القصاص بالكلمات
جعفر خضر: القصاص بالكلمات
– شبكة عاين – ١٠ دسمبر ٢٠١٥ –
للنضال اوجه كثيرة منها النضال السلمي، الكفاح المسلح، الانتفاضة الشعبية، والتفاوض والحوار لمواجهة الانظمة الشمولية. دُعاة النضال السلمي يرتكزون على الثورة الشعبية عبر الاعتصامات والاضراب السياسي والعصيان المدني ويؤمنون بأنهم في حرب دائمة مع الانظمة والحكومات الى حين تغييرها. ولكن في السودان تنقسم الحرب الدائمة الى شقين كفاح مسلح \ حرب اهلية، ونضال سلمي بمعارك غير متكافئة بين الحاكم والمقاومة السلمية.
جعفر خضر كما يقول في مقابلة خاصة مع (عاين ) انه من ابناء ولاية القضارف في شرق السودان يعد نموذجاً للنضال السلمي، حيث انه يكتب الشعر الثوري ويخاطب الناس بتحريضهم وتبصيرهم لمواجهة الحكومة وفق قناعاته. وقد تحدى خضر الإعاقة بوقفته في وجه السلطات السودانية، مسبباً لها الازعاج مما اربكها. لم تثنيه الإعتقالات عن مواصلة نهجه التعبوي الذي كان قد تشكل مع بداية دراسته الجامعية.
عاصر خضر اشرس فترة من القبضة الامنية خلال تسعينيات القرن الماضي، حيث كان شاهداً عملية إغتيال الطالب طارق محمد ابراهيم برصاص السلطات الأمنية في الخرطوم، وهذا ما دفعه للاعتقاد بضرورة التغيير واسقاط النظام الحاكم، واسس مع مجموعة من رفاقه (منتدى الشروق الثقافي) في القضارف، ولكن المنتدى ضاقت من الحكومة وقامت باغلاقه. ومن ضمن الانشطة التي قام بها خضر نظم مبادرة (الخلاص) مع زملائه ويدعوا فيه لاسقاط النظام مستغلاً هامش الحريات التي وفرتها حكومة الولاية ابان انتخابات الوالي الاسبق كرم الله عباس.
وقد ساهمت مبادرة (الخلاص) في أكبر حراك جماهيري في تاريخ القضارف تخللتها مخاطبات في الأسواق والميادين العامة، شارك فيها عدد من مناهضي النظام قدموا من الخرطوم، كما اصدرت المبادرة صحيفة ورقية، عرفت بصحيفة (الخلاص) كأداة لإيصال رسالة التغيير الى رحاب أوسع ولكن هذه الصحيفة لم تستمر بسبب الهجمة الامنية على الحريات الصحفية. ويعتبر جعفر خضر من المناهضين للفساد في ولايته القضارف حيث وقف مع آخرين في وجه فساد والي القضارف أنذاك عبد الرحمن الخضر بتأسيس منبر (القضارف ضد الفساد)، مما جعله صديق للمعتقلين في سجون القضارف.
خضر لن تثنيه وسائل الإضطهاد التي برع جهاز الامن في إستخدامها لإحباط همته في مواصلة طريقه، وقد تعرض الرجل لمحاولات اقصاء على إساس الإعاقة التي يعاني منها فهو يستخدم (كرسي متحرك)، كما حاولت السلطات اغتياله وتهديده لإيقاف منهجة الناشد للتغيير، ويؤمن خضر الذي تقف من خلفه والدته لمناهضة نظام الحكم في السودان بأن التغيير قادم، داعياً التنظيمات الشبابية والقوى السياسية ترتيب نفسها قبل احداث التغيير وبحسب قوله (ان البلاد في حاجة للبديل المرتب لقيادة وإعادة بناء سودان جديد يحمل في معيتة معالجة للازمة السياسية والاقتصادية)، واوضح إن إعادة ترتيب البلاد تحتاج الى مواعين تستوعب كافة اشكال التنوع لمعالجة الامراض التي نخرت عظم المجتمع بالفساد والعنصرية وغيرها من اسباب الشتات، وشبه خضر الوضع الحالي “بأن يأتي احد ويخطف من كيس البصل بسبب الفقر والجوع، ويضيف (الوضع يحتاج الى توسيع دائرة النظر لكي لا يعاني الناس اكثر مما عانوه في عهد نظام الانقاذ الفاسد).