قفة الخضار
19 يونيو 2013
تشهد الساحة السودانية فى الفترة الماضية ارتفاعاً متطرداً في أسعار السلع الأساسية. مما يؤثر على استمرارية الحياة بشكلها الطبيعي بالنسبة لذوي الدخل المحدود. خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان الذي يتطلب مجهودات أكبر لتوفير وجبة الفطور. (عاين) تجولت في أسواق المدن المختلفة وبين المواطنين والتجار لمعرفة أسباب ارتفاع أسعار السلع الضرورية خصوصاً “قفة الخضار“.
جباية ومليشيات
يرجع بعض المواطنين أسباب ارتفاع الأسعار في المناطق الريفية إلى الرسوم والجبايات غير القانونية التي تفرضها سلطات المحليات على عبور الأفواج التجارية وقطعان الماشية العابرة إلى مناطق الاستهلاك. مما يشكل عبئاً على التجار حسب ما أفاد هارون عثمان (سائق شاحنة) الذي قال لـ (عاين) أنه يدفع ما بين 1500 إلى 2000 جنيهاً في الطريق من أم درمان إلى الفاشر. تدفع بالتقسيط للمليشيات المرابطة في مناطق دارفور وكردفان، وهي قوات غير رسمية تدعي بأنها جزء من الحكومة السودانية.
استيراد واحتكار
يشير محمد حسين المحلل السياسي بإذاعة عافية دارفور إلى تدني مستوى الإنتاج. إذ إنهار ميزان المدفوعات السوداني بحيث انحصر النشاط التجاري على الاستيراد دون التصدير، بينما تحتكر أقلية لا تتجاوز 5% اقتصاد البلاد المناهر، ويبقى الآخرون خارج دائرة الإنتاج على هامش الاقتصاد. فيما ينتشر الفساد الإداري في صورة صفقات مضروبة سواء في السلع أو المؤسسات الحيوية، واحتكار بيع السلع للتجار الذين تربطهم علاقة وثيقة بالنافذين في النظام، ويضيف محمد قائلا: “إن الفهم الجيد لمسالة الاقتصاد أصبح مربوطاً بمسالة الديمقراطية والحكم الرشيد، وهذا ما فشل النظام فيه“.
١٠٠ يوم للمعارضة
وتجمع القوى السياسية السودانية على أن الوضع أصبح لا يطاق بسبب الغلاء الفادح. لذلك أعلنت قوى الإجماع الوطني برنامجاً أطلقت عليه حملة “المائة يوم لإسقاط النظام“. موضحة أن الأسباب وراء تحريك الشارع عديدة ولكن تأتي الضرورة المعيشية الملحة في مقدمتها، ويقول الناطق الرسمي باسم قوى الإجماع الوطني المعارض كمال عمر لـ (عاين) عبر الهاتف : “أن مسألة الحراك الشعبي أصبحت ضرورة واجبة على كل فرد لكي يعيش حياة كريمة“. موضحاًأان أسباب حملة “المائة يوم” هي أسباب معيشية بحتة، وقال كمال عمر: “أن قفة الخضار أصبحت غير موجودة وحل مكانها كيس العدس” وزاد : “إن هناك بعض القرارات المتهورة ساهمت فى إرتفاع الأسعار“ ملمحاً إلى قرار إيقاف عبور نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية الذي أعلنه الرئيس مؤخراً وتضاربت التصريحات الحكومية حوله. مما أثر على حركة السوق صبيحة اليوم التالي.
وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية جبريل آدم بلال، بالقول : “هنالك ضرورة معيشية ملحة فى البلاد مما أدى إلى هجرة العديد من أبناء الوطن للبحث عن حياة كريمة خارج سجن الانقاذ” على حد تعبيره، واستدرك قائلاً: “هذا ليس بالشيء الجديد، فالأسعار في غلاء مضطرد.. ونحن كجبهة ثورية سنقف مع المواطن جنباً إلى جنب لأننا حملنا السلاح لأجله.”
قفة الخضار
ويشكل الغلاء تحدياً دائماً للأسر السودانية التي يتدنى مستوى دخل الفرد فيها إلى أقل من دولارين في اليوم حسب التقارير الدولية. في حين اعتراف مسئول حكومي في وزارة العمل في يناير الماضي بأن أجر الموظف العادي يغطي فقط 14% من احتياجاته المعيشية، وعلق المواطن محمد عثمان، الذي يعمل جزاراً بأمبده أن سعر كيلو الضان يتراوح ما بين 48 إلى 50 جنيهاً. بينما يتراوح سعر العجالي من 35 إلى 38 جنيهاً. مشيراً إلى انخفاض الطلب على اللحوم بحيث صارت أغلب الأسر الميسورة تكتفي بربع الكيلو. بينما اكتفى باقي المواطنين بالسخينة (إدام الماء بالبصل).
ويبقى الحال كما هو عليه مع اقتراب شهر رمضان بخصوصيته وطقوسه المكلفة، هذا ما بدا واضحاً فى أمدرمان وأسواقها. إذ لا أثر لذلك الحراك المعتاد الذي يشهده الناس فى مثل هذا الوقت من السنة.
وتاكيداً لما شهدته الأسعار من ارتفاع تنشر (عاين) قائمة بأسعار “قفة الخضار” فى مدن : الخرطوم، ود مدني (ولاية الجزيرة)، والفاشر (ولاية شمال دارفور). في حين تتمثل القائمة في أسعار: كيلو الطمام – رطل السكر – كيلو الضان – كيلو العجالي، إضافة لصحن الفول وجالون البنزين :
الفاشر |
مدني |
الخرطوم |
الصنف |
6 حبات 5 جنيه |
5 جنيه |
5 جنيه |
كيلو الطمام |
8 جنيه |
7 جنيه |
6 جنيه |
رطل السكر |
45 جنيه |
48 جنيه |
50 جنيه |
كيلو الضان |
35 جنيه |
36 جنيه |
35 جنيه |
كيلو العجالي |
9 جنيه |
5 جنيه |
2 جنيه |
صحن الفول |
15 جنيه |
13.5 جنيه |
8 جنيه |
جالون البنزين |
|
|
|
|
|
|
|
|