الجيش و”صمود”.. مشاورات غير رسمية.. وأخبار أخرى في نشرتنا الأسبوعية
عاين- 7 أكتوبر 2025
تتحرك على عدة أصعدة، مجهودات عديدة لوقف الحرب في السودان على رأسها تحركات المجموعة الرباعية التي التقت قائد الجيش الأسبوع الماضي ممثلة في وزير الخارجية المصري، وقالت مصادر من القوى المدنية إن التحالف المدني لقوى الثورة “صمود” يتواصل بطريقة غير رسمية مع قادة من الجيش السوداني لحثهم على وقف الحرب واستعادة العملية السياسية.
عسكريا، تتواصل المعارك في مدينة الفاشر المحاصرة، والتي توقفت فيها تكايا الطعام- المطابخ المجانية- تماما بسبب اشتداد الحصار على المدينة وإغلاق كافة الأسواق، بينما شهدت المعارك العسكرية في كردفان هدوءاً تاماً خلال الأسبوع الماضي، وما يزال الجيش والقوات المساندة له متمركزين في منطقة أم صميمة الواقعة على طريق المؤدي إلى الخوي والنهود، غربي الأبيض.
وفي محور جنوب الأبيض، ما تزال قوات الدعم السريع تحافظ على تقدمها في منطقتي الرياش وكازقيل، وفي المحور الشرقي تسيطر على مناطق أم سيالة، وجبرة الشيخ، وأم قرفة. وتوجد الدفاعات المتقدمة للجيش في منطقة عد السدر غرب رهيد النوبة، الواقعة على طريق الأسفلت الرابط بين مدينتي أم درمان وبارا في ولاية شمال كردفان، بحسب مصادر عسكرية.
المزيد من الأخبار هنا:-
___________________________________________
معدنون: “الدعم السريع” نهبت واعتدت على مُعدني الذهب بغرب كردفان
وسعت قوات الدعم السريع انتشارها في مناجم التعدين التقليدي في ولاية غرب كردفان، وصاحب ذلك أعمال نهب واعتداءات على المعدنيين العاملين في تلك المناجم.
وأبلغ معدنون (عاين) أن مسلحي قوات الدعم السريع، يقتحمون الآبار ليلاَ، وينهبون الحجارة التي جهزها العمال في الورديات المسائية لاستخلاص الذهب، تحت تهديد السلاح، مع إطلاق الرصاص عشوائياً داخل المناجم بغرض إرهاب المعدنيين التقليديين.
وتنتشر مناجم التعدين الأهلي على محيط منطقة فوجا الواقعة شمال غرب مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، ويعمل بها نحو 8 آلاف مواطن معظمهم نازحين بسبب الحرب، وفق مصدر محلي.
وفي شهر مايو الماضي، اجتاحت قوات الدعم السريع، الجزء الشمالي الغربي من ولاية غرب كردفان، وسيطرت على مدن النهود والخوي، وانتشرت في مناطق التعدين الأهلي في فوجا، مما أدى إلى نزوح كبير للسكان من المدن إلى القرى والمناطق النائبة ومناجم التعدين عن الذهب.
وقال أحد المعدنين العاملين في مناجم غرب كردفان لـ(عاين): “مسلحو قوات الدعم السريع، استحوذوا على العديد من الآبار المنتجة للذهب بالقوة الجبرية، وأحضروا عمالاً من جانبهم وشغلوها لصالحهم”.
وذكر المُعدن الذي طلب عدم ذكر اسمه لخطورة الوضع الأمني، أن المسلحين يستهدفون الآبار المنتجة، ويقتحمونها ليلاً ويأخذون الحجارة الجاهزة التي تعب المعدنين في استخراجها من باطن الأرض، ويحملونها على ظهر سيارات قتالية ويغادرون، وهي ممارسات متكررة بشكل يومي.
وأضاف “هذه المناطق ذات إنتاجية محدودة من الذهب ومع ذلك يضطر آلاف الأشخاص معظمهم من النازحين، للعمل نسبة لانعدام خيارات الدخل المادي، بعدما فقدوا أعمالهم الأساسية بعد اجتياح قوات الدعم السريع للمدن الرئيسية في ولاية غرب كردفان”.
وشملت عمليات النهب، الحجارة الجاهزة لاستخلاص الذهب، والهواتف النقالة والمواد الغذائية من المعدنيين التقليديين في غرب كردفان، كما تُوسع قوات الدعم السريع انتشار عشوائياً وسط المناجم دون أي ضوابط، وفق مُعدن تحدث مع (عاين).
ونتيجة لتصاعد الاعتداءات والنهب، بدأ معدنون تقليديون في مغادرة مناطق التعدين الأهالي خشية على سلامتهم، وبحسب مُعدن فإن عناصر قوات الدعم السريع يطلقون الرصاص الحي داخل آبار الذهب في الوقت الذي يكون العمال بداخلها، وهي مخاطر كبيرة دفعت بعضهم يفرون إلى المجهول، حسب وصفه.
—————————————————————————————-
الفاشر.. معارك وتوقف تام لتكايا الطعام
تمكن الجيش السوداني للمرة الثانية خلال أسبوعين من عملية إسقاط جوي ناجحة على مقراته العسكرية في مدينة الفاشر المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع. ونقلت مصادر من المدينة أن طائرتين حربيتين حلقتا فجر اليوم الثلاثاء. في وقت تستمر قوات الدعم السريع في قصف المدينة بالطائرات المسيرة، وتحاول التقدم عبر الجنود المشاة إلى عمق المدينة.
وأمس الاثنين، دارت معارك عنيفة في المدينة في أعقاب هجوم الدعم السريع على المدينة من ثلاثة محاور قبل أن يتصدى لها الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه.
من جهتها، قالت تنسيقية المقاومة الفاشر، إن قوات الدعم السريع قامت بتصفية عدد كبير من المدنيين داخل منازلهم أثناء هجومها على المدينة أمس الاثنين، ودعت التنسيقية المواطنين في الأحياء القريبة من خطوط الاشتباك للمغادرة نحو أحياء أكثر أمناً متى ما توفرت الفرصة والوسيلة الآمنة لذلك، والابتعاد عن أماكن الاشتباك والنقاط العسكرية.
وعلى الصعيد الأزمة الإنسانية في المدينة، نقل مراسل لـ(عاين)، عن تفاقم معاناة السكان المحاصرين بعد توقف كافة التكايا – المطابخ الجماعية- التي تقدم وجبات مجانية. وقال:” توقفت التكايا بالكامل بعد الإغلاق الكامل للأسواق في المدينة”.
_____________________________________________
المسيرات تكسر هدوء المعارك في كردفان
شنت طائرات مسيرة يرجح تبعيتها إلى قوات الدعم السريع، هجوم واسع على مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان يوم الأحد الماضي، استهدفت أهداف عسكرية ومدنية، في وقت تشهد المنطقة هدوءاً في المعارك خلال الأسبوع المنصرم، مع عدم وجود تغيير في خارطة السيطرة الميدانية لأطراف الحرب في الإقليم.
وقال مصدر محلي من الأبيض لـ(عاين): إن “الطائرات المسيرة قصف مساء الأحد، مواقع قرب قيادة الجيش ومحيط مطار الأبيض، ومستشفى الضمان الاجتماعي، والمستشفى التعليمي، ولم تقع خسائر وسط المواطنين”.
وذكر المصدر، أن مدينة الأبيض عاشت لحظات عصيبة، حيث سبق قصف المسيرات، إطلاق نار كثيف وسط الأحياء السكنية الواقعة غرب المدينة، وتبين لاحقاً أن جنود الجيش والقوات المساندة لهم أطلقوا الرصاص في الهواء في سلوك احتفالي، بعدما وصلتهم شائعات باستعادة القوات المسلحة السيطرة على مدينة النهود في ولاية غرب كردفان.
واستهدفت الطائرات المسيرة في نفس مساء الأحد، مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض، ولم تسجل خسائر وسط المواطنين، بحسب ما نقله مصدر في المدينة لـ(عاين).
وقال الجيش في بيان صحفي يومها إن “قوات الدعم السريع واصلت انتهاك القانون الدولي وأعراف الحرب باستهدافها منشآت مدنية وصحية وسكنية في الأبيض بعدد من المسيرات الانتحارية، مما أدى إلى حدوث أضرار محدودة في المستشفى التعليمي ومستشفى الضمان، كما استهدفت أحياء سكنية دون وقوع خسائر في الأرواح”.
واعتبر الجيش هجوم المسيرات بمثابة هزيمة أخلاقية لقوات الدعم السريع، وتأكيداً على تماديها في تحدي القانون الدولي وإلحاق الأذى بالمواطنين. ولم تُصدر قوات الدعم السريع أي تعليق على هذه الاتهامات.
وشهدت المعارك العسكرية في كردفان هدوءاً تاماً خلال الأسبوع الماضي، وما يزال الجيش والقوات المساندة له متمركزين في منطقة أم صميمة الواقعة على طريق المؤدي إلى الخوي والنهود، غربي الأبيض.
وفي محور جنوب الأبيض، ما تزال قوات الدعم السريع تحافظ على تقدمها في منطقتي الرياش وكازقيل، وفي المحور الشرقي تسيطر على مناطق أم سيالة، وجبرة الشيخ، وأم قرفة. وتوجد الدفاعات المتقدمة للجيش في منطقة عد السدر غرب رهيد النوبة، الواقعة على طريق الأسفلت الرابط بين مدينتي أم درمان وبارا في ولاية شمال كردفان، بحسب مصادر عسكرية.
________________________________________________
مستنفرون يفرضون “السيانيد” بالقوة في صواردة شمالي السودان

فرضت قوات نظامية ومستنفرون، نشاط لمعالجة مخلفات التعدين التقليدي بمادة “السيانيد” السامة في منطقة صواردة شمالي السودان، بالقوة الجبرية، وهو نشاط ظل الأهالي يتصدون لاستمراره على مدى 9 سنوات ماضية.
وأسست الشركة الدولية المملوكة إلى جهاز الأمن والمخابرات السوداني، في العام 2016 مصنعاً وسط مجموعة قرى، وعلى بعد 4 كيلومترات من نهر النيل في منطقة صواردة لمعالجة مخلفات التعدين التقليدي “الكرتة” بمادة السيانيد، لكن السكان تصدوا لهذا النشاط الذي يعتبرونه مضرا بسلامتهم وصحة البيئة، ونظموا وقفات احتجاجية واعتصامات حالت دون توصيل الكهرباء للمصنع وتشغيله بطاقته الكاملة.
وفي العام 2019 أصدرت وزارة المعادن قرارا قضى بترحيل الشركة الدولية من مكانها الحالي نسبة لمخالفتها للاشتراطات البيئة وقُرب مقرها من مصادر المياه والنيل، لكن في 3 يناير 2022م – أي بعد شهر من انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على الحكومة الانتقالية – قررت وزارة المعادن استئناف عمل الشركة الدولية عملها من مقرها الحالي، الأمر الذي تصدى له الأهالي عبر اللجنة السداسية، وشباب السداسية، وهي كيانات شكلوها في وقت مبكر لتنسيق مقاومتهم ضد السيانيد.
وقالت اللجنة السداسية في بيان صحفي الأسبوع الماضي، إن “قوة من شرطة عبري والمستنفرين حضرت إلى المنطقة، وأوصلت التيار الكهربائي إلى مقر الشركة الدولية بالقوة الجبرية، رغم رفض الأهالي، مما يمثل استغلالا صارخاً للقوة ولظروف الحرب لتشغيل مصانع الموت”.
وذكر البيان أن هذه القوات اعتقلت اثنين من المواطنين هم، مازن دقين، وأسامة فنجري من أمام مركز شرطة عبري، في لحظة إطلاق سراح المواطن البدري أحمد عثمان الذي كان معتقلا كذلك، في خطوة واضحة لإرهاب المواطنين وقمع أي مقاومة سلمية – حسب وصفه.
وأضاف البيان: أن “اللجنة اكتشفت مصنع تعدين عشوائي آخر في منطقة كويكة بشمال البلاد يستخدم السيانيد، مما يشكل تهديداً مباشراً لصحة المواطنين وسلامة البيئة، ويكشف تواطؤ غير مقبول واستغلال الحرب والاضطرابات لتمرير مشاريع مدمرة دون أي اعتبار لرغبة الأهالي أو قوانين حماية البيئة”.
وتابع: “تستنكر اللجنة السداسية وبأشد العبارات ما تقوم به القوات الأمنية من تنفيذ أعمال مرفوضة بالقوة، واستغلال الحرب لتشغيل مصانع تهدد السكان والبيئة، نحن نرفض كل هذه الممارسات غير القانونية”.
_______________________
اتفاق أمني بين بورتسودان وجوبا يثير مخاوف الدعم السريع
اتفاق أمني مبدئي بين السودان وجنوب يثير مخاوف قوات الدعم السريع من تهديد انتشارها في ثلاث ولايات سودانية مجاورة لدولة الجنوب كما يعزز الاتفاق من تقليص حصول قوات حميدتي على الإمدادات القادمة عبر الحدود من جنوب السودان.
وقرر السودان وجنوب السودان رسميا التعاون في مجال الأمن وضبط الحدود بين البلدين وتبادل المعلومات في مباحثات مشتركة بمدينة بورتسودان عاصمة الحكومة المدعومة من الجيش في مباحثات مشتركة بين وزيري الخارجية السوداني والجنوب سوداني.
ووصل وزير خارجية جنوب السودان ماندي سمايا إلى بورتسودان في 4 أكتوبر الجاري، وأجرى لقاءات مع المسؤولين السودانيين أبرزهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه مالك عقار ورئيس الوزراء كامل إدريس، واختتم زيارته الاثنين 6 أكتوبر 2025.
وقال وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم في مؤتمر صحفي عقب ختام جولة وزير خارجية جنوب السودان إلى بورتسودان الاثنين 6 أكتوبر الجاري، إن “البلدين اتفقا على تبادل المعلومات الأمنية والتعاون بين الأجهزة الأمنية وتفعيل مراقبة الحدود بين الدولتين”.
وتسيطر قوات الدعم السريع على ولايتي جنوب دارفور وجنوب كردفان وغرب كردفان وهي ولايات حدودية بين السودان وجنوب السودان وفي هذا الصدد، يقول الباحث الأمني مجاهد فتح الرحمن في حديث لـ(عاين): إن “الاتفاق الأمني بين بورتسودان وجوبا على مستوى وزراء الخارجية من البلدين سينعكس سلبا على قوات الدعم السريع التي تسيطر على أجزاء واسعة من ثلاث ولايات سودانية على الحدود مع جنوب السودان”.
وقال وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم للصحفيين في بورتسودان الاثنين 6 أكتوبر الجاري: “اتفقنا مع جوبا للحفاظ على صناعة النفط وإنشاء منطقة حرة في ميناء بورتسودان لتسهيل حركة البضائع إلى جنوب السودان”.
ولفت سالم، إلى لقاء جرى بين وزير خارجية جنوب السودان مع مدير المخابرات السوداني الفريق إبراهيم مفضل، واتفقا على تبادل المعلومات الأمنية وضبط الحدود بين البلدين والتعاون بين الأجهزة الأمنية.
وأضاف الباحث في القطاع الأمني والعسكري مجاهد فتح الرحمن: “الحدود بين السودان وجنوب السودان ساعدت قوات الدعم السريع على إجلاء المصابين في المعارك ونقل شحنات الذهب والحصول على الوقود من شرق أفريقيا”.
ويعتقد فتح الرحمن أن فتح صفحة جديدة من العلاقات بين بورتسودان وجوبا تنعكس سلبا على قوات الدعم السريع، وستجد نفسها محاصرة من حدود جنوب السودان.
_____________________________________
مشاورات غير رسمية بين الجيش و”صمود” لوقف الحرب
قالت مصادر من القوى المدنية إن التحالف المدني لقوى الثورة “صمود” يتواصل بطريقة غير رسمية مع قادة من الجيش السوداني لحثهم على وقف الحرب واستعادة العملية السياسية.
بينما بدأت مصر رسميا إجراء مشاورات مع قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر العاطي إلى بورتسودان الأربعاء الماضي الأول من أكتوبر الجاري حول مقترحات دول الرباعية بشأن الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار بين القوات السودانية والدعم السريع.
وأوضح مصدر تحالف صمود لـ(عاين): أن “التواصل الذي جرى بين الجيش، والتحالف لم يأخذ الطابع الرسمي، لكن هناك حديثاً لوقف الحرب واستعادة العملية السياسية”.
وأشار المصدر، إلى أن قيادات مدنية تواصلت مع البرهان، ونصحته باستغلال مبادرة دول الرباعية ووقف الحرب والقضاء على التيارات التي تتمسك بالاستمرار في الحرب بما في ذلك الإسلاميين.
ولفت المصدر، الذي فضل حجب اسمه إلى أن التواصل لم يتوقف بين بعض القيادات المدنية وقادة الجيش السوداني للنقاش حول سبل وقف الحرب. مشيرا إلى أن القوات المسلحة السودانية على وشك القبول بخارطة الطريق التي أصدرتها دول الرباعية منتصف سبتمبر 2025.
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وصل إلى بورتسودان نهاية سبتمبر 2025، وانخرط في اجتماع مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وقال وزير الخارجية المصري للصحفيين عقب لقاء قائد الجيش السوداني في بورتسودان: “مصر مهتمة بوقف الحرب في السودان”.
وتنخرط مصر ضمن دول الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأجرت اجتماعين خلال شهر سبتمبر 2025 على مستوى وزراء الخارجية في واشنطن ونيويورك لبحث عملية وقف الحرب في السودان.
وقال دبلوماسي سابق بوزارة الخارجية السودانية مشترطا عدم نشر اسمه لـ(عاين) إن زيارة وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان نهاية الشهر الماضي جاءت لتسليم مقترحات دول الرباعية إلى قائد الجيش السوداني، والتي تشمل الهدنة الإنسانية لثلاثة أشهر والترتيبات الانتقالية نحو العملية السياسية.
___________________________________
«الحكم على كوشيب»..ترحيب ودعوات لمحاسبة الجناة الجدد
قُوبل الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بإدانة القائد السابق في “ميليشيا الجنجويد”، علي محمد علي عبد الرحمن المعروف بـ”علي كوشيب”، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، بموجة ترحيب محلية ودولية واسعة، واُعتُبر الحكم خطوة تاريخية على طريق العدالة لضحايا النزاع الذي أودى بحياة مئات الآلاف منذ أكثر من عقدين.
الحكم، الذي صدر عن المحكمة الجنائية الدولية الاثنين في لاهاي، أدان كوشيب في 27 تهمة من بين 31 تتعلق بالقتل والاغتصاب والاضطهاد والترحيل القسري ونهب الممتلكات، على خلفية الهجمات التي نفذتها قوات الجنجويد بالتعاون مع وحدات من الجيش السوداني بين أغسطس 2003 وأبريل 2004 في مناطق مكجر وديليج وكودوم وبنديسي.
ورحّب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بالحكم، واصفاً إياه بأنه “انتصار طال انتظاره لضحايا الفظائع في دارفور”، مؤكداً أن الإدانة تمثل اعترافاً مهماً بالمعاناة الإنسانية التي عاشها المدنيون خلال تلك الحقبة.
وأشار إلى أن صدور الحكم يأتي، بينما “تتكرر جرائم مشابهة في دارفور ومناطق أخرى من السودان”، داعياً إلى محاسبة كل المسؤولين عن الانتهاكات الجارية اليوم.
كما وصفت نائبة المدعي العام للمحكمة، نزهت شميم خان، الحكم بأنه “خطوة حاسمة نحو سد فجوة الإفلات من العقاب في دارفور”، مؤكدة أن الرسالة واضحة: “مرتكبو الفظائع في الماضي والحاضر سيواجهون العدالة مهما طال الزمن”.
في الداخل السوداني، اعتبر القيادي في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، خالد عمر يوسف الحكم “إنصافاً لضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام المؤتمر الوطني السابق”، مشيراً إلى أن العدالة الدولية بدأت تؤتي ثمارها بعد سنوات من التلكؤ والتسييس.
وفي الاتجاه ذاته، رأت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي أن محاكمة كوشيب “لا تكتمل إلا بمحاكمة من أصدروا الأوامر”، في إشارة إلى قيادات النظام السابق، وعلى رأسهم عمر البشير وأحمد هارون. وأكد بيان الحركة أن “الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم”، مرحباً بتمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة باعتبارها “خطوة مكملة لمسار العدالة الدولية في السودان”.
أما حركة جيش تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي، فقد اعتبرت الحكم “انتصاراً تاريخياً لحقوق الضحايا، ورسالة واضحة لبقية المجرمين”، مؤكدة في بيانها أن العدالة الدولية “لن تنسى جرائم مليشيا الدعم السريع التي تتواصل اليوم في دارفور ومناطق أخرى من السودان”. ودعت إلى تصنيف المليشيا كـ”منظمة إرهابية”، مشددة على ضرورة ترسيخ ثقافة المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.
وفي بيانات متفرقة رصدتها «عاين»، وصف ناشطون وسياسيون الحكم بأنه “محاكمة رمزية لنظام المؤتمر الوطني بأكمله”، مشيرين إلى أن إدانة “كوشيب” تعني عملياً إدانة البنية السياسية والعسكرية التي أنتجت الإبادة الجماعية في دارفور. وأكدوا أن العدالة لم تكتمل بعد، وأن محاسبة القيادات العليا هي “الخطوة الجوهرية لبناء سلام دائم ودولة قانون حقيقية”.
ويأتي الحكم على “كوشيب” بعد أكثر من عشرين عاماً من الجرائم التي ارتُكبت في دارفور، وبعد سنوات من التحديات السياسية والقانونية التي واجهت المحكمة الجنائية الدولية منذ إحالة الملف إليها عام 2005. ورغم أن الحكم لا يزال قابلاً للاستئناف، إلا أنه يمثل أول إدانة في قضايا دارفور، ويعيد إحياء الثقة في قدرة العدالة الدولية على ملاحقة الجناة، حتى في ظل النزاعات المستمرة.
________________________________________
مجلس حقوق الإنسان يمدد عمل بعثة تقصي الحقائق في السودان
مدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الاثنين، ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان عاما إضافيا وسط اعتراضات الحكومة المدعومة من الجيش.
وحظي القرار بتأييد 24 دولة مقابل رفض 11 دولة، من بينها السودان، وامتناع 12 بلدا عن التصويت. ويهدف التمديد إلى استمرار التحقيق في الانتهاكات التي وصفتها البعثة بأنها “ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وصف مجلس حقوق الإنسان في نص قراره الانتهاكات بأنها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، داعيا إلى وقفها فورا وضمان حماية المدنيين وفق القانون الدولي، ومؤكدا أن الإفلات من العقاب يشجع على تكرار الجرائم، ويعد عقبة أمام السلام المستدام.
كما شدد على أهمية العدالة الانتقالية الشاملة التي تضمن إنصاف الضحايا وتعويضهم، وتعزز المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن تحقيق السلام في السودان يمر عبر المساءلة ووضع حد للإفلات من العقاب.
وأكد تقرير البعثة الأخير مسؤولية طرفي النزاع، الجيش وقوات الدعم السريع، عن قصف مناطق سكنية ومنشآت حيوية، وارتكاب عمليات قتل خارج القانون، وهجمات بدوافع عرقية، إضافة إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي. كما وثق التقرير عمليات قصف جوي عشوائي من قبل الجيش، وعمليات قتل انتقامية شهدتها الخرطوم بعد استعادتها من قوات الدعم السريع في أبريل 2025.
وأوصت اللجنة بإنشاء آلية دولية مستقلة لمراقبة وقف إطلاق النار في السودان، وإحالة مرتكبي الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية.
واعتبرت مجموعة محامو الطوارئ، وهي هيئة سودانية مدافعة عن حقوق الإنسان، أن القرار “خطوة مهمة” في ظل تصاعد الانتهاكات واستمرار الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي شملت القتل والتعذيب والعنف الجنسي والنزوح الواسع، إضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية.
وقالت المجموعة إن تصويت السلطة في بورتسودان ضد القرار يمثل “نكسة أمام جهود العدالة الدولية واستمرارا لنهج التنصل من الالتزامات القانونية”، مؤكدة ضرورة التعاون مع البعثة وتسهيل مهامها وضمان حماية الشهود والمدافعين عن حقوق الإنسان.
_____________________
احتجاجات أمام القنصلية المصرية في بورتسودان بسبب التأشيرة
تظاهر عشرات السودانيين جوار مباني القنصلية المصرية في بورتسودان شرق السودان الخميس 2 أكتوبر الجاري؛ بسبب القيود المفروضة على خدمات التأشيرة وبيع الموافقة الأمنية التي تتيح لحاملها دخول مصر في السوق الموازي بسعر 2.5 ألف دولار.
وحرمت مصر آلاف السودانيين من الطلاب والمرضى والأطفال الذين يسعون إلى لم الشمل مع عائلاتهم المقيمة بالمدن المصرية من الحصول على تأشيرة الدخول منذ يونيو 2023.
واستقبلت مصر قرابة 1.5 مليون لاجئ سوداني خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما تقول لجنة العودة الطوعية إن أكثر من 400 ألف شخص عادوا من مصر إلى السودان خلال العام 2025.
ونظم شباب من شرق السودان وقفة احتجاجية قرب مباني القنصلية المصرية في بورتسودان. وقال متحدث باسم المجموعة مستخدما مكبر الصوت إن “مصر تحرم آلاف الطلاب والمرضى من دخول أراضيها وتسريب الموافقات الأمنية بآلاف الدولارات عبر السوق الموازي”.
ورفض المتظاهرون إجراءات استخدمتها الشرطة لإنهاء الاحتجاجات قرب القنصلية المصرية في بورتسودان، وتمكنوا من إكمال التظاهرات.
وتشدد مصر إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول إلى أراضيها أمام السودانيين منذ يونيو 2023 بعد أن فتحت الحدود للاجئين السودانيين قرابة الشهرين عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.