عودة سودانيين خدعتهم وكالة تشغيل اماراتية و(عاين) تورد التفاصيل
الخرطوم:28 يناير2020م
عاد إلى الاراضي السودانية اليوم الثلاثاء، نحو 50 سودانياً من الذين خدعتهم وكالة تشغيل في البلاد وابتعاثهم للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة واوهمتهم بالعمل كحراس أمنيين في الامارات قبل ان يكتشفوا خداع الوكالة وابتعاث رفقاء سبقوهم للعمل في حراسة حقول نفطية إماراتية في دولة ليبيا المضطربة. واتجه العشرات العائدين من مطار الخرطوم الى مقر السفارة الاماراتية بحي العمارات وسط المدنية، في وقت احتج العشرات من عائلات العائدين امام وزارة الخارجية السودانية.
وكشف أحد الذين عادوا الى الخرطوم اليوم ويدعي محمد الجزولي، تفاصيل الفترة التي قضوها في الامارات، وقال عقب عودته بمطار الخرطوم لـ(عاين)، إن “اتفاقهم كان مع عدة وكالات سفر بالخرطوم منها وكالة أماندا للسفر ووكالة قواعد الكعبة عبر أسعار متفاوتة لكل من المجموعات المختلفة، حيث دفع بعضهم مبلغ 65 ألف جنيها ودفع آخرون 80 ألف جنيها بينما دفعت مجموعات أكثر من 100 ألف جنيها مقابل السفر والعمل بدولة الامارات”. وأضاف الجزولي، أن “الاتفاق تضمن وظائف عمل في شركات أمنية خاصة لحراسة المنشآت بالإمارات، وتم إزاء ذلك اخضاعهم للمعاينات المطلوبة والتي تم إجراؤها بمركز الرؤية في شارع المشتل بحي الرياض بالخرطوم، وتم اخضاعهم لكشف طبي متكامل، موضحا أنه تم الاتفاق معهم على راتب يساوي 1800 درهم إماراتي”.وتابع :”كانت مجموعتنا تضم حوالي 47 فردا، سافرنا في يوم 19 من يناير الجاري، ووصلنا لمطار الشارقة وتم استقبالنا من مندوبين لشركة “بلاك شيلد” الذين اخذوا منهم على الفور جوازات سفرهم قبل نقلهم ببصات إلى مدينة الشيخ زائد العسكرية التي أقاموا فيها وتم توزيع احتياجاتهم اليومية عليهم”. وأوضح العائد محمد الجزولي، أن بعض الموجودين في المجموعة كانوا نظاميين سابقين مستقيلين من الشرطة والقوات المسلحة إلا أن العدد الأكبر منهم كانوا مدنيين.
واشار الجزولي الى ان بداية احتجاجهم كانت ضد مصادرة مسؤولي المعسكر هواتفهم الشخصية قبل ان تستجيب سلكات المعسكر وتمنحهم اليها لساعتين ليكتشفوا بعد اتصالات مع اصدقاهم الذين سبقوهم انه جرى ترحيلهم للعمل في ليبيا لحراسة حقول نفط تابعة للإمارات والبعض الآخر إلى اليمن، وقال إن “الموجودين بالمعسكر الذين بلغ عددهم أكثر من 200 تم تقسيمهم إلى 4 دفعات حسب الأقدمية بدأوا الاحتجاج داخل المعسكر، وأعلنا رفضنا للبقاء وطالبنا إدارة المعسكر بترحيلنا “. وأشار الجزولي، إلى أن مندوبي شركة “بلاك شيلد” الاماراتية دفعت للمجموعة قبل ترحيلها إلى السودان مبالغ متفاوتة ما بين 600 إلى 700 درهم، وأكد لـ(عاين) أنهم سيواصلون احتجاجهم حتى يتلقوا تعويضاتهم كاملة واسترداد كل الأموال التي دفعوها.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية أنها على اتصال مستمر بالسفارة السودانية بأبوظبي ومع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم والسلطات المختصة بالدولة فى أبوظبي بشأن قضية الشباب السودانيين الذين تم الإحتيال عليهم من قبل إحدى الشركات الإماراتية وتحويلهم إلى العمل بحقول نفط بليبيا. واكدت الوزارة، متابعتها مع مختلف الجهات المختصة بالدولة أمر إستخدام أحدى الشركات الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة لبعض المواطنيين السودانيين للعمل فى وظائف (حراس أمن) دون الإلتزام لاحقاً بعقود طبيعة العمل ونقل بعض السودانيين بواسطة الشركة للعمل فى بعض مناطق حقول النفط فى ليبيا. وقالت الخارجية في بيان لها تلقته (عاين) اليوم الثلاثاء، أنها تدرك ما لحق بأسر وذوى المتأثرين، وستواصل العمل مع الجهات والسلطات المختصة داخل وخارج السودان وأشارت إلى أن جميع الجهات أكدت إستعدادها للعمل سوياً مع السودان للتقصي حول الجوانب المختلفة التى وردت بشأن هذه المسألة.