«إيقاد» تعتزم بحث نشر قوة أفريقية لحماية المدنيين في السودان  

10 يوليو 2023

قالت الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (إيقاد) اليوم الإثنين، أنها وافقت على عقد قمة لهيئة إقليمية أخرى وهي القوة الاحتياطية لشرق أفريقيا المكونة من 10 أعضاء “للنظر في نشر محتمل لقوة شرق أفريقية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية في السودان”.

والسودان عضو في الهيئتين، وكذلك إثيوبيا وكينيا والصومال وأوغندا.

واجتمعت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) المكونة من ثماني دول في منطقة القرن الأفريقي وما حولها، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لإطلاق عملية سلام لحل الصراع في السودان.

وقبل أن تبدأ اجتماعات أديس أبابا اليوم الاثنين بشأن الأزمة السودانية، حاول دبلوماسيون من منظمة الهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد ” إقناع وفد الجيش والخارجية السودانية بالمشاركة في المباحثات التي عقدت بحضور ممثل الدعم السريع ووفد القوى المدنية ودبلوماسي سعودي إلى جانب مخاطبة الرئيس الأثيوبي والرئيس الكيني. 

بحسب مصادر دبلوماسية رفض وفد الجيش الذي يقوده اللواء حسن محجوب مجرد الوصول إلى قاعة الاجتماعات احتجاجا على استمرار الرئيس الكيني وليم روتو  في رئاسة لجنة وساطة الإيقاد التي تضم جنوب السودان وأثيوبيا وجيبوتي وكينيا حيث تتهمه الخارجية السودانية بالتقارب مع قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو  المعروف بـ حميدتي. 

في 12 يونيو الماضي كلفت الإيقاد في اجتماع عقدته في العاصمة جيبوتي أربعة دول هي كينيا وجنوب السودان وأثيوبيا وجيبوتي بقيادة آلية رباعية الوساطة بين الجيش والدعم السريع بإنهاء النزاع المسلح في السودان. 

بعد أسبوع من تشكيل هذه الآلية احتجت الخارجية السودانية على رئاسة وليم روتو الرئيس الكيني للآلية الرباعية لمنظمة الإيقاد واعتبرته “وسيطا غير محايدا” وعلى إثر ذلك علقت مشاركتها في أنشطة الوساطة. 

ومع بدء اجتماعات أديس أبابا التي تستمر يومي الاثنين والثلاثاء بترتيب من آلية الإيقاد رفض وفد الجيش المشاركة في الاجتماع الأول اليوم الاثنين وأبلغ الوفد سكرتارية الاجتماع أن استمرار وليام روتو “غير مقبول ” وهدد الوفد بمغادرة أديس أبابا. 

وقال دبلوماسي سابق في وزارة الخارجية السودانية لـ(عاين)، إن “وصول مساعد وزير الخارجية الأمريكي السيدة مولي في ربما يساعد على إشراك وفد الجيش في اجتماعات غدا الثلاثاء لأنها معروفة بالتقارب مع “صناع القرار” في السودان ولديها اجتماعات متعددة مع جنرالات الجيش وتعلم تماما كيفية تمرير القرارات. 

في الاجتماعات التي انعقدت في أديس أبابا اليوم الاثنين طالب الرئيس الكيني ورئيس آلية الإيقاد، “الجيش والدعم السريع” بالكف عن القتال والسماح بمرور المساعدات الانسانية.

ويرى الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية السودانية، أن الإيقاد لن تستجيب لطلب الجيش بتنحي الرئيس الكيني من رئاسة الآلية لأن ذلك قد ينظر على أنه “إهانة لرئيس دولة” وقد تجد المساعدة الأميركية مولي في حلا توافقيا فور وصولها مساء اليوم. 

وتابع :”الأزمة بين الخارجية السودانية وكينيا تعطل مساعي الإيقاد منذ شهر لذلك الساعات القادمة سنرى عودة وفد الجيش في قاعة الاجتماعات بحضور الرئيس الكيني”.

ومن بين مقترحات وساطة الإيقاد ابعاد القوات العسكرية مسافة 50 كيلو مترا عن العاصمة السودانية والمدن التي تنشب فيها النزاع المسلح والسماح بوصول المساعدات الانسانية الى جميع المناطق المتضررة. 

كما تنص المبادرة على إطلاق عملية سياسية لإشراك المدنيين في ترتيبات إنهاء الحرب والعمل ما بعد ذلك في تكوين حكومة مدنية وهذه المقترحات في نظر المحلل السياسي عبد الرحمن إبراهيم تجد تأييدا من الولايات المتحدة الأميركية. 

لكن خبير دبلوماسي يقول لـ(عاين)، إن “الولايات المتحدة الأميركية اصطدمت في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية الشهر الماضي بوجود تطرف  في اتخاذ قرارات الجيش ولذلك شعرت بأنها كمن تحرث في البحر”. 

ويقول إبراهيم إن مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في اجتماعات أديس ابابا تأتي لفتح الطريق نحو “منبر جدة ” لأن المبادرتين السعودية وما طرحته  الإيقاد “متقارب جدا ” عكس المبادرات الأخرى التي صدرت من بعض الدول مثل مصر وتشاد وتركيا لأنها خطواتها منقوصة. 

وشدد البيان الصادر عن اجتماعات الإيقاد في أديس أبابا اليوم الاثنين على ضرورة وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. كما أعلن البيان عن ترتيب لقاء مباشر بين طرفي الأزمة دون الإشارة الى قائدي الجيش والدعم السريع 

حذر بيان الإيقاد من أن الأزمة في السودان باتت تأخذ الطابع العرقي. وقال إن “الحرب توسعت وباتت تتخذ منحى عرقيا”. 

وتحدث البيان، عن وجه الشبه بين مبادرة الإيقاد ومنبر جدة للوصول الى حل سلمي للأزمة في السودان واطلاق عملية سياسية تفضي الى حكومة مدنية 

من جهته، وصف قيادي في الوفد المدني الذي شارك في الاجتماعات في تصريح لـ(عاين)، اجتماع اليوم الاثنين بـ”المثمر جدا ” ويضع الأزمة السودانية في الطريق نحو الحل. وقال إن “المباحثات ركزت على ضرورة وقف إطلاق النار فورا دون شروط مسبقة”. 

وحول تأثير عدم مشاركة وفد الجيش، قال العضو في الوفد المدني المكون من القوى المدنية التي وقعت على الاتفاق الاطاري، إن “وفد الجيش سيشارك غدا الثلاثاء حسب تحركات متوقعة خاصة وأن مقاطعته الكلية للاجتماع أمر غير وارد ربما يحدث انفراج في أزمة رئاسة كينيا للآلية الرباعية الساعات القادمة وهذا متوقع جدا”. 

ويرى القيادي في الوفد المدني، أن الاتهامات للرئيس الكيني بالتقارب مع حميدتي وقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي ” حسب ما زعم الجيش اتهامات لا أساس لها من الصحة. وقال إن “وليم روتو وصل الى رئاسة كينيا عبر الانتخابات لذلك هو موثوق فيه من الغربيين وله ثقل كبير في القارة”.

ممثلون للقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الاطاري باديس ابابا يوليو 2023

ويستبعد القيادي تنحي وليم روتو من رئاسة اللجنة الرباعية للإيقاد التي تقود الوساطة بين الجيش والدعم السريع. وقال إن “مثل هذه الإجراءات لم تنفذ في مثل هذه المبادرات بناء على رغبة طرف في الأزمة”. 

ويرى المحلل السياسي أحمد مختار في حديث لـ(عاين) أن هناك اضطراب فيما يتعلق بالمبادرات، وبينما لم يتم توضيح مصير منبر جدة وبتيسير من السعودية والولايات المتحدة انطلقت مبادرة الإيقاد ولم يوضح الزعماء الأفارقة عما اذا كانت مكملة لمنبر جدة الذي يفتقر للتفاصيل ويكتفي بالعموميات وتنقصه الآليات على الأرض. 

وقال مختار إن “اجتماعات الإيقاد تنقصها آليات قوية تجعلها نافذة على الأرض ولا أعتقد أن أدوات الإيقاد تتفوق على الولايات المتحدة التي بدا أنها تفقد السيطرة  خاصة عندما تختلط أوراق الضغط مع مصالح واشنطن في المنطقة خاصة دول الجوار.

ويقول مختار إن “الخارجية السودانية والجيش” ينحازون الى اجتماع مرتقب بمصر مع بعض دول الجوار الخميس القادم. وهذا الاجتماع ربما يشكل نواة حل للمتطرفين داخل الجيش والخارجية السودانية ولن تجد الولايات المتحدة مفرا من دعمه خاصة مع علاقتها الاستراتيجية والراسخة مع مصر أكثر من السودان الذي يعد في نظر الإدارة الأميركية أقل أهمية من القاهرة. 

وأضاف مختار :”تتزامن اجتماعات الإيقاد مع اجتماعات في أنجمينا بين الحركات المسلحة على اتفاق جوبا وممثل للدعم السريع قد يكون من كبار قادته الى جانب الرئيس التشادي وهذا الاجتماع يبحث الحل في اقليم دارفور وكأنه جزيرة معزولة عن السودان.