طلاب دارفور في المواجهة

إستهداف طلاب دارفور: وليد صدفة أم سياسة متعمدة

– شبكة عاين – ٢ مايو ٢٠١٦ –

من أكثر الأشياء التي تؤرق مضاجع الأُسر السودانية هي أحداث العنف الطلابي داخل الجامعات السودانية، لذلك فضل البعض تعليم أبناءهم خارج البلاد. والعنف الطلابي في وقت سابق كان منحصراً بين التنظيمات الطلابية التي تعتقد أن من ابتدر العنف في الجامعات منذ أواخر ستينيات القرن الماضي هم طلاب الحركة الإسلامية بمختلف مسمياتها من:أخوان مسلمين، جبهة الميثاق، الإتجاه الإسلامي – وهذا تنظيم الطلاب في الحركة الإسلامية – الجبهة الإسلامية، المؤتمر الوطني، وقد راح عشرات الضحايا من الطلاب خلال اعمال العنف.

العنف والتيارات الإسلامية

الأمر الجديد في العنف الطلابي أنه اصبح ياخذ طابعاً أكثر عنفاً خاصة بعد وصول الاسلاميين للسلطة عبر الانقلاب العسكري في يونيو 1989. وإستعانت بالأجهزة النظامية من شرطة وأمن والمليشيات الخاصة بالتنظيم الإسلامي في عمليات العنف بإستخدام السلاح الناري على عكس ما كان يحدث في العقود الماضية حيث كان يتم إستخدام الهروات، السيخ، المطاواة الملوتوف الحارق. ومع ذلك لم يتم فتح تحقيقات لمحاكمة الجناة الذين قاموا بقتل الطلاب منذ العام 1990 في جامعة الخرطوم والجامعات الأخرى ابرزها حادثة اغتيال الطالب محمد عبد السلام 1998.

يعود العنف الطلابي إلى  1967 و هو العام الذي شهد أول أحداث العنف الطلابي والتي عرفت بأحداث مسرح “العاجكو” حيث اعتدى طلاب الحركة الإسلامية في جامعة الخرطوم – منهم الآن من يتبوأ منصباً رسمياً – على مسرح كان يقيمه طلاب الجبهة الديمقواطية وهو تنظيم للطلاب الشيوعيين و الديمقراطيين في الجامعات والمدارس السودانية. وكانت دواعي الإعتداء من قبل الأخوان المسلمين وجود إختلاط بين الطلاب والطالبات في رقصة “العاجكو” وهي رقصة تؤدى في كردفان، حيث صعد الطلاب الأسلاميون المسرح واوسعوا المشاركين ضرباً أصيب فيه العديد من الطلاب والطالبات بجروح، ومنذ ذلك الحادث لم يتوقف نزيف الدم في الجامعات السودانية إلى يومنا هذا.

إستهداف ممنهج لطلاب دارفور في الجامعات السودانية

بعد العام 2003 إتخذ العنف الطلابي منحىً آخر بإستهداف الطلاب على اساس إثني وجهوي، بواسطة الدولة والتابعين لها من طلاب الحركة الإسلامية، حيث تم إستهداف طلاب دارفور بشكل مباشر. وهذا الإستهداف لم يقتصر داخل الجامعات وحدها بل إنتقل إلى خارجها عندما رفض بعض من الأهالي في دنقلا في 2016 من إستضافة عدد من الطلاب تم طردهم من الداخليات. غير أن السنوات الإخيرة شهدت أغتيالات من قبل الأجهزة الإمنية لعدد من طلاب دارفور، وهم محمد حامد 2007، محمد موسى بحر الدين 2010، عبد الله محمدين 2010، على ابكر 2014، ابوبكر الصديق 2016، واربعة طلاب من جامعة الجزيرة تم القاء جثثهم على مجرى مائي. فضلاًعن عدد الطلاب الذين تعرضوا لإصابات متفاوتة، وافساح المجال لطلاب التيار السلامي، حتى اصبحت الجامعات محميات يفعل فيها طلاب حزب المؤتمر الوطني الحاكم ما يريدون. ووصل الأمر الى تهديد أساتذتهم، وتحولت الجامعات الى مرافق غير آمنة وليست للتحصيل الأكاديمي، مع الأخذ في الإعتبار إستمرار الحرب في إقليم دارفور قادت عدد من الطلاب الى ترك قاعات الدراسة بالعمل في الأسواق لتوفير لقمة العيش ومساعدة أسرهم.

التمييز العنصري في عدد من الجامعات

يشتكي طلاب وطالبات دارفور على وجه الخصوص من التمييز الذي ظل يواجههم في عدد من الجامعات حتى من بعض المواطنيين حسب إفادتهم لـ(عاين). وشهد العام الماضي حملات إستهداف ضد الطلاب الدارفورين على أساس عرقي  وجهوي، غير أن النشطاء والساسة قاموا بحملة ضد هذا الإستهداف، االذي يتعرض له طلب الإقليم. وتم إطلاق حملة ارفعوا ايديكم عن طلاب دارفور، ويذكر أن الحملة الطلابية طالتها أيدي الإجهزة الأمنية فوقع الإعتقال على عدد من الطالبات والطلاب.