إنقلابيو السودان يطلقون النار.. والمتظاهرون: “سنواصل معركة التحرر الوطني”
13 نوفمبر 2021
استخدمت قوات الأمن السودانية اليوم السبت القوة المفرطة لتفريق آلاف المتظاهرين السودانيين الرافضين للانقلاب العسكري في البلاد، واستخدمت القوات المشتركة بين الجيش السوداني وقوت الدعم السريع والشرطة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ما اسفر عن 5 قتلى وجرحى وتجري لجان طبية عمليات التحقق والاحصاء الأولية في مستشفيات بالعاصمة.
ودعت لجان مقاومة في العاصمة السودانية الخرطوم والولايات للتظاهر رفضا للإنقلاب العسكري الذي نفذه الجيش السوداني في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ومضييه قدما في تشكيل حكومة جديدة بتعينه اعضاء في مجلس السيادة الانتقالي ضم العسكريين السابقين في المجلس برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وامتلأت في تمام الساعة الواحدة من نهار اليوم السبت كل نقاط التجمع المقترحة من قبل لجان المقاومة للتوجه إلى النقاط والشوارع الرئيسية للتظاهر منها شارع الستين وشارع المطار بالخرطوم.
اطلاق نار
فيما اطلقت قوات الشرطة في وقت مبكر من نهار اليوم وقبل نزول المتظاهرين للشوارع في مدينة ام درمان الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي وفقا لما نقل شهود لـ(عاين).
وجرت عمليات كر وفر بين المتظاهرين والقوات المشتركة بين الجيش والشرطة والدعم السريع الأمر الذي لم يمكن المتظاهرين من الوصول إلى نقاط التجمعات على شارع الاربعين ومقر البرلمان بمدينة ام درمان.
وعند تقاطع محطة سبعة جنوبي العاصمة الخرطوم النقطة الرئيسية لإلتقاء المواكب المركزية لاحياء جنوب الخرطوم، هاجمت مدرعة من الشرطة المتظاهرين بحسب ما رصدت (عاين)، واطلقت القوات الرصاص الحي في الهواء وعبوات كثيفة من الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين اجبروا المدرعة الشرطية للتراجع واشعل متظاهرون غاضبون النار في عربة تتبع للشرطة كانت تهاجم المحتجين في نفس المكان.
شهادة موثقة
ورصدت (عاين) نجاة احد المتظاهرين الذي كان يقودة سيارته بالقرب من تجمعات المحتجين ويرفع عليها علم السودان بعد ان اخترقت رصاصة حية الباب الخلفي للسيارة.
واعتبر صاحب السيارة الناجي من الرصاص، مهيد السيد، 54 عاما، مهاجمة سيارته عبر الرصاص الحي امتداد لقمع الشعب السوداني الذي يخوض منذ سنوات ما سماه بـ “معركة التحرر الوطني”.
وقال السيد لـ(عاين)، ” هذه المعركة مستمرة منذ عقود وستنتصر مهما واجهتها الآلة القمعية التي تسطو على السلطة في كل مرة.. هذه الاساليب لن تخيف الشعب السوداني الذي يواجه الرصاص ببسالة منقطعة النظير ويقدم الدماء والشهداء لانجاز مشروعه الوطني”.
فيما قالت المتظاهرة سماح عبد اللطيف، 62 عاما لـ(عاين)، أن آلة القمع التي يستخدمها العسكريين الآن في مواجهة الشعب السوداني لن تزيده إلى اصرارا وعزيمة لانهاء الانقلابات العسكرية المستمرة في البلاد.
وتابعت “لن يعيدوا الشعب السوداني بعد ثورته السلمية التي اطاحت بنظام الدكتاتور عمر البشير في ديسمبر 2018 إلى عهود الظلام.. والثورة التي انتصرت على البشير بكل جبروته ستنتصر على من ورثوا نظامه – في اشارة للحكام العسكريين الحاليين”.
وحمل المتظاهرون لافات كتبت عليها شعارات تطالب بتحقيق دولة مدنية كاملة في البلاد وترفض أي مساومات مع العسكريين وتقاسم السلطة معهم من جديد، فيما رفع محتجون لافات تطالب بعودة الوضع الدستوري في الانقلاب لما قبل يوم.
قتلى وجرحى
وكشفت احصائيات اولية للجنة اطباء السودان المركزية عن (5) قتلى وجرح العشرات خلال عمليات القمع الوحشية التي نفذتها القوات الأمنية بحق المتظاهرين اليوم السبت.
وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين المنظم الرئيس للاحتجاجات مع لجان المقاومة السودانية، الوليد علي، لـ(عاين)، ان المواكب السلمية التي خرجت نهار اليوم تعرضت لقمع وحشي من القوات الأمنية لكنها صمدت ووصلت للنقاط المحددة.
واشار الوليد، إلى ان عمليات القمع التي جرت اليوم تكشف مدى رعب الانقلابيين من حراك الشارع. وان المواكب لم تكن حصرية على مدن العاصمة بل كانت في مدن ولايات السودان المختلفة.
وكشف عن تنسيق مستمر بين تجمع المهنيين ولجان المقاومة لتصعيد الموقف الجماهيري من الانقلاب وتسيير مواكب أخرى يعلن عنها في موعدها لحين تحقيق اهداف الثورة السودانية بتحقيق دولة مدنية يقودها المدنيين بالكامل.