأجهزة الكهربائية وقاموا ببيعها في الأسواق ولكن تمت اعادة المسروقات من قبل مباحث سوبا .

وأضاف “حدثت تعديات على اهالى منطقة سوبا وفي بعض الاحيان يقوم منسوبي هذه الحركات بقطع طريق المواصلات وتم رفع تقارير بالتعديات والتفلتات التي يقوم بها منسوبي الحركات المتواجدين بالمجمع”، وزاد ” أثناء تواجد الوفود بدأت مجموعات من الحركات غير الوفود المدرجة للإقامة تتوافد للسكن في المجمع واحضر عدد منهم أسرهم”.

مصدر شرطي: اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم قررت إخلاء مجمع رهف بالقوة بعد تعنت منسوبي بعض الحركات ورفضهم إخلاء المكان .

وأوضحت قوات الشرطة في تصريح مقتضب، اليوم، ان انتشار القوات المشتركة اليوم صباحا والمكونة من الشرطة والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع وجهاز الامن في دائرة اختصاص قسم شرطة سوبا لمحاربة المتفلتين وازالة الظواهر السالبة والعشوائيات ودك أوكار الجريمة، وعند التنفيذ تعرضت القوة لإطلاق الرصاص من بعض المتفلتين بمجمع رهف وتمت السيطرة عليهم وتوقيفهم .

تمازج تنفي تورطها :

من جهته، قال الناطق الرسمي بأسم الجبهة الثالثة (تمازج)، محمد موسي  إن قوات حكومية باغتت مجمع رهف الذي يقيم فيه منسوبي حركة (تمازج) وبعض منسوبي الحركات الأخرى دون انذار وبدأت بإطلاق الرصاص ما أدى إلى تبادل إطلاق النار بين الجانبين وأصيب شخصين من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا .

ونفى موسى لـ(عاين) ان حركة تمازح لم تقم بانتهاكات بحق سكان منطقة سوبا وانها ليست الحركة الوحيدة التى تقيم في المجمع ، وأكد أن منسوبي الحركات يسكنون المجمع مضطرين لأنه بعيد من قلب الخرطوم ويواجهون مشاكل في الوصول لمزاولة أعمالهم، وأضاف ”  هذا جزء من إهمال الجانب الحكومي لتنفيذ اتفاق السلام وتوفير سكن يليق بقيادات الحركات الموقعة على اتفاق السلام ” .

وأكد موسى، ان حركة تمازج مع بسط الأمن وتنفيذ السلام الشامل والترتيبات الأمنية، وما حدث بمنطقة سوبا يبدو انه اجراء خاطئ وقام بعض القيادات بتهدئة الموقف مع القوة الأمنية المشتركة .

أخطاء أمنية :

ومن جهته قال الخبير العسكري، أمين إسماعيل مجذوب ، ان “احداث سوبا” جاءت نتيجة أخطاء تراكمت بوجود قوات الحركات الموقعة على اتفاق السلام بالعاصمة الخرطوم، وذلك نتيجة لعدم وجود أماكن لتجميع هذه القوات لفحصها وتدريبها وتنفيذ اتفاق الترتيبات الامنية على الارض .

واضاف اسماعيل في حديث لـ(عاين ) ان وجود هذه القوات داخل المدن احد أخطاء التفاوض بعدم تحديد مناطق تجميعها وبالتالي تتحمل القيادة السياسية المسؤولية بالسماح لهذه القوات بدخول العاصمة.

وتابع، “المعروف ان القوات العسكرية تتواجد في مناطق تبعد  خمسين كيلو خارج المدن لابد من اتخاذ إجراءات حاسمة بإخراجها من المدن والبدء في تنفيذ قي الترتيبات الامنية وهذا هو المحك لإنجاح اتفاق السلام”.