السودان: عام من الحرب.. ماذا حدث؟
عاين- 15 أبريل 2024
في الخامس عشر من أبريل العام الماضي، اندلع قتال ضاري بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في صراع على السلطة والثروة والنفوذ، في العاصمة الخرطوم التي يقطنها حوالي 8 مليون نسمة وسرعان ما تمدد ليشمل ولايات ومدن أخرى.
كانت الأجواء العامة في السودان، تنذر بحرب وشيكة بين القوتين المتصارعتين على الحكم، خاصة بعد فشل انقلاب الـ 25 من أكتوبر 2021، الذي قضى على آمال التحول الديمقراطي في السودان مؤقتاً، كما أنه أظهر تناحر الجنرالين في الانفراد بالسلطة.
نذر الحرب كانت تبدو واضحة للعيان بسبب تزايد قوة ونفوذ قوات الدعم السريع داخليا وخارجياً تحت أعين القوات المسلحة السودانية.
كما كان واضحاً أن حميدتي يرغب في احتكار السلطة، بعد أن قفز قفزة واسعة من أداة باطشة بيد الإسلاميين لنائب لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الذي يترأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بسبب الموازنات السياسية التي أعقبت ثورة ديسمبر السلمية التي انطلقت في العام 2018، والتي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
اقتحمت قوات الدعم السريع الموالية للفريق أول محمد حمدان دقلو، مقر إقامة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في محاولة للاستيلاء على مواقع استراتيجية في قلب العاصمة.
وفي اليوم الثاني للحرب تواصل القتال في العاصمة السودانية، وقتل حوالي 25 شخصا،من بينهم 17 مدنياً، جراء الاشتباكات، وفقاً لمصادر طبية وقتها.
وفي اليوم الأول من الحرب وحده، لجأ ما بين 2500 و 3000 نازح إلى مواقع في جميع أنحاء ولاية الخرطوم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وفي 16 أبريل، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق عملياته بصورة مؤقتة في السودان، والتي تمثل أحد أكبر برامجه على مستوى العالم، بعد مقتل ثلاثة من موظفيه ضمن عمال الإغاثة الذين قُتلوا في وقت مبكر من القتال.
وقال البرنامج في أول مايو أيار إنه بصدد استئناف العمل لكنه حذر لاحقا من وقوع ما يصل إلى 2.5 مليون آخرين بالسودان في براثن الجوع.
في 18 أبريل تم الإعلان عن الاتفاق الأول من عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الجيش والدعم السريع، إلا أن دويّ الرصاص والانفجارات سُمع بعد وقت وجيز من موعد إعلان الهدنة، بينما تبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق الهدنة.
ومع تمدد المعارك العسكرية، حاصر القتال ملايين المدنيين في منازلهم أو أحيائهم وأدى لإنقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات وبدء انهيار المنظومة العدلية.
مع حلول يوم 21 أبريل، ارتفع عدد الفارين من القتال في الخرطوم خلال عطلة عيد الفطر. ولجأ الكثيرون إلى القرى والمدن الواقعة خارج الخرطوم، واتجه البعض أملاً في عبور الحدود.
وفي 22 أبريل أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، إجلاء جميع موظفي سفارتها من الخرطوم، وحذت حذوها فرنسا وبريطانيا ودول أخرى.
وفي اليوم نفسه أعلنت المملكة العربية السعودية عن إجلاء ناجح للمدنيين من السودان.
وفي الـ 25 أبريل، أعلن أحمد هارون، القيادي السابق بحزب المؤتمر الوطني وأحد المطلوبين لدى محكمة الجنايات الدولية؛ بسبب اتهامه بارتكاب جرائم حرب أنه ومسؤولين سابقين في إدارة الرئيس السابق؛ خروجهم من السجن.
وبحلول يومي 26 و 27 من أبريل، عمت الفوضى أنحاء واسعة من العاصمة الخرطوم، وتواصلت الاشتباكات وعمليات نهب وحرق المنازل فضلاً عن القتل الوحشي، في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
ومع وصول القتال إلى إقليم دارفور المأزوم بسبب الصراع الطويل، قالت الأمم المتحدة أول مايو إنها تتوقع فرار أكثر من 800 ألف شخص من القتال في السودان إلى الدول المجاورة. وأكدت فرار 70 ألفاً بالفعل.
وتخوفاً من الكارثة الإنسانية التي تستعد لنشب أنيابها، زار منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة في 3 مايو مدينة بورتسودان لبحث سبل تأمين ممر آمن للإغاثة الإنسانية وسعياً للحصول على ضمانات من طرفي النزاع.
وفي 4 مايو، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن القتال يجب أن ينتهي” وفوض بفرض عقوبات جديدة محتملة ضد المسؤولين عن إراقة الدماء.
وفي الخامس من مايو، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن النهب تسبب في إتلاف أكثر من مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال. وسط تحذيرات من تراجع القدرة على توفير الرعاية الطبية وانهيار الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بسبب القتال.
وفي اليوم نفس تم الإبلاغ عن أكثر من 750 حالة وفاة منذ بدء المعارك، وفقا لمؤسستي (مواقع النزاع المسلح) و (مشروع بيانات).
وسط هذه الأزمة واشتداد المعارك العسكرية، أعلنت الولايات المتحدة والسعودية بدء محادثات في مدينة جدة في السادس من مايو بهدف تأمين ممرات لمواد الإغاثة الإنسانية والتوصل لوقف فعلي لإطلاق النار.
وفي التاسع مايو، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن 700 ألف شخص نزحوا داخل السودان.
وفي اليوم نفسه أدان اتحاد المصارف السوداني سرقة ونهب أفرع بعض البنوك.
في 10 مايو تواصل الضربات الجوية والقصف المدفعي على الخرطوم، وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند الكونجرس إن المفاوضين الأمريكيين “يشعرون بتفاؤل حذر” تجاه المحادثات في جدة.
إعلان جدة
وفي 11 مايو، اتفق الجانبان على السماح للمساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل بالوصول إلى المناطق التي ضربتها الحرب، مع الالتزام “بضمان حماية المدنيين”.
وفي اليوم نفسه صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بفارق ضئيل، ، لمصلحة تعزيز مراقبة الانتهاكات التي يشهدها النزاع الجاري في السودان، رغم معارضة الخرطوم
وقالت الأمم المتحدة في 12 مايو، أن الصراع تسبب في فرار 200 ألف شخص من البلاد، مما رفع العدد الإجمالي للنازحين إلى ما يقرب من مليون.
وفي 19 مايو أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الجمعة، مرسوما دستوريا بإعفاء نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو “حميدتي” من منصبه، اعتبارا من الجمعة.
وعين البرهان مالك عقار في منصب نائب رئيس مجلس السيادة، الذي يتولى عضوية المجلس منذ آذار/ مارس 2021.
كما أصدر البرهان قرارا بتعيين الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائباً له، واللواء ياسر عبد الرحمن حسن العطا والفريق ركن مهندس، إبراهيم جابر إبراهيم كريمة مساعدين له.
وفي 27 مايو وصل العنف إلى مستوى جديد مع استمرار الدمار ونهب في دارفور وقصف مكثف في الخرطوم.
وفي 13 يونيو، أكد مسؤول سوداني، أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لن يلتقي خصمه قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» في ظل الظروف الراهن، وذلك غداة إعلان كينيا سعيها لترتيب لقاء بينهما،
وفي 14 يونيو قتل على نحو مرّوع قتل والي ولاية غرب دارفور، خميس أبكر، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» وأطراف مسلحة أخرى بتصفيته والتمثيل بجثته
وفي 18 يونيو انعقد مؤتمر المانحين للسودان، حيث تعهدت الدول المشاركة بتقديم قرابة 1.5 مليار دولار لـ«الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.
وفي 10 يوليو، امتنع وفد الجيش عن حضور اجتماع لجنة «إيغاد» لحل الأزمة السودانية، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، احتجاجا على استمرار رئاسة دولة كينيا للجنة المعنية بإيجاد حلول للوضع الراهن.
وفي 11 يوليو رفضت الحكومة السودانية، نشر أي قوات أجنبية في السودان، مشددة على أنها ستعتبرها قوات معتدية.
13 يوليو رحبت الحكومة السودانية بمخرجات قمة دول جوار السودان التي انعقدت في القاهرة، واصفة إياها بـ «الهامة» والتي ترمي إلى «استعادة الاستقرار والأمن» في السودان.
فتح تحقيق
وفي اليوم نفسه، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان فتح تحقيقاً بشأن المزاعم بارتكاب جرائم حرب في سياق الحرب الدائرة في السودان، وخاصة ما جرى في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.
وفي 20 يوليو، نددت هيئة الاتهام في بلاغ انقلاب الرئيس السابق عمر البشير بظهور عدد من المتهمين المقبوض عليهم على ذمة القضية، أحرارا في عدد من ولايات السودان.
وفي 24 يوليو شن عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا هجوماً على الرئيس الكيني وليام روتو.
وفي 6 أغسطس، أعلن مالك عقار نائب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الأحد، عن خريطة طريق مقترحة لإنهاء الحرب، تبدأ بالفصل بين القوات المتقاتلة والتعجيل بوصول المساعدات الإنسانية،
و في 25 أغسطس خرج قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان من القيادة العامة بالخرطوم بعد أكثر من أربعة أشهر إلى أم درمان ومنها إلى عطبرة ومن ثم إلى بورتسودان شرقي البلاد.
خروج البرهان
وفي 28 أغسطس في أول زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب، التقى رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء في مدينة العلمين، حيث أكد أن الجيش ليست لديه أي نزعة للاستمرار في السلطة.
وفي 11 أكتوبر، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأربعاء، قراراً بإنشاء بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق في السودان بعد ستة أشهر من انتهاكات الحرب الدائرة في البلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
سقوط نيالا
وفي 26 أكتوبر، أقر الجيش السوداني، بسقوط قيادة الفرقة 16 مشاة كآخر المواقع العسكرية المتبقية للجيش السوداني بنيالا ولاية جنوب دارفور.
وفي 31 أكتوبر، سقطت «الفرقة 21 مشاة» العسكرية للجيش السوداني في مدينة زالنجي، حاضرة ولاية وسط دارفور، بعد معارك بالأسلحة الثقيلة وتبادل القصف المدفعي بين الجيش وقوات «الدعم السريع» وسط الأحياء السكنية.
وفي 2 سبتمبر، أصدرت مجموعة محامو الطوارئ، تقرير (معتقلات الموت) كشفت مجموعة «محامو الطوارئ» الناشطة في تقديم العون القانوني لضحايا الحرب، عن رصدها 51 معتقلا داخل العاصمة، بينها 40 مركز اعتقال تتبع لقوات «الدعم السريع» و11 مركزا تابعا للجيش.
وفي 6 سبتمبر، أعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكية فرض عقوبات على اثنين من قادة قوات «الدعم السريع» البارزين، على خلفية اتهامات بارتكاب أعمال عنف ومذابح ضد المدنيين،
وفي 8 سبتمبر، وصف المتحدث الرسمي باسم مفوضية الاتحاد الأفريقي الخاص بالشأن السوداني، محمد الحسن لبات، بيان الحكومة السودانية، الرافض لاجتماع رئيس المفوضية بمسؤولين في «الدعم السريع» بالخطاب «المنحط» ما استدعى رداً من وزارة الخارجية السودانية، عبرت فيه عن «دهشتها واستنكارها» لما اعتبرته انحدارا إلى «الدرك السحيق».
استقالة فولكر
وفي 14 سبتمبر، أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، استقالته من منصبه، وذلك بعد أشهر من تصنيفه شخصا غير مرغوب به من قبل السلطات السودانية.
وفي 27 سبتمبر، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات على القيادي في نظام الرئيس السابق عمر البشير، والمسؤول الأول في «الحركة الإسلامية» علي كرتي، فضلا عن شركتين إحداهما مقرها في روسيا، واتهمتهم بمفاقمة عدم الاستقرار في السودان.
وفي 2 نوفمبر، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، أمس الجمعة، مرسوماً دستورياً قضى بإعفاء عضو مجلس السيادة الهادي إدريس.
وبحلول يوم 4 نوفمبر 2023 أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الجيش في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
وفي 7 نوفمبر، نشب حريق في مصفاة الجيلي النفطية التي تبعد 70 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وفي 11 نوفمبر، أدت انفجارات قوية، لتدمير جسر “شمبات” الرابط بين مدينتي بحري وأمدرمان، إثر عملية عسكرية تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بتنفيذها.
وفي 12 نوفمبر بالولايات المتحدة، توفي الفنان الموسيقار، محمد الأمين عن 80 عاما بعد صراع قصير مع المرض، تاركا حزنا كبيرا خيم على جميع السودانيين.
وفي 15 نوفمبر، عقد مجلس الأمن جلسة خاصة بتداعيات الحرب السودانية، المندلعة منذ منتصف أبريل.
وفي 18 نوفمبر، دوت انفجارات عنيفة طالت منطقة جسر خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم.
وفي 21 نوفمبر أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة 20 مشاة الضعين وبذلك تكون قد أحكمت سيطرتها على ولاية شرق دارفور.
وفي 10 ديسمبر، أعلنت السلطات السودانية أن 15 من موظفي سفارة الإمارات أشخاص غير مرغوب فيهم، وأمرتهم بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
وفي 19 ديسمبر، اعترف الجيش بانسحاب قواته التي ظلت تقاتل على مدى أربعة أيام متواصلة في تخوم ود مدني الشرقية.
وفي 18 يناير، 2024، أعلنت البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان بدء عملها، ودعت أطراف النزاع في السودان إلى إنهاء النزاع المسلح والالتزام بحماية المدنيين وضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم الجسيمة.
اتفاق المنامة
وفي 20 فبراير، تم الكشف عن اتفاق عُقد بين مساعد القائد العام للجيش الفريق شمس الدين كباشي، وقائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، في البحرين
وفي 29 فبراير 2024، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2715، أُغلقت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)
وفي 12 مارس، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان.
وفي 24 مارس، أعلن مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور توجه قواته إلى العاصمة الخرطوم للمشاركة مع الجيش في القتال ضد قوات الدعم السريع.
شكوى لمجلس الأمن
وفي 28 مارس، قدم السودان شكوى ضد دولة الإمارات لمجلس الأمن على، متهماً لها بدعم قوات الدعم السريع
وفي 2 أبريل تعرض إفطار رمضاني لكتيبة (البراء بن مالك) لهجوم بطائرة مسيرة بإحدى صالات الأفراح بمدينة عطبرة شمال السودان.