الاختطاف وطلب فدية جريمة مستحدثة بجنوب الخرطوم

عاين- 21 ديسمبر 2024

تعيش مناطق بجنوب الخرطوم في العاصمة السودانية الخاضعة لسيطرة الدعم السريع حالة من الانفلات الأمني تتضمن انتهاكات تجاه المدنيين بينها القتل والنهب تحت تهديد السلاح والاختطاف والأذى.

ورصد مراسل لـ(عاين) من المنطقة، مقتل المواطن (م ع) الأسبوع قبل الماضي بإحدى مناطق جنوب الخرطوم على يد مسلح ضمن مجموعة اقتحمت منزل المجني عليه بغرض النهب، وبعد منعهم تمت عملية الاغتيال وفر الجناة.

ويتسيد غياب العدالة، المشهد في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث لا توجد مؤسسات عدلية قادرة على النظر في الجرائم المختلفة، ولا أجهزة شرطية للقيام بإجراءات احترازية تمنع الجرائم قبل وقوعها.

تعيش مناطق في جنوب الخرطوم حالة من الفوضى، ويلاحظ انتشار المسلحين من منسوبي الدعم السريع بشكل واسع عبر (المواتر) أو مشياً في مجموعات، وهم يرتدون الزي الرسمي، ويلاحقون المواطنين نهاراً

وتعيش تلك المناطق حالة من الفوضى، ويلاحظ انتشار المسلحين من منسوبي الدعم السريع بشكل واسع عبر (المواتر) أو مشياً في مجموعات، وهم يرتدون الزي الرسمي، ويلاحقون المواطنين نهاراً حيث كثرت جرائم النهب، كما تتم عمليات نهب في الأسواق في وضح النهار.

ولم تسلم دور العبادة من عمليات النهب باستهداف بطاريات الطاقة وأجهزة الصوت في عدد من المساجد.

تزايدت جرائم النهب تحت تهديد السلاح مؤخرا باقتحام مسلحين منازل المواطنين ليلاً بشكل عشوائي أو عن طريق المرشدين الذين يحددون المنازل المستهدفة مسبقاً

وتزايدت جرائم النهب تحت تهديد السلاح في الآونة الأخيرة باقتحام مسلحين لمنازل المواطنين ليلاً بشكل عشوائي أو عن طريق المرشدين الذين يحددون المنازل المستهدفة مسبقاً أو عن طريق المراقبة النهارية لاستكشاف الوضع؛ ومن ثم تنفيذ عملية الاقتحام ليلاً، وأصبح سماع الصراخ وأصوات الاستغاثة ليلاً أمراً مألوفاً في كثير من المناطق يومياً.

ولتأكيد ذلك تجدر الإشارة إلى الحادثة التي وقعت الأسبوع قبل الماضي عندما هاجم نحو (٢٠) مسلحاً من الدعم السريع منزلاً لمواطن يمتلك متجراً، وبعد تهديد أصحاب المنزل ومنعهم من مواصلة إطلاق أصوات الاستغاثة تم نهب البضائع الموجودة في المتجر بشكل كامل، وتفوق قيمتها (٦) ملايين جنيه (مليارات بالحساب القديم)، بالإضافة إلى بعض الممتلكات والمقتنيات من المنزل، ومنها مبلغ مالي، وخرج الجناة وتمكنوا من نقل المنهوبات على عربة بوكس كانوا قد أخفوها في الظلام بعيداً عن المنزل الذي تمت مداهمته، بعد أن مكثوا في المنزل ساعة كاملة، وكان توقيت خروجهم عند الثانية صباحاً.

تجمع مواطنون في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم – الصورة غرف طوارئ

ويظهر أن المسلحين كانوا يعلمون بالوضع في المنطقة عند استهدافهم لهذا المنزل والمتجر؛ لأنهم طوقوا المنطقة، واحتجزوا السكان الموجودين في الشوارع حينها، ومنعوا ملبي نداء الاستغاثة من الوصول لموقع الجريمة، وعمر أحدهم سلاحه في مواجهة بعض السكان لإرجاعهم.

وتكرر مشهد المداهمة على مقربة من المنزل الذي شهد الحادثة السابقة، عندما هاجم نحو (٢٠) مسلحاً أصحاب منزل آخر كانوا يعتقدون أن به بضائع تخص متجراً يقرب من ذلك المنزل، وخرجوا بعد أن تأكدوا أن المنزل ليس به بضائع ونهبوا هاتفاً جوالاً صغيراً.

ذات المنطقة كانت قد شهدت حادثة اقتحام (٤) مسلحين منزل أحد السكان، واشتبكوا مع أهل المنزل، وتمكنوا من نهب بعض الممتلكات، وفروا بعد أن أطلقوا عدداً من الأعيرة النارية.

وظلت جرائم التعدي على الممتلكات والمنازل والأنفس مستمرة  وتنطلق  صافرات وأصوات الاستغاثة من المواطنين الضحايا بشكل يومي.

الاختطاف، وطلب فدية جريمة مستحدثة في جنوب الخرطوم الخاضعة لسيطرة الدعم السريع

وطبقاً لمتابعات مراسل لـ(عاين) في المنطقة، فقد ظهرت جرائم أخرى في منطقة من مناطق جنوب الخرطوم وهي اختطاف عدد من المواطنين، وطلب فدية مالية مقابل إعادتهم لأسرهم، منها حادثة اختطاف أحد السكان بعد اقتحام منزله، واقتادته مجموعة يبلغ قوامها نحو (٨) مسلحين على متن (٣) (مواتر) إلى جهة غير معلومة، ورُوِّعَت أفراد أسرته وبينهم أطفال.

واستمر القلق على المواطن المختطف يوم الاثنين الماضي، حيث لا يعرف مكان حبسه ولا الظروف المحيطة به، وأُطْلِق ليل الأحد المنصرم بعد سداد فدية.

ورغم انتشار تلك الجرائم بشكل واسع، غير أن الملاحظ هو الغياب الكامل للإجراءات الرسمية من قوات الدعم السريع للسيطرة على منسوبيها وحماية المدنيين الذين يتم تركهم وهم يواجهون مصيرهم مع تلك الانتهاكات دون أية مساعٍ جادة للحماية والوقاية أو رد الحقوق بعد ارتكاب الجرائم.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *