الأطفال الجنود.. مشاركة واسعة في حرب السودان
عاين- 31 يوليو 2025
يُوثق تحقيق أجرته (عاين) عمليات تجنيد واسعة للأطفال بواسطة طرفي حرب السودان، بعضها طوعية استغلالاً للظروف الاقتصادية السيئة لأسرهم، وأخرى تمت بشكل قسري، ليكشف وجه مأساوي آخر للقتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع، لأكثر من عامين، كما توضع مستقبل جيل كامل على حافة الضياع.
وجُنُدّ الأطفال في الحرب الحالية، رغم مصادقة السودان، على البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة عام 2005م، والذي يحظر مشاركة الأطفال دون الـ18 عاماً في النزاعات المسلحة، ولا يُسمح إلا بالتجنيد الطوعي ابتداءً من سن الخامسة -عشرة وفقًا للقانون الإنساني الدولي. أما الجماعات المسلحة، فتُلزم بحظر أشد، يشمل التجنيد الطوعي والإلزامي لمن هم دون سن الثامنة عشرة.
ظاهرة تجنيد الأطفال من قبل قوات الدعم السريع وجماعات أخرى، بعضها يقاتل قوات الدعم السريع، في دارفور، كانت سائدة حتى قبل اندلاع الحرب الحالية، ولعب القادة المحليون دورًا هامًا في تجنيد الأطفال مقابل حماية مجتمعاتهم، أو للحصول على أموال لاستخدامهم الشخصي أو الجماعي. كما شُجّع بعض المراهقين من قِبل أقرانهم، الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل بكثير، بدافع الضرورة الاقتصادية.
وتكشف شهادات، تجنيد الجيش السوداني، أطفال ضمن عمليات الاستنفار الشعبي التي كان يشرف عليها عناصر الحركة الإسلامية، كما وثقت حالات تجنيد أطفال من قبل الجيش في مدينة نيالا قبل سقوطها في يد قوات الدعم السريع. ويشير الأطفال الذين أسرهم جنود قوات الدعم السريع في نيالا، عاصمة جنوب دارفور، وحُرِّرُوا بفضل عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أنه جُنِّدُوا كجواسيس قبل سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة بالكامل في أكتوبر 2023.